يعتبر التعليم أداة أساسية للقضاء على الفقر في العالم وتعزيز العدالة والرفاه الاجتماعي. وقد أوضحت الإحصائيات أن ما يقارب 59 مليون طفل في سن التعليم الابتدائي قد حرموا من فرصة التعليم، فلا يستطيع أكثر من 65 مليون شاب في سن المراهقة الالتحاق بالمدرسة الثانوية. أضف إلى ذلك ما سببته النزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية في تعطيل العملية التعليمية وحرمان أكثر من 75 مليون طفل من التعليم. لنتعرف على تأثير الفقر على فرص تعليم الأطفال وكيف تسهم قطر الخيرية في زيادة فرص تعليم الأطفال في المناطق الفقيرة.
كيف يحد الفقر من فرص التحاق الأطفال الفقراء بمقاعد التعليم؟
يلعب الفقر دورًا أساسيا في عدم توفير الفرص التعليمية للأطفال. حيث يبدأ تأثير الفقر على التعليم في وقت مبكر من حياة الطفل، لذلك صار الأطفال الأكثر فقرًا في أي بلد تقل لديهم فرص الالتحاق ببرامج التعليم في مرحلة مبكرة.
وتشكل عمالة الأطفال (من 5 إلى 17 سنة) مشكلة كبرى. حيث أن 168 مليون طفل يمارسون المهن الهامشية التي تعتبر المسبب الأساسي في حرمان الأطفال من العودة للتعليم. علمًا أن توفير فرص تعليمية جدية ومتكافئة يمكن أن يساعد أي بلد في زيادة نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 23 في المائة.
لذلك بات مطلب توفير الفرص المتكافئة للحصول على التعليم ذو الجودة للجميع جهدا مضاعفًا من جميع الجهات وعلى كل المستويات. لا سيما لفائدة الفئات الأقل حظًا في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ومنطقة جنوب آسيا، حيث تشمل الفئات الأقل حظًا كلا من الأشخاص ذوي الإعاقة، والسكان الأصليين، واللاجئين والنازحين من الأطفال، والأطفال الفقراء في المناطق الريفية.
وقد اعتمدت الأمم المتحدة في دورتها السبعين في سبتمبر 2015 أجندة تنمية عالمية جديدة تحت عنوان “تغيير عالمنا “وهي خطة التنمية المستدامة لعام 2030. وتضم هذه الخطة في صميمها 17 هدفا من أهداف التنمية المستدامة، بما في ذلك (الهدف الرابع) المتعلق بالتعليم والذي ينص على “ضمان التعليم الجيد والشامل للجميع، وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع”.
فمن أهم أولويات الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة نجد:
- الالتزام بتوفير التعليم المجاني الابتدائي والثانوي بشكل كلي.
- الحصول على التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة.
- توفير التعليم التقني والمهني والتعليم العالي.
- محو الأمية للبالغين.
- الالتزام الشامل بإتاحة الفرص المتساوية للجنسين في الحصول على التعليم الجيد.
قطر الخيرية ودورها في دعم التعليم لخدمة التنمية داخل المجتمعات الفقيرة
ويعتبر التعليم في السياقين التنموي والإنساني أحد المجالات الاستراتيجية لعمل قطر الخيرية. وذلك نسبة لأهمية التعليم باعتباره الركيزة الأساسية للتنمية والعامل الأساسي المساعد على تحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة 2030.
حيث تهدف مشاريع قطر الخيرية في قطاع التعليم إلى المساهمة في تحقيق أهداف التي أقرتها الأمم المتحدة لتحقيق التنمية المستدامة.
وتحرص قطر الخيرية على التعاون في ذلك مع مختلف شركائها كوزرات التعليم في الدول التي تعمل فيها. حيث شهدت السنوات الأخيرة تطوراً ملحوظا على المستويين الكمي والنوعي في مشاريع التعليم. حيث قامت قطر الخيرية بتنفيذها في أكثر من 30 دولة. وتم إنفاق ما يزيد عن 68,645,377.36 ريال قطري لتنفيذ عدد 658 مشروعا أطلقته قطر الخيرية بالشراكة مع وكالات الأمم المتحدة المتخصصة مثل اليونيسيف، ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. إضافة لصندوق قطر للتنمية الذي يولي التعليم أهمية خاصة في رؤيته واستراتيجيته.
تعمل قطر الخيرية في مجال التعليم في أكثر من 30 دولة في قارات أفريقيا وآسيا وأروبا. وتعمل مع حكومات تلك الدول وأصحاب المصلحة الأخرين من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة. خاصة الهدف الرابع وذلك بأنشاء المؤسسات التعليمية في مختلف مستوياتها، وتأثيث المدارس وتمكينها من المعينات التعليمية الأساسية. وتزويد المدراس بخدمات المياه والصرف الصحي، وتدريب المعلمين، وتوفير الحقيبة المدرسية والكتاب المدرسي لفائدة الأطفال المحتاجين.