في مرحلة مبكرة من انتشار جائحة كورونا، سرعان ما أصبح واضحا لإنهاء هذه الأزمة العالمية، أن العالم لا يحتاج إلى لقاحات كوفيد-19 فحسب، بل يحتاج أيضا إلى ضمان وصول اللقاح للجميع. ورغم أن تطوير لقاحات كوفيد-19 آمنة وفعالة تكون خطوة كبيرة في الجهد العالمي للسيطرة على الوباء، فإن اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات (IASC ) ، وهي منتدى مشترك بين الوكالات الأممية وغيرها للتنسيق ووضع السياسات واتخاذ القرار تقول إنه يمكن أن يكون هناك نحو 167 مليون شخص معرضين لخطر الاستبعاد من لقاح COVID-19 ، وأن هذه الأرقام عرضة للتغير مما دفع قادة العالم إلى الدعوة إلى حل من شأنه تسريع تطوير وتصنيع اللقاحات فضلاً عن التشخيص والعلاج، وضمان الوصول السريع والعادل والمنصف إليها من قبل الجميع، وهو ما تحقق على أرض الواقع عبر مبادرة كوفاكس (COVAX).
ستتعرف عبر هذا المقال على:
أفضل أمل
مبادرة كوفاكس التي تأسست عام ألفين وعشرين وهي مبادرة عالمية يشترك في قيادتها GAVI وتحالف اللقاحات وائتلاف ابتكارات التأهب للأوبئة ومنظمة الصحة العالمية ,تملك هذه المبادرة أكبر مجموعة متنوعة من اللقاحات في العالم، كما تهدف إلى تسريع تطوير لقاحات كورونا وضمان الوصول العادل والمنصف لكل دول العالم وتمثل هذه المبادرة أفضل أمل في العالم لإنهاء المرحلة الحادة من هذا الوباء بسرعة.
تسعى المبادرة لتوفير ملياري جرعة بحلول نهاية عام 2021 – نصفها سيذهب إلى البلدان ذات الدخل المنخفض – وهو ما يجب أن يكون كافياً لحماية الأشخاص المعرضين للخطر والضعفاء، بما في ذلك العاملون في مجال الصحة والرعاية الاجتماعية في الخطوط الأمامية، في جميع أنحاء العالم، وهذا المسعى يعتبر الحل العالمي الحقيقي لهذا الوباء لأنه الجهد الوحيد لضمان حصول الناس في جميع أنحاء العالم على لقاحات COVID-19 بمجرد توفرها، بغض النظر عن ثرواتهم.
لماذا نحتاج كوفاكس
باتت كوفاكس ضرورة حتمية لأنه بدونها سيكون هناك خطر حقيقي يهدد غالبية الناس على ظهر الكوكب وذلك لعدم وصول اللقاحات الى المجتمعات والدول الفقيرة، ولذلك تمثل كوفاكس الضمانة الأمثل للتوزيع العادل والمنصف للقاحات على هذه الدول لتحجيم انتشار الفيروس وإنقاذ حياة الملايين من خطره وتكون بذلك تخطت عقبة تمويل شراء هذه اللقاحات للدول التي لا تسمح اقتصاداتها بذلك.
مرفق كوفاكس (COVAX Facility)
يتمثل الدور الرئيسي لمرفق COVAX في تعظيم فرص الأشخاص في البلدان المشاركة في الحصول على لقاحات COVID-19 في أسرع وقت ممكن وبإنصاف وأمان.
العازلة الإنسانية
وقد تم إنشاء آلية العازلة الإنسانية داخل مرفق كوفاكس للعمل كملاذ أخير لضمان الوصول إلى لقاحات كوفيد-19 للسكان المعرضين للخطر والضعفاء في البيئات الإنسانية مثل اللاجئين وطالبي اللجوء وعديمي الجنسية والمشردين داخليًا والأقليات والسكان في حالات النزاع أو المتأثرين بحالات الطوارئ الإنسانية والمهاجرين المستضعفين بغض النظر عن وضعهم القانوني. ويمكن لكل من المشاركين في كوفاكس والوكالات الإنسانية التقدم بطلب للحصول على جرعات الوقاية لتوزيعها على الدول الفقيرة وعلى المناطق التي تشهد حالة فشل الدولة في تغطية الأشخاص في المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة والتي يتعذر على الحكومات الوصول إليها.
وبينما يتجه العالم نحو المرحلة التالية من الاستجابة لوباء كوفيد-19 ، سيكون الوصول العادل إلى اللقاحات والعلاجات أمرًا حيويًا لإنقاذ حياة الأشخاص الأكثر ضعفًا. ويعد إدراج جميع الأفراد، بغض النظر عن الوضع القانوني، في خطط التخصيص الوطنية أمرًا بالغ الأهمية، لا سيما في الأماكن التي تشهد نزاعا مسلحا وكوارث طبيعية لأن ترك هؤلاء الأشخاص وراء الركب سيقوض المبادئ الإنسانية وينسف الجهود المبذولة للقضاء على الوباء.
في النهاية، على الرغم من أنه مصمم لحل مشكلة معقدة، فإن الهدف النهائي لـ (COVAX Human Buffer) بسيط للغاية وهو ألا نترك أحدًا وراءنا.
المقال منشور في العدد 26 من مجلة غراس
يمكنك تحميل نسختك الآن أو الإطلاع على مقالات أخرى من المجلة