أيام قليلة تفصلنا عن شهر رمضان المبارك، شهر التقوى والإيمان والتقرب إلى الله بالطاعات وموسم حصاد الحسنات حيث تتضاعف فيه الأجور وتسمو النفوس وتتعرض لنفحاته الطيبة بصوم نهاره وقيام لياليه ، تعبدا لله وابتغاء وجهه، وتنافسا في أوجه الخير. ومع قرب حلول رمضان المبارك من كل عام ، تتوق نفوس الجميع لاستقباله والاحتفاء به، الميسورون ليجودوا بمالهم تقربا إلى الله طلبا للأجر المضاعف والإنفاق إيمانا واحتسابا يسابقون في جودهم بالخير الريح المرسلة اقتداء بالنبي الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم ، فيما يستبشربمقدمه ذوو الحاجة من الفقراء والمحتاجين وهم يتطلعون فيه لسد حاجتهم والتخفيف من معاناتهم، لأن رمضان موسم التراحم والتكافل والجود والعطاء.
لنتذكر
يأتي شهر رمضان كنافذة للأمل ليذكر الجميع بهموم الغارمين الذين أثقلتهم الديون والحالات الإنسانية التي تمر بظروف طارئة داخل قطر من جهة، وبضرورة تلبية الاحتياجات الأساسية للنازحين واللاجئين والشرائح الفقيرة عبر العالم من جهة أخرى متمثلة في توفير الحد الأدنى من مقومات الحياة.. فكم من فقير يستقبل الشهر الفضيل ولا يملك مايفطر عليه فضلا عن تأمين قوت عياله ؟! وكم من محتاج لا يستطيع تلبية ضروريات أطفاله من غذاء وكساء ؟!وكم من نازح ولاجئ يقاسي غربة الدارومرارة قسوة الحياة يحدوهم الأمل جميعا في حياة كريمة.
يأتي رمضان ومايزال الملايين من الفقراء حول العالم والمحتاجين في مخيمات اللجوء والنزوح يعانون من الفقر والعوز جراء الأزمات الممتدة ، كما وأن آثار تداعيات جائحة كورونا مستمرة للعام الثالث على التوالي.
وتشير التقارير إلى أن أوضاع المحتاجين والفقراء والمتضررين من الأزمات في عامي 2021- 2022 تزداد صعوبة، لذا فإن توفير المساعدات خلال الموسم الرمضاني القادم ستكون أكثر إلحاحا لمنح الأمل لأكبر عدد من أصحاب الحاجة والعوز عبر العالم .
وتغتنم قطر الخيرية قرب حلول الشهر الكريم لتشكر أهل الخير والمحسنين الكرام والشركات التجارية على دعمهم لمشاريعها الإغاثية والتنموية بصفة عامة ومشاريعها وحملاتها الموسمية بصفة خاصة ، وأهمها الحملات الرمضانية طيلة الأعوام السابقة.
عطاء متجدد في رمضان
وقد تمكنت قطر الخيرية في رمضان الماضي من الوصول الى مليوني مستفيد في 32 دولة حول العالم بتكلفة تقدر ب 168 مليون ريال قطري ، ووفرت لهم إفطار الصائم من خلال توزيع السلال الغذائية والوجبات تخفيفا لمعاناتهم وتوسيعا عليهم في الشهر الفضيل وتوجت مشاريعها بتوزيع زكاة الفطر وكسوة العيد داخل قطر وخارجها إسعادا لهم وإدخالا للسرور على أطفالهم، والفضل فيما تحقق من نجاح يعود بعد الله لدعم ورعاية المحسنين من أهل الخير في قطر مؤسسات وأفرادا.
وتأمل قطر الخيرية مع قرب حلول الشهر الكريم أن يغتنم أهل البذل والعطاء هذه المحطة السنوية الهامة “رمضان” ويتذكروا معاناة إخوانهم من الفئات الفقيرة والشرائح المحتاجة التي تعاني أوضاعا استثنائية، كاللاجئين والنازحين ،إلى جانب الأسر المتعففة ذات الدخل المحدود، وأسر الأيتام والأرامل والغارمين والمرضى وغيرهم، من أجل تفريج كربهم والتخفيف من معاناتهم، وإدخال السرور عليهم ، ففي دعمهم ومساعدتهم اداء لشكر الله على نعمه وبالشكر تدوم النعم.
رمضان الخير يطرق الأبواب … فماذا جهزنا لاستقباله ؟