بعد نجاح وثيقة الدوحة في طي صفحة الصراع بدارفور، لم تكتفِ دولة قطر بذلك المنجز الذي وُضِع في رصيد حصادها الدبلوماسي، بل عملت على استدامة السلام وديمومة الاستقرار بإطلاق مبادرة قطر لتنمية دارفور. وتقاسم الشريك الاستراتيجي صندوق قطر للتنمية بدعمه المباشر، وقطر الخيرية بتنفيذها الميداني المُحكم إنجاز سلسلة من المشاريع الإنسانية الرائدة لمصلحة إنسان دارفور الموعود بالمزيد من البشريات خلال الفترة القادمة.
علامة مضيئة
وفي الوقت الذي مثل مجمع (بلبل تمبسكو) الذي أنشأته قطر الخيرية بجنوب دارفور علامة مضيئة من علامات مبادرة قطر لتنمية دارفور وكان إنجازها الأهم في مرحلتها الأولى، فإن رقعة المشاريع قد اتسعت لتشمل ولايات دارفور الأربع وهي (وسط دارفور، وجنوب دارفور، وشمال دارفور وشرق دارفور) ليكون نصيب كل ولاية قريتين نموذجيتين، أو مجمعين تستظل تحت سقفهما كل الخدمات وذلك بمناطق كثافة سكانية وحاجة ملحة لتلك الخدمات الضرورية.
ملاذ دافئ
ثمان مجمعات خدمية في 4 قرى يجري العمل فيها ضمن مبادرة دارفور، حيث تم الإنتهاء من بعضها، بينما شارفت أخرى على الانتهاء بعد تجاوز نسبة الإنجاز لـ (90%)، الأمر الذي يشكل إضافة نوعية للبنية التحتية والخدماتية بتلك الولايات، ويشكل ملاذاً دافئاً للنازحين حيث تحتوي كل قرية على (4 مدارس، روضة أطفال، مركز صحي، مسجد، مركز شرطة، وحدات سكنية، ومصدر مياه آمنة للشرب) بجانب المرافق العامة والطرقات للقرية.. وهو ما يعني أن قطر الخيرية تجاوزت، بدعم قوي من صندوق قطر للتنمية، مرحلة إعادة إعمار ما دمرته الحرب بإنشاء هذه المرافق الخدمية الجديدة لأول مرة في تلك المناطق البعيدة.
دعم الصندوق
فقد بلغ تمويل المجمعات الخدمية الثمانية بدارفور (32,000,000) دولار بواقع (4,000,000) دولار لكل مجمع تكفل بها صندوق قطر للتنمية الذي يعتبر الشريك الإنساني الأقوى لقطر الخيرية في السودان، حيث تشاركا، تمويلاً وتنفيذا، لحزمة من المشاريع الحيوية للفئات الأكثر احتياجاً بالسودان.
أهم المشاريع
ومن أهم مشاريع مبادرة قطر لتنمية دارفور في نسختها الثانية، إنشاء (قرية ساني كرو) في محلية كلمندو، وقرية الصياح بمحلية مليط بوﻻية شمال دارفور حيث يبلغ عدد المستفيدين من المشروع بالقريتين (111,605)، بينما يجري العمل الآن بولاية جنوب دارفور في بناء مجمع خدمي بقرية ميرشنج، ومجمع خدمي آخر في ذات الولاية في منطقة ساني دليبة بمحلية السلام حيث يبلغ عدد المستفيدين من القريتين نحو (174,523) مستفيد.
وقطع مستوى تنفيذ المباني بالمجمعات الخدمية أشواطاً متقدمة في قرية أرولا التي تستهدف (5,000) مستفيد، وقرية فاسي التي يستفيد منها نحو (8,981) مستفيد، فيما يتوقع الانتهاء من إكمال القرى والمجمعات الأخرى قبل الوقت المحدد في 4/12/2023.
وفي أكثر المناطق كثافة سكانية بولاية شرق دارفور يجري إنشاء قريتين نموذجيتين في منطقة (ابكارنكا) ويستفيد منها نحو (145,000) نسمة، وفي منطقة (ابدنقل) نحو (12,016) نسمة ليتجاوز إجمالي عدد المستفيدين من المجمعات الخدمية في مرحلتها الثانية (457,000) مستفيد.
وظلت مشاريع قطر الخيرية في دارفور، محل تقدير لافت من ممثلي المجتمع المحلي والقيادات المجتمعية وأصحاب المصلحة بدارفور.
المقال منشور في العدد 26 من مجلة غراس
يمكنك تحميل نسختك الآن أو الإطلاع على مقالات أخرى من المجلة
