المؤثرون على شبكات التواصل الاجتماعي ودعم العمل الإنساني

2021-06-03

إلى أي مدى ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في نشر ثقافة العمل التطوعي؟ وما أهمية الزيارات الميدانية أو المشاهدات الإنسانية في التأثير على متابعي شبكات التواصل الاجتماعي؟ وكيف يرى المؤثرون تفاعل الناس مع القضايا الانسانية؟ وكيف يمكن توظيف هذه الوسائل في حشد الناس لفعل الخير والتبرع خاصة في الحالات الإنسانية التي تحتاج إلى إغاثة عاجلة؟ أسئلة طرحناها على هؤلاء المؤثرين لاستقراء وجهات نظرهم عن الدور الفاعل لهم في دعم العمل الخيري والإنساني وكيف نجحت هذه الوسائل في دعم العمل المجتمعي.

الإعلامي أحمد عبد الله

أصبحت وسائل التواصل نافذة مهمة يستخدمها رواد هذا المجال لنشر كل أعمالهم ومبادراتهم التطوعية، ولعبت دوراً كبيراً في دعم العمل الإنساني وذلك بفضل مميزاتها المتعددة التي أسهمت في نشر ثقافة العمل التطوعي، وذلك من خلال نشر المبادرات التطوعية واستقطاب الكثير من الراغبين في التطوع.

” في السابق كانت الرسالة الإعلامية تصل إلى شريحة محدودة، واليوم بفضل الطفرة التقنية أصبحت الرسالة أكثر انتشاراً، كما أن هناك طرقا مبتكرة يستخدمها النشطاء لإيصال رسائلهم الإنسانية..



” أحرص من خلال حساباتي على مواقع التواصل على نقل صورة إيجابية ورسائل إنسانية لمن يتابعوني لبث روح الإيجابية في نفوسهم، وتقديم رسائل داعمة ومشجعة للعمل الخيري، ولي مشاركات متنوعة في البرامج التطوعية والخيرية، التي انقلها مباشرة عبر حساباتي في تويتر وسناب شات وانستغرام وأحيانا على اليوتيوب، بهدف تشجيع المتابعين وغرس روح العمل الخيري في نفوسهم”.

“علمتني تجارب خارجية في العمل الإنساني الصبر على بساطة المعيشة من خلال زيارتي لبنغلاديش، والتوكل على الله في دعم رحلة التعليم والمدارس والطلبة في السودان، والرضا بالابتلاء عندما شاهدنا بأعيننا مجاعة الصومال، وكان الدرس الأكبر عندما واجهنا محنة اللاجئين السوريين سواء في رحلة عرسال بلبنان أو غازي عنتاب على الحدود التركية السورية، كل تلك التجارب وأكثر سهلت لنا العمل الطوعي بالداخل وحشد التبرعات ومناشدة أهل الخير لمجابهة الأزمات والتحديات.”


الإعلامية إيمان الكعبي
الإعلامية إيمان الكعبي : الزيارات الميدانية تضع المتابعين في قلب الحدث وتنقل لهم الصورة كما هي بمصداقية.

الإعلامية إيمان الكعبي

ساهمت وسائل التواصل ساهمت بشكل كبير في نشر ثقافة العمل التطوعي وأصبحت وسيلة هامة في متناول الجميع، وتمكنتُ من توظيف كافة حساباتي على مواقع التواصل لدعم العمل الإنساني، وذلك من خلال نشر كل ما يدعم العمل الإنساني ويشجع عليه.

أعتقد أن تنوع الوسائل ضروري لإيصال الرسالة، وهذا ما نجحت فيه قطر الخيرية حيث سخرت وسائل التواصل لخدمة العمل الإنساني وأصبحت من أوائل المؤسسات التي أنشأت شبكة للتواصل الاجتماعي وضمت نخبة مميزة من مؤثري التواصل الاجتماعي والذين بدورهم سخروا طاقاتهم وجهدهم لنشر رسالة قطر الخيرية السامية.

الزيارات الميدانية لها أهمية كبيرة لأنها تضع المتابعين في قلب الحدث وتنقل لهم الصورة كما هي، فتعطي هذه الزيارات مصداقية أكثر وتجعل المتابعين يسارعون للإقبال على المساهمة وتقديم المساعدة للمحتاجين، وهذا ما رأيناه ولمسناه من أهل قطر فكانوا ومازالوا أصحاب قلوب رحيمة تهب لنصرة الضعفاء والمحتاجين.


سوار الدهب
الناشط الإجتماعي سوار الدهب: ارتباط الناس بوسائل التواصل يجعل كل شخص مؤثر قناة إعلامية وهنا تكمن المسؤولية بتقديم ما ينفع الناس.

الإعلامي والناشط الاجتماعي سوار الدهب

 أحرص على التركيز بصورة دائمة على كل ما هو إنساني، ففي مجال الرياضة أفضل نقل مواقف إنسانية عن لاعب أو شخصية بشرط أن يكون مثالا للاقتداء.. ومن خلال زياراتي المتعددة لمناطق النزوح واللجوء أطوع هاتفي وكل وسائل التواصل (فيس بوك/ تويتر/ انستغرام) لنقل الواقع.. وعكس القصص الإنسانية لحث الناس على التبرع والمساعدة أو تقدم عبرة وعظة.”

وسائل التواصل ساهمت بشكل كبير في نشر ثقافة العمل الإنساني من خلال نقل الصورة ببساطة وعفوية.. فعندما نذهب لمخيم فيه نماذج مؤثرة فالصور وحدها تتحدث عن نفسها وتعبر عن ذاتها.. وارتباط الناس بوسائل التواصل يجعل من كل شخص مؤثر قناة إعلامية وهنا تكمن المسؤولية بتقديم ما ينفع الناس..



زيارات ميدانية  

الزيارة الميدانية تزيد من وعي أي شخص وتعمق إيمانه بما يقدمه فيصبح إنسانا يبحث عن الأثر والتغير والأجر.. وليس الشهرة.. فالميدان يبدأ أثره بناقل الصورة قبل أصحاب المعاناة.. الناس بفطرتها إنسانية ومتفاعلة بشرط صدق الرسالة وإيصالها بالطريقة الصحيحة والدليل تفاعل أهل الخير في قطر مع حلب لبيه / سالمه يا سودان / حق الشام / لبنان في قلوبنا..

مشواري في العمل الإنساني بدأ منذ أكثر من ٢٠ عاما من خلال التطوع المدرسي ومن ثم الانضمام كمتطوع للمنظمات ومنها قطر الخيرية والهلال الأحمر.. إلى إطلاق المبادرات الفردية ومن ثم الجماعية.

إن توظيف وسائل التواصل في حشد الناس يبدأ بصنع القدوة التي تنقل الرسالة الإنسانية فالشهرة ليست سببا في انتشار الرسالة الإنسانية وحشد الناس.. وإنما القيم والأخلاق.

المقال منشور في العدد 24 من مجلة غراس

يمكنك تحميل نسختك الآن أو الإطلاع على مقالات أخرى من المجلة

مواضيع ذات صلة

تعليقات

اترك أول تعليق