كورونا: معاناة مضاعفة للاجئين الفلسطينيين في رمضان

2021-05-11

لازال اللاجئ الفلسطيني محمود شريم من مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، يتخوف من إعادة إغلاق مساجد المخيم خلال شهر رمضان بسبب تفشي جائحة كورونا. يقول شريم (59 عاماً)، نحن ننتظر رمضان على أحر من الجمر لاستثماره في العبادات وقضاء أوقاتنا معتكفين في المساجد، غير أن جائحة كورونا قد تحول دون ذلك، كما حصل العام الماضي.

شريم الذي كسا البياض شعره يقول إن عددا كبيرا من أرباب الأسر داخل المخيم لا تتوفر لديهم فرص عمل، وبالتالي يجدون في رمضان متنفساً لقضاء الوقت خارج أسوار منازلهم التي تتزايد فيها الاحتياجات، في ظل انعدام مصادر الدخل.

غير أنه عاد وقال: “تعودنا مذ كنا صغاراً أن رمضان شهر كريم بفيض الجود والعطاء والمساعدات الإغاثية التي تستر الآلاف من المساكن داخل هذا المخيم المتهالك والذي يضيق بسكانه لصغر المساحات وعدم وجود تهوية كافية وتلاصق خيمه، ولكن دائما لدينا أمل كبير بتحسن هذه الأحوال”.

أكثر من مليون لاجئ فلسطيني : كثافة سكانية بين مطرقة الجوع وسندان الوباء

يوجد في قطاع غزة في فلسطين تقدر مساحته الجغرافية ب 362 كم2، ثمانية مخيمات موزعة على خمس محافظات، يقطنها حوالي 1.4 مليون لاجئ، من أصل أكثر من مليوني نسمة. أي أن ثلث سكان القطاع من اللاجئين.

وتسببت جائحة كورونا للعام الثاني على التوالي في مضاعفة المعاناة وزادت الطين بلة بالنسبة لهؤلاء اللاجئين خاصة مع عدم تطبيق إجراءات السلامة الصحية واتباع التباعد الاجتماعي، حيث تحول الكثافة السكانية دون تطبيق هذه القواعد، كما يقول السكان.

يشير عبد الحليم جودة (35 عاماً)، من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، إلى أنه من الصعوبة فرض قواعد التباعد الاجتماعي في مخيم تبلغ مساحته 588 دونما، ويقطنه أكثر من 80 ألف نسمة.

وبين جودة، وهو عامل في قطاع الانشاءات، أن احتياجات السكان تتعاظم في ظل تضخم نسبتي الفقر والبطالة، الأمر الذي يستوجب الإنفاق على المأكل والمشرب أكثر من الاحتياجات الأخرى.

وقال: “أحيانا تكون الحاجة لإعداد وجبة الإفطار أو السحور أكثر أهمية من شراء المعقمات مثلاً أو شراء الكمامات وأن الآف الأسر في هذا المخيم لا تجد ثمن الكمامة الواحدة، وهذا ما يعقد من فرص الحد من انتشار فيروس كورونا داخل هذه المخيمات”.

كما أشار إلى أن العلاقات الاجتماعية والأسرية التي تربط أهالي المخيم وبخاصة في شهر رمضان، تحول أحيانا دون تطبيق التباعد الاجتماعي، قائلاً: “رغم الفقر إلا أن عادات تبادل أطباق الطعام بين السكان والاجتماع أحيانا على مآدبه طعام واحدة بين العائلات، لم تتأثر كثيرا بفعل الجائحة لكنها زادت الخطورة بالإصابة بالفيروس، للأسف”.



تختلف الأمكنة من مخيم لآخر داخل حدود قطاع غزة، لكن المعاناة واحدة في نظر النساء أيضاً، سعيدة النجار إحدى نساء مخيم خانيونس التي اجتهدت وقامت بحياكة أقنعة واقية لأطفالها الخمسة.

تقول سعدية (30 عاماً)، صحيح أنه ليس بمقدورنا الإنفاق على الكمامات في ظل تعطل زوجي عن العمل والاعتماد الكامل على المساعدات الإغاثية عبر وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، إلا أن هذا لا يعني الاستسلام وعدم اخذ الاحتياطات اللازمة لتنجب الإصابة بالفيروس، ولهذا قمت بحياكة كمامات خاصة بأطفال لتلافي خطر الإصابة”.

ومع دخول شهر رمضان، تستعد سعدية للدخول في معترك الاحتياج السنوي خلال الشهر الفضيل، إذ إنها تشير إلى أن “مستهلكات الطعام والشراب خلال رمضان تتضاعف، لكننا دائما نؤمن أن الله لا يحرمنا من فضله، وأن أهل الخير لن ينسونا”.

ولفتت إلى أنها تواجه مشكلة توفير كسوة جديدة لأطفالها لاستقبال عيد الفطر، وعلى الرغم من ذلك عادت وقالت “الحمد لله مستورة.. الأهم من كل هذا أن يجنبنا الله وأطفالنا الوباء والبلاء”.

المقال منشور في العدد 25 من مجلة غراس

يمكنك تحميل نسختك الآن أو الإطلاع على مقالات أخرى من المجلة

مواضيع ذات صلة

تعليقات

اترك أول تعليق