تشكل المشاريع الصغيرة (أي المشروعات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة) أكثر من 90٪ من جميع الشركات في العالم، كما أنها توظف 70٪ من إجمالي العمالة وتنتج 50٪ من إجمالي الناتج المحلي. وتتوزع بشكل أكبر على القطاعات الخدمية والصناعية المختلفة. ومع ذلك يظل بقائها واستمرارها هو الأكثر عرضة للخطر بسبب التحديات الاقتصادية والبيئية. وقد ذكرت الأمم المتحدة أن المشروعات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة التي تمتلكها نساء أو شباب أو من أقليات عرقية أو مهاجرون، هي الأكثر تضرراً من آثار أزمة كورونا العالمية. إذ أن في 136 دولة هناك 62٪ من الشركات التي تمتلكها نساء تأثرت بشكل كبير من آثار الوباء (مقارنة بنصف الشركات التي يمتلكها رجال).
ويعتبر القضاء على الفقر وتوفير عمل لائق للفقراء من أهم التحديات التي تشغل بال البشرية في عصرنا الحاضر، مجتمعات ومؤسسات دولية (الهدفين 1 و8 للتنمية المستدامة للأمم المتحدة)، من خلال التصدي عبر إيجاد للمساهمة في توفير مصادر دخل مستدام للأسرة فقيرة وتحسين ظروفها المعيشية، وخفض نسبة البطالة، وتوفير فرص عمل لائق للفئات المهمشة.
مفتاح تحقيق تنمية مستدامة في الدول الفقيرة
تعتبر المشروعات الصغيرة هي أصل النشاط الاقتصادي الذي بدأ بمشاريع رأسمالها صغير. وهي طوق النجاة للخروج من الأزمات الاقتصادية. فهي المصدر الرئيسي لتغطية الاحتياجات الأساسية والضرورية لحياة الإنسان من سلع وخدمات.
كما يبرز دورها كرافد أساسي للصناعات الكبيرة بتوفيرها مستلزمات الإنتاج (في بعض الصناعات أكثر من 75% من المكون الرئيسي للمنتج مصدره مشاريع صغيرة).
كيف تساهم المشاريع الصغيرة في ضمان عمل لائق والحد من الفقر؟
أصبحت المشروعات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة إحدى استراتيجيات التنمية المهمة التي تلعب دورًا كبيرًا في التخفيف من حدة الفقر.
فقد أثبتت جدارتها في معالجة الفقر والبطالة وتوفير رعاية صحية جيدة وتعليم مناسب للأسر الفقيرة، بالإضافة إلى ايجاد توازن بين إنفاق هذه الأسر ودخلها.
وقد أظهرت دراسات وجود علاقة قوية بين دور المشروعات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة والحد من الفقر.
ففي دولة مثل إندونيسيا، استطاعت هذه المشروعات أن تسهم بشكل كبير في الحد من الفقر بشكل مباشر وغير مباشر، على الرغم من كون إندونيسيا من الدول تعتبر فيها مشاكل الفقر معقدة تعيق تحقيق التنمية. فقد لعبت المشروعات المتناهية الصغر والصغيرة الدور الأكبر في التخفيف من حدة الفقر. إلى درجة أن أصبحت برامج تمكين المشروعات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة تعتبر من أهم الاستراتيجيات التي تعتمدها إندونيسيا للتخفيف من حدة الفقر.