قامت صحيفة الغارديان البريطانية بتحديث دليل أسلوبها في عام 2019 باعتماد مصطلحات مثل “الطوارئ المناخية” و”أزمة المناخ” جنباً إلى جنب مع مصطلح “تغير المناخ”. ولعل ما قامت به الصحيفة ذائعة الصيت عالمياً يعود إلى شعورها بالمسؤولية تجاه جمهورها لزيادة وعيه بالأخطار التي باتت تتسبب فيها التغيرات المناخية في العالم. فلا جدال في أن الإعلام بالإضافة إلى التكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة أصبح لها الدور الرائد في التأثير على المجتمعات. كما يقع على عاتقها كذلك الرفع من مستوى فهم عموم الناس بالتحديات التنموية المحلية والدولية، مثل الفقر والمجاعة وقضايا اللجوء وتغير المناخ، بالإضافة إلى توجيه الجمهور إلى دعم المشاريع التنموية في المناطق الفقيرة والنامية.
ستتعرف عبر هذا المقال على:
اليوم العالمي للإعلام الإنمائي: وسائل الإعلام والتكنولوجيا في قلب قضايا التنمية المستدامة
يصادف يوم 24 أكتوبر من كل عام اليوم العالمي للإعلام الإنمائي. ويهدف هذا اليوم إلى زيادة الوعي حول التحديات التي تعيق التنمية المنشودة للمجتمعات، وكذا حسين الوصول إلى المعلومات، خاصة بين فئة الشباب.
وتتمتع تقنيات المعلومات والاتصالات مثل الإنترنت والهواتف الذكية، بالقدرة على تقديم حلول جديدة لمشاكل التنمية. لكن ذلك يبقى مرتبطا بإزالة الفجوة الرقمية التي تعيق وصول المعلومة للكثير من المجتمعات عبر زيادة وصول الفئات المهمشة للإنترنت ووسائل التواصل الحديثة مثل الهواتف الذكية، والاستثمار في التعليم والتدريب في مجال المهارات الرقمية، وجعل التقنيات الحديثة.
كيف يمكن الاستفادة من وسائل الإعلام لدعم المشاريع الخيرية والتنموية؟
كثيرا شكلت وسائل الإعلام والتكنولوجيا “منبراً لمن لا منبر له” للفئات المحتاجة من الفقراء واللاجئين والمتضررين من شتى أنواع الأزمات للفقراء، من أجل إيصال صوتهم إلى الجهات الداعمة أو لفتح نقاش حول القضايا التي تسهم في تنمية المجتمعات والتصدي للتحديات التي تعترضها.
ويقع على عاتق منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الخيرية والإنسانية، بما تملكه من علاقات عامة وموارد أن تدمج دور وسائل الإعلام أكثر في قلب القضايا التنموية والخيرية.
وهناك مجموعة من الطرق التي يمكن لهذه الهيئات الخيرية والإنسانية من خلالها المشاركة بفعالية مع وسائل الإعلام للترويج لمشاريعها وأهدافها الخيرية والتنموية من ذلك:
1. تطوير استراتيجية للعمل مع وسائل الإعلام
يجب على منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الخيرية والإنسانية أن تحدد استراتيجية وأهداف المشاركة الإعلامية، والجمهور المستهدف، والرسائل الرئيسية، ونوع الوسائط التي يجب التعامل معها (مثل المطبوعات، والتلفزيون، والراديو، ومواقع التواصل الاجتماعي، وما إلى ذلك)، والبحث عن أفضل الطرق لجعل وسائل الإعلام تتفاعل حملاتها ومشاريعها.
2. تحديد أهداف المشاركة الإعلامية الخاصة بالمنظمة
فقد ترغب منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الخيرية والإنسانية في استخدام وسائل الإعلام لرفع مستوى الوعي الجمهور بأهمية عملها.
3. تحديد الجمهور المستهدف
فعلى منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الخيرية والإنسانية أن تحدد جمهورها بعناية، أي من هم الفئات التي ترغب في الوصول لهم عبر وسائل الإعلام (فئات من عامة الناس، المسؤولين الحكوميين، القطاع الخاص…) لأن ذلك من شأنه أن يؤثر على اختيار الرسالة ونوع الوسائط ووسائل الإعلام.
4. تحديد الرسائل الرئيسية لمشاركتها عبر وسائل الإعلام
الرسالة الرئيسية هي ما تريد أن يفهمه الجمهور المستهدف أو يسمع عنه أو يقوم به. فبعد تحديد الجمهور المستهدف، يصبح من الضروري على منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الخيرية والإنسانية إنشاء رسائل أساسية مقنعة ومصممة خصيصًا لجمهورها المستهدف. وذلك ينطبق على اللغة والمصطلحات المستخدمة، الإحصائيات والبيانات.
ومن الضروري كذلك أن تكون الرسائل قصيرة ومبسطة، لأنه في الغالب قد لا تروي وسائل الإعلام القصة بالطريقة الدقيقة التي تريدها المنظمة أن تُروى.
5. تحديد نوع الوسائط التي يجب التعامل معها
أيضا بالاعتماد على الجمهور المستهدف (المطبوعات والتلفزيون والراديو ومواقع التواصل الاجتماعي).
6. تطوير علاقات عمل مهنية مع الصحفيين
إذ يجب أن تسعى منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الخيرية والإنسانية إلى تطوير علاقات عمل مهنية إيجابية مع الصحفيين من خلال بناء علاقة ثقة ومصداقية مع الصحفيين عبر الرد على استفساراتهم والتحلي بقدر عالٍ من الشفافية في التعامل معهم.