يعتبر تدهور خدمة الصرف الصحي سببًا رئيسيًا للفقر في الكثير من الدول النامية. كما أنه يتسبب بشكل كبير في حدوث وفيات مبكرة. وتقول منظمة الصحة العالمية أن الصرف الصحي السيء يسبب 000 280 وفاة بالإسهال سنوياً. كما يشكل عاملاً رئيسياً في العديد من الأمراض الاستوائية المهملة ، بما في ذلك الديدان المعوية ، والبلهارسيا ، والتراخوما. ويساهم الصرف الصحي السيئ في سوء التغذية، وغيرها من الآثار على الصحة. لذلك جاء هدف التنمية المستدامة السادس للأمم المتحدة ليُقر بضرورة توفير المياه النظيفة والصرف الصحي للجميع. كما أن ممارسات الإصحاح والصرف الصحي الآمنة تشكل عنصرًا حاسمًا في التنمية الاجتماعية وازدهار الشعوب.
انعدام المستوى الضروري لخدمات للمياه والإصحاح في المجتمعات الفقيرة
ذكرت المنظمة العالمية للصحة في تقرير لها سنة 2015، أن حوالي 2.4 مليار شخص يفتقرون لخدمات الإصحاح (الصرف الصحي)، بسبب عدم كفاية الحلول معقولة الكلفة، والحملات التي تسعى إلى تغير السلوك والعادات الاجتماعية غير الصحية.
أما البنك الدولي، فأشار في تقرير له صادر عام 2017 أن الملايين من الناس يحاصرهم الفقر بسبب سوء إمدادات المياه والصرف الصحي. مما يسهم في انتشار مرض تقزم الأطفال والأمراض المنهكة مثل الإسهال.
وقد دعى التقرير إلى استهداف المناطق شديدة الضعف، لسد الفجوات وتحسين خدمات المياه والصرف الصحي السيئة.
أهمية الصرف الصحي للجميع خاصة الأطفال
يُعرَّف الصرف الصحي بأنه “توفير المرافق والخدمات للتخلص الآمن من نفايات الإنسان.”. فهو يساعد على الحفاظ على الصحة وزيادة مدى الحياة.
وتبرز أهميته بشكل خاص بالنسبة للأطفال. إذ يموت ملايين لأطفال دون سن الخامسة سنوياً في جميع أنحاء العالم بسبب أمراض متصلة بالإسهال الذي يمكن الوقاية منه، بالإضافة إلى سوء التغذية الذي يتسبب في توقف النمو. وهذه كلها عوارض ناجمة عن عدم توفر المياه النظيفة وتجهيزات الصرف الصحي الضرورية.
أما بالنسبة للفتيات، فغياب مرافق الصرف الصحي في المدارس يمكن أن يحرمهن من فرصة التعليم.
وقد أشار إلى ذلك سانجاي ويجيسكيرا، رئيس قسم المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في اليونيسف بقوله أنه: “إذا كنا نأمل في أن نرى الأطفال يتمتعون بصحة أفضل وتعليمًا أفضل، يجب أن يكون هناك وصول أكثر إنصافًا لمياه الشرب والصرف الصحي المحسنة.”
البنى التحتية منخفضة التكلفة ونشر التوعية الصحية بين الناس
من بين الحلول التي تقترحها الهيئات والمنظمات الدولية – والتي كان لها أثر بارز في تحسين خدمات الإصحاح والصرف الصحي بشكل كبير – هي الاعتماد على البنى التحتية منخفضة التكلفة، من خلال مد أنابيب البناء والمضخات حول القرى بالمياه النظيفة، وبناء المراحيض وأنظمة الصرف الصحي.
بالإضافة إلى التوعية ونشر الثقافة الضحية من أجل الحد من الممارسات غير الصحية، للتقليل من عدد الوفيات المرتبطة بالنفايات البشرية التي تسبب الكوليرا والتيفوئيد والتهاب الكبد المعدي وشلل الأطفال وفيروس الروتا وغيرها.
وقد انخرطت الكثير من الوكالات والمنظمات الدولية في هذا المسعى من أجل تطوير برامج لتحسين مرافق المياه والصرف الصحي ونشر الوعي حول الممارسات النظيفة في المدارس والمجتمعات الفقيرة.