من أجل مدينة حديثة، مرنة أمام التحديات ومستدامة

2021-10-31

لم تعرف البشرية – أو نسبة كبيرة منها – مستوى من الرفاهية وسهولة العيش بمثل ما تعيشه في عصرها الحالي. إذ نجحت المدن الحديثة في دعم عدد كبير من السكان ووفرت لهم إمكانية الوصول إلى مختلف الخدمات كالوظائف والتعليم والأسواق وغيرها. لذلك عرفت المدن الكبرى حركة سفر وتنقل باتجاهها استمرت لعقود طويلة لوافدين من الأرياف أو من مدنٍ أخرى أقل حظاً. لكن ذلك كله رافقته تحديات على مستويات عدة. فالمدن الحديثة تستهلك ما بين 60% إلى 80 % من الطاقة رغم أنها تشغل نسبة 3% بالمائة فقط من مساحة اليابسة، وتتسبب في  75 % من انبعاثات الكربون، بما يمثل ذلك من تلوث وتأثير على إمدادات المياه العذبة، والصرف، والبيئة والصحة ‏العامة. بالإضافة الكوارث الطبيعية التي باتت تهدد سكان المدن. لذلك صار البحث حثيثاً عن معايير يمكن أن تراعيها المدينة الحديثة تحافظ فيها على البيئة والطاقة، وفي الوقت ذاته مرنة ومستدامة أمام “الصدمات” المستقبلية.



عناصر ومؤشرات المدن الحديثة

من بين المؤشرات المعتمدة في تقييم المدن الحديثة نجد مدى التيسير الذي يجده الناس في الوصول إلى خدمات الصحة والتعليم والغذاء إلى غير ذلك. إذ تمكنت المدن الحديثة من دعم ملايين الناس من الساكنين أو الزائرين، بما وفرته من وسائل نقل الفعالة التي تربطهم بالأماكن الضرورية والحيوية عبر شبكة متنوعة ومتطورة هي إحدى السمات المميزة للمدينة الحديثة.

كما صارت الجوانب البيئية جزءً لا يتجزأ من سياسات المدن من خلال الحفاظ على الطاقة والاستدامة. إذ تراعي المدن البيئة النظيفة والصحة العامة من خلال وضع مخططات الحدائق العامة، وحلول جمع القمامة وإعادة تدويرها، ومعالجة مياه الصرف الصحي، وشبكة كهربائية جيدة للحفاظ على وظائف مدينة صحية حديثة.

اليوم العالمي للمدن 2021: من أجل مدن صحية قادرة على الصمود

اختارت الأمم المتحد شعاراً لها لليوم العالمي للمدن 2012 هو “تكيف المدن من أجل المرونة المناخية” نظراً للمخاطر المناخية التي باتت تعرفها المدن في أنحاء كثيرة من العالم شكل متزايد، مثل الفيضانات والجفاف وارتفاع مستوى سطح البحر وموجات الحر والانهيارات الأرضية والعواصف.

إذ من المتوقع أن تتأثر ما لا يقل عن 130 مدينة ساحلية تضم أكثر من مليون نسمة بالفيضانات.



المدن المرنة هي التي تزيد من قدرتها على التأقلم مع التحديات

تُصنف الكثير من مدن العالم الثالث بالمدن الهشة (Fragile Cities)، وهي مدن غالباً ما تعاني من أزماتٍ معقدة تنطوي على مستويات عالية من الفقر والتحديات المرتبطة به.

في حين طورت الكثير من المدن العالمية من حلول الاستدامة لديها والقدرة على استيعاب الصدمات المستقبلية (الاقتصادية أو البيئية أو الاجتماعية)، لتُصنف كمدن مرنة (Resilient Cities)، عبر التفاعل مع الصدمات معها بشكل إيجابي والتعافي من آثارها والاستعداد لها قبل حدوثها في المستقبل.

ففيما يخص التغيرات المناخية مثلاً فإنه يقع على عاتق الدول أن تتعامل مع الأخطار المناخية عبر دراسة تأثيراتها ووضع المخططات لإدارة الأزمات الناجمة عنها قبل حدوثها، بالإضافة إلى معالجة قضايا الفقر وتوفير السكن الملائم والقضاء على المساكن العشوائية لتفادي الآثار الكارثية على المدن وساكنيها.  

مواضيع ذات صلة

تعليقات

اترك أول تعليق