الصدقة عن الميت فضيلة حسنة

2021-07-15

الصدقة على الميت هي أفضل ما يفعله الحي لميته. يخرج الصدقة عنه، وينوي ثوابها له. فقد أجمع العلماء أن أعمالاً مثل الصدقة والدعاء يصل نفعها إلى الميت نفعهما. ‏فعن عائشة رضي الله عنها أن رجلاً قال: (يا رسول الله، إن أمي افتلتت نفسها ولم ‏توص، وأظنها لو تكلمت تصدقت، أفلها أجر إن تصدقت عنها؟ قال: نعم، فتصدق عن ‏أمك) رواه البخاري ومسلم. وقد نقل الإمام النووي في المجموع إجماع المسلمين على أن الصدقة عن الميت تنفعه وتصله.



استحباب الصدقة عن الميت ومقدارها

الصدقة بأنواعها عن المتوفين من الأهل والأحباب مستحبة وليست واجبة، وتدخل في أعمال البر بالوالدين بعد موتهما.

وأحسن ما يبر به الوالدان بعد الموت هو الصدقة الجارية التي يدوم ثوابها. قال صلى الله عليه وسلم: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو ولد صالح يدعو له، أو علم ينتفع به. رواه مسلم.

من أفضل الصدقات عن الميت

  • سقي الماء، فمن أفضل ما تتصدق به عن أبيك هو توفير الماء بحفر بئر أو ما أشبه ذلك في الأماكن الفقيرة التي يحتاج أهلها إلى الماء كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم فقد روى الإمام أحمد وأصحاب السنن عن سعد بن عبادة رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله إن أمي ماتت أفأتصدق عنها؟ قال: نعم، قلت: فأي الصدقة أفضل؟ قال: سقي الماء.
  • بناء مسجد، وهو من الأعمال الفاضلة خدمة لمن يحتاج إليه من المسلمين. فقد روى الإمام أحمد وابن ماجه وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من بنى مسجدا لله ولو كمفحص قطاة أو أصغر بنى الله له بيتا في الجنة. قال الشيخ الألباني: صحيح.
  • التصدق بالمال، ولكنه لا يعتبر صدقة جارية التي يدوم ثوابها للميت.


انتفاع الميت بالصدقة عنه جارية أو غير جارية

أجمع أهل العلم على انتفاع الميت بالصدقة عنه سواء كانت جارية كبناء مسجد أو سقاية ماء أو نحو ذلك. وسواء كانت غير جارية كإعطاء فقير صدقة بنية حصول الثواب للميت.

قال ابن تيمية في الفتاوى الكبرى: الأئمة اتفقوا على أن الصدقة تصل إلى الميت، وكذلك العبادات المالية كالعتق.

وقال ابن حجر الهيتمي في تحفة المحتاج: وَيَنْفَعُ الْمَيِّتَ صَدَقَةٌ عَنْهُ، وَمِنْهَا: وَقْفٌ لِمُصْحَفٍ وَغَيْرِهِ.

كما سيصل على المتصدق إن شاء الله تعالى.  فقد ذكر أهل العلم أن من تصدق عن ميت فإن الميت يحصل على ثواب الصدقة ويثيب الله المتصدق أيضا.

 ففي حاشية الجمل على المنهج في الفقه الشافعي: فقد نص إمامنا على أن من تصدق على الميت يحصل للميت ثواب تلك الصدقة وكأنه المتصدق بذلك، قال وفي واسع فضل الله أن يثيب المتصدق. انتهى.

 وقال ابن عابدين: والأفضل لمن يتصدق نفلاً أن ينوي لجميع المؤمنين والمؤمنات، لأنها تصل إليهم، ولا ينقص من أجره شيء. انتهى.

فضل الصدقة عن الميت في يوم الجمعة

لقد عظّم الإسلام من شأن يوم الجمعة وليلتها، ويروى في ذلك أحاديث كثيرة، منها قول النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ. رواه أبو داود، وابن ماجه.



ويرى كثير من العلماء أن ثواب العمل الصالح في يوم الجمعة وليلتها أرجى وأفضل، من غير تخصيص ذلك بالميت، ومن ذلك الصدقة، قال الخطيب الشربيني في كتابه الإقناع في حلِّ ألفاظ أبي شجاع: وَيُسَنُّ كَثْرَةُ الصَّدَقَةِ، وَفِعْلُ الْخَيْرِ فِي يَوْمِهَا وَلَيْلَتِهَا. انتهى.

وقال ابن القيم في كتابه زاد المعاد في هدي خير العباد في أثناء حديثه عن خصائص يوم الجمعة: “الْخَامِسَةُ وَالْعِشْرُونَ: أَنَّ لِلصَّدَقَةِ فِيهِ مَزِيَّةٌ عَلَيْهَا فِي سَائِرِ الْأَيَّامِ. وَالصَّدَقَةُ فِيهِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى سَائِرِ أَيَّامِ الْأُسْبُوعِ كَالصَّدَقَةِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ بِالنِّسْبَةِ إِلَى سَائِرِ الشُّهُورِ، وَشَاهَدْتُ شَيْخَ الْإِسْلَامِ ابْنَ تَيْمِيَّةَ ـ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ ـ إِذَا خَرَجَ إِلَى الْجُمُعَةِ يَأْخُذُ مَا وَجَدَ فِي الْبَيْتِ مِنْ خُبْزٍ، أَوْ غَيْرِهِ فَيَتَصَدَّقُ بِهِ فِي طَرِيقِهِ سِرًّا، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِذَا كَانَ اللَّهُ قَدْ أَمَرَنَا بِالصَّدَقَةِ بَيْنَ يَدَيْ مُنَاجَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَالصَّدَقَةُ بَيْنَ يَدَيْ مُنَاجَاتِهِ تَعَالَى أَفْضَلُ، وَأَوْلَى بِالْفَضِيلَةِ”.


المصدر: موقع إسلام ويب (بتصرف).

مواضيع ذات صلة

تعليقات

اترك أول تعليق