لعبت المرأة دورا محوريا في نهضة المجتمعات القديمة والحديثة وأثبتت من خلال هذا الدور قدرتها على التغيير الإيجابي في تلك المجتمعات، إذ أن للمرأة دورا عظيما ووظيفة جليلة في ممارسة العمل الخيري التطوعي بمختلف صوره وأشكاله، وذلك لما تمتاز به من قدرات وإمكانات وسمات شخصية ونفسية وعاطفية تسهل عليها التعامل مع الحالات المختلفة وإيجاد حلول سريعة وفعالة تناسب الأسر والمواقف المختلفة.
وقد تميزت مجالات عمل المرأة في العمل الخيري التطوعي من حيث: رعاية الأسر المحتاجة والفقيرة، ورعاية الأرامل، والعناية بالأيتام، وإقامة الأسواق الخيرية، والمشاركة في الأطباق الخيرية وتعليم المهارات المختلفة لذوي الحاجة ومع ذلك يبدو دور المرأة المعاصرة محدودا .
لكن نجد أن هناك نقصاً في العمل التطوعي وقلة وعي بأهمية تكاتف المجتمع مع الدولة في إطار ركائز الدولة وأهدافها لصياغتها في أهداف صغيرة يقوم بها المتطوع. ويهدف بها أولا إلى إرضاء الله سبحانه وتعالى ولا ينتظر من غيره جزاء.
ومن ثم يهدف إلى أن يكون العمل ضمن خطط كبيرة موجهه لخدمة ركائز رؤية دولة قطر. وبما أننا ندرك أن أهم أنواع التنمية هي التنمية البشرية بإعدادها وتثقيفها وتحفيزها على العطاء والابداع وزيادة كفاءتها وتطوير قدراتها وتحسين أوضاعها لتحقيق التنمية التي تقوم على أساس منهجية مدروسة لرفع مستوى الحياة وإحداث التغيير في طرق التفكير والعمل .
تمكين المرأة للقيام بدورها التطوعي والتنموي
فالمرأة هي أول من يساهم في هذه التنمية. فهي الأم والمعلمة والمدبرة وهي من إذا تطورت وتعلمت البدائل والحلول وما يدفع عجلة الحياة للعطاء والازدهار، سيسهل عليها اعداد الجيل المحب للعطاء والخير وسيساهم في تقليل الأعباء على الأسرة. حيث أنها ستراعي ما تعلمته من الاستدامة أو إعادة التدوير أو الخطط المالية أو المستقبلية في تحقيق الحياة الكريمة لها ولأسرتها ثم مساهمتها في تحقيق ذلك للأسر الأخرى في المجتمع.
لذلك لابد من التأكيد على أهمية تمكين المرأة لكي تكون قادرة على القيام بأدوارها بفاعلية. والمقصود بالتمكين هي العملية التي تشير إلى امتلاك المرأة للموارد والمعلومات من خلال الورش أو الدورات المتخصصة وقدرتها على الاستفادة منها وإدارتها بهدف تحقيق مجموعة من الانجازات للارتقاء بالفرد والمجتمع والتي بها سيتحقق العمل التطوعي الممنهج والمؤسسي والموجه لأهداف واضحة تابعة لركائز رؤية دولة قطر.
المقال منشور في العدد 26 من مجلة غراس
يمكنك تحميل نسختك الآن أو الإطلاع على مقالات أخرى من المجلة