بمرور السنوات تتزايد الأخطار الناجمة عن الكوارث الطبيعية وتغير المناخ أو تلك التي يتسبب فيها الإنسان. حيث تلحق خسائر ضخمة وموجات لجوء ونزوح لملايين البشر حول العالم. ويشمل ذلك الزلازل والفيضانات والأعاصير والجفاف والحرائق والنزاعات والأمراض المعدية. ويكون الحد من هذه الأخطار عبر التعامل مع الآثار السلبية لها والعمل على زيادة قدرة الناس على توقعها والتقليل من آثارها. وخلال السنوات الماضية أصبح الحديث يدور حول إدارة المخاطر الناجمة عن هذه الكوارث، عبر وضع الخطوات التنفيذية التي تساعد على توقع حدوثها والتخفيف من آثارها المدمرة.
سيساعك المقال على فهم:
ماذا نقصد بالحد من مخاطر الكوارث؟
نقصد بالحد من مخاطر الكوارث (Disaster risk reduction) هو اعتماد وسائل للوقاية من الأضرار التي تسببها هذه الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والفيضانات والجفاف والأعاصير، وتقليل عدد الأشخاص المتأثرين من آثارها. ويشمل ذلك إدارة الكوارث والتخفيف من حدتها والتأهب لها مسبقاً. خاصة في المناطق التي يكون فيها الناس معرضين لمخاطر متكررة. إذ يمكن أن يؤدي التحذير المسبق قبل 24 ساعة فقط من حدوث عاصفة أو موجة حر إلى تقليل الضرر الناتج عن ذلك بنسبة 30 في المائة.
وقد تم اختيار 13 أكتوبر من كل عام كيومٍ دوليي لتعزيز ثقافة الحد من الكوارث والوعي بمخاطرها على الجميع.
بين الحد من مخاطر الكوارث وإدارة مخاطر الكوارث
إلى غاية نهاية القرن العشرين، كان تعامل الدول والشعوب مع الكوارث يقوم على أساس الاستجابة لحالات الطوارئ. لكن مع تزايد الوعي أدرك الإنسان أنه بالإمكان تقليل تلك المخاطر، من خلال إدارة ظروف الخطر لمنع وقوع خسائر كبيرة والتخفيف من آثار الكارثة. فأصبحنا أمام إدارة مخاطر الكوارث (Disaster risk management) التي هي بمثابة الخطوات التنفيذية للحد من مخاطر الكوارث.
مجالات إدارة المخاطر
غالباً ما لا يتم إعطاء إدارة مخاطر الكوارث الاهتمام الكامل، لأن الأضرار والخسائر التي تسببها الكوارث الطبيعية غالبًا ما تكون غير معروفة ونادرة الحدوث رغم تأثيرها الشديد. إذ تقوم سياسات إدارة المخاطر على مجالات متعددة منها:
تقليل المخاطر
التقييم الكلي للمخاطر وتأثيرها على البنايات، ووضع ضوابط بناء سكنات مضادة للكوارث (مثل الزلازل والفيضانات والعواصف).
التأهب
حيث تساعد عوامل مثل شدة وتكرار حدوث الخطر، على وضع خطط التأهب والاستعداد في حال حدوثه. مثل خطط الإخلاء، وإنشاء الملاجئ، وتدريب الفرق وعامة الناس على التأهب.
إذ يمكن قياس مدى تأثير أحداث المخاطر المختلفة (عدد المباني المتضررة، والوفيات والإصابات، والمخاطر الثانوية) أن يساعد في وضع خطط مفصلة وواقعية للاستجابة بشكل أفضل للكوارث.
إعادة إعمار مرنة لتسهيل تنفيذها ميدانياً
يجب أن تكون المعلومات الخاصة بخطط إعادة الإعمار وإسكان المتضررين المحتملين متاحة قبل وقوع الكارثة. لأنه بعد ذلك لن يكون هناك الوقت الكافي لجمع المعلومات اللازمة لتشييد البنايات المرنة ووضع الخطط للأراضي التي سيتم البناء عليها.