أنواع الصدقة

2021-11-24

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل سلامى من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس: تعدل بين اثنين صدقة، وتعين الرجل في دابّته فتحمله عليها أو ترفع له متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة، وتميط الأذى عن الطريق صدقة) (رواه البخاري ومسلم). فللصدقة مفهوماً واسعا لا يقتصر على بذل المال وإنفاقه في أوجه البرّ والخير، وأنه يشمل جميع الأعمال الصالحة التي تصدر عن العبد، يُحقق بها معنى الشكر وتبرهن على صدقه في عبوديته لخالقه تعالى، مهما كان هذا العمل صغيرا في نظر صاحبه، دقيقا في مقياس الخلق. لنتعرف معاً على أنواع الصدقة.



1- الزكاة

فالصدقة تطلق على الزكاة الواجبة في قوله تعالى: “إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ” (التوبة: 60).

وزكاة المال واجبة في أصل المال إذا بلغ نصابا بعد أن يحول عليه الحول. ويختلف النصاب بحسب اختلاف أجناس الأموال التي تجب فيها الزّكاة:

  1. الذهب والفضة.
  2. الأنعام وهي الإبل والبقر والغنم معزا وضأنا.
  3. الزروع والثمار وهي ما يُقتات من الحبوب والتمر والزبيب من الثمار على خلاف بين أهل العلم في تفاصيل الأنواع التي تجري فيها الزكاة.
  4. عروض التجارة. 

2- الصدقة الجارية

الصدقة الجارية هي كل عمل خير يمتدُ أجره إلى ما بعد الموت، ويجرى نفعه للناس عموماً. وقد دلت النصوص الشرعية الكثيرة من القرآن والسنة النبوية الصحيحة على مشروعتها. وأنها من أعظم القربات إلى الله تعالى.

فشراء البيوت للأرامل والأيتام أو حفر آبار السقي في المناطق الفقيرة أو غير ذلك يُعتبر من الصدقة الجارية التي يجرى أجرها على صاحبها بعد موته مادام النفع بها مستمراً.

ومن العلماء من قال أن الصدقة الجارية هي الوقف، لأنه مستمر ونفعه لا ينقطع إذ لا يباع أصله . وقد ذكر السندي شارح جامع الترمذي عند شرح قول النبي عليه الصلاة والسلام: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية وعلم ينتفع به وولد صالح يدعو له). قال: صدقة جارية هي الوقف.



3- أعمال التطوع

كما يُطلق لفظ “الصدقة” أعمال التطوع المختلفة، مثال ذلك:

  1. تقديم المال إلى المحتاجين من مال غير الزكاة.
  2. إقامة مشاريع خيرية كبناء المساجد والمدارس والمراكز الصحية.
  3. حفر الآبار لسقاية العطشى
  4. وشق الطرق لتسهيل تنقل الناس
  5. توزيع الثياب وكسوة المشردين.
  6. إطعام الجوعى ونحو ذلك من كل ما فيه نفع للآخرين.

4- الكلمة الطيبة والإحسان إلى الآخرين

عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا له: يا رسول الله، ذهب أهل الدثور بالأجور، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم. قال: (أوليس قد جعل الله لكم ما تصدّقون؟ إن لكم بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة، وفي بضع أحدكم صدقة)، قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟، قال: (أرأيتم لو وضعها في حرام، أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في حلال كان له أجر) رواه مسلم.

قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم شارحًا الحديث: “ومعنى هذا: أن الفقراء ظنوا أن لا صدقة إلا بالمال، وهم عاجزون عن ذلك، فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسل- أن جميع أنواع فعل المعروف، والإحسان صدقة.

فالصدقة تُطلق على جميع أنواع فعل المعروف والإحسان. فإلقاء السلام، والكلمة الطيبة، ونحو ذلك كله يدخل في الصدقة بإذن الله.

حتى الابتسامة في وجه المسلم دعا إليها وحثَّ عليها عليه الصلاة والسلام. فعن أبي ذر ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: (تَبَسُّمُك في وَجْه أَخِيك لك صدقة) (رواه الترمذي).



5- الصدقة هي التطبيق العملي لشكر الله على النِعم

يبتدئ النبي صلى الله عليه وسلم حديثه (كل سلامى من الناس عليه صدقة) بتذكير المؤمنين بنعمة خلق الله للإنسان والإبداع في تركيبه وتنظيم عمل أعضائه. وهذه النعمة العظيمة تستوجب من الإنسان الشكر.

فقد يتصور البعض أن شكر النعم يكون باللسان فقط. والحقيقة أن ذلك – رغم أنه مطلوب شرعا- لا يكفي. بل ينبغي أن يضمّ إليه الشكر بالعمل – أي الصدقة بأنواعها – فتتحقّق بذلك أعلى درجات الشكر للخالق.

فالعدل بين المتخاصمين شُكر، وتحقيق التكافل شُكر، والكلام الطيب يتلفظ به شُكر، والسعي للمسجد للصلاة شكر، وإماطة الأذى عن الطريق شكر.


المصدر: مقالات وفتاوى مختارة من شبكة إسلام ويب – بتصرف

مواضيع ذات صلة

تعليقات

اترك أول تعليق