في خضم وتيرة الحياة المتسارعة وصخب الأحداث اليومية، قد يغفل معظمنا عن الجهود المبذولة التي يقوم بها ملايين العاملين في حقل العمل الخيري والإنساني، يضحون عبرها بالجهد والوقت من أجل تجاوز ما أمكن من المآسي الإنسانية. لذلك يأتي اليوم الدولي للعمل الخيري لكي نقف وقفة تقدير لهؤلاء الذين يعملون في صمت للإصلاح قدر المستطاع حتى يكون العالم مكاناً جميلاً للعيش لنا جميعاً. لكنه أيضاً فرصة للتوعية بالتحديات التي تستدعي مضاعفة جهود الخيّرين في هذا العالم للتصدي لها.
التوعية بأهمية العمل الخيري
يحتفل العالم في الخامس من سبتمبر من كل عام باليوم الدولي للعمل الخيري. حيث صنفته الأمم المتحدة يوماً دولياً للأعمال الخيرية للاعتراف بالجهود التي تبذلها منظمات المجتمع المدني والمنظمات الخيرية ودورها في نشر الوعي لدى الأفراد وحثهم على العطاء وتمكينهم من الإسهام في التصدي للفقر والبؤس بشتى أشكاله.
حيث يشكل هذا اليوم فرصة لتسليط الضوء على الجهود الكبيرة التي تقوم بها المنظمات المحلية والدولية والحكومية وغير الحكومية، والنُشطاء والمؤثرين في التوعية بالقضايا الإنسانية العاجلة، في التعليم، والصحة، والتنمية، والبيئة وأزمة اللجوء. وهي تحديات تتطلب المزيد من التكاتف لحلها.
اليوم الدولي للعمل الخيري 2021: بين إنجازات تحققت وتحديات أقبلت
بذلت البشرية جهوداً مضنية في التصدي للتحديات الكبرى التي تواجهها وتعيق تطور المجتمعات وتنميتها، مثل الفقر والأمراض والأمية والتلوث. حيث عملت الدول والهيئات الأممية والمنظمات الإنسانية على نشر التعليم وسط المجتمعات التي تنتشر فيها الأمية عبر تشييد المدارس وتأهيل المعلمين ومساعدة الأطفال الفقراء على مواصلة التعليم، وبناء المستشفيات ومنح العلاجات للطبقات المعدمة وحفر الآبار وتسهيل الوصول للمياه النظيفة والطاقة النظيفة للحد من التلوث والأمراض الناجمة عنه في المناطق الفقيرة.
لكن المؤكد أيضاً أن البشرية مقبلة على تحديات كثيرة تستدعي عدم التراخي والقبول بما تحقق. بل إلى التكامل التعاون. ومن أبرز تلك التحديات هي آثار جائحة كورونا على التعليم والشغل، والكوارث الطبيعية، وأزمات اللاجئين والنازحين.
1. التصدي للآثار الاجتماعية والاقتصادية لوباء كورونا
لا تزال الدول والمجتمعات تحصي الآثار الخطيرة لوباء كورونا من الناحية الاجتماعية والاقتصادية. إذ بات مؤكداً أن تأثيرات الوباء ستستمر لسنوات مقبلة لتمس كل دول العالم، ولعلّ الدول الفقيرة والنامية ستكون من أكبر المتضررين.
حيث تسبب الوباء في تراجع اقتصادات الدول وانتشار البطالة بمستوى مرتفع جداً بسبب فقد الملايين من الناس لوظائفهم.
كما تسبب انقطاع أطفال العالم عن التعليم المدرسي بسبب الإغلاق. حيث من المتوقع أن ترتفع عمالة الأطفال إلى 160 مليون طفل، بسبب الانقطاع عن التعليم المدرسي، لينخرطوا في أعمال خطرة لا تناسب أعمارهم ولا قدرتهم البدنية.
2. تزايد أعداد ضحايا الكوارث الطبيعية وتغيرات المناخ حول العالم
يتوقع الخبراء أن الكثير من دول العالم ستهددها عوامل التلوث وتغير المناخ، مثل الحرائق أو ارتفاع منسوب سطح البحر أو الجفاف أو الفيضانات. وأن سكان المناطق الفقيرة والريفية والأراضي الهامشية سيكونون الأكثر تضرراً لعدم الجاهزية لمثل هذه السيناريوهات. مما قد يسبب في موجات لجوء ونزوح تعادل أضعاف ما تتسبب فيه الحروب والنزاعات.
3. أزمة اللاجئين والنازحين: أبرز أزمات القرن الحالي
تُصنف أزمة اللجوء في سوريا من بين أشد الأزمات التي تعيشها البشرية خلال العقد الثاني من القرن العشرين. من آثارها لجوء 5.6 سوري في دول الجوار وأكثر من 6 ملايين نازح داخلي.
كما لا تزال أزمة اللاجئين الروهينغا، تراوح مكانها. حيث يقضي قرابة مليون لاجئ أيامهم الصعبة في مخيمات كوكس بزار في بنغلادش (أكبر مركز لجوء في العالم)، يعانون من انعدام أبسط ضروريات الحياة العادية، بعد أن عاشوا أحداثاً صعبة أجبرتهم على ترك أراضيهم وممتلكاتهم في بلدهم ميانمار.