تربية الأبناء ليست مهمة سهلة، بل تحتاج إلى جهد كبير ويقظة تربوية. ولا شك أن شهر رمضان يُعدُّ فرصة عظيمة ومناسبة فريدة يستطيع الأهل خلالها أن يعودوا أبناءهم على العبادات، كالصلاة، والصيام، وقراءة القرآن، وحسن الخلق، ونحو ذلك. فقوة هذا الحدث الإيماني تساعد المربي على القيام بمهمة تربية أبنائه وإصلاح نفوسهم على الوجه الذي يرضاه الله تعالى.
ستتعرف عبر هذا المقال على:
تدريب الطفل على أداء العبادات مبكراً
وهذا من أهم ما ينبغي على الأولياء الاهتمام به. فقد وجّه الإسلام الآباء والأمهات إلى تدريب أبنائهم على الطاعات والفرائض كالصلاة والصيام ليس فقط في رمضان بل خلال سائر الأيام، منذ أن يكونوا أطفالاً صغاراً.
فقد كانت الصحابيات في زمن النبي صلى الله عليه والسلم، يدربن أطفالهم على الصوم في سن مبكّرة. فعن الربيع بنت معوذ قالت: «كنا نَصُومُ ونُصوِّم صبياننا الصغار منهم، ونذهب إلى المسجد، فنجعل لهم اللعبة من العهن (أي الصوف)، فإذا بكى أحدهم من الطعام أعطيناه إياه، حتى يكون عند الإفطار» (أي أعطيناه هذا الصوف يتلهى به حتى يحين موعد الإفطار) أخرجه البخاري.
التدرج والرفق في التعويد على الصوم
أفضل شيء أن نعود الطفل في بداية صومه على الإمساك الجزئي عن الأكل. كأن يصوم إلى منتصف النهار أو إلى العصر. حتى إذا قوي على ذلك واعتاده، انتقلنا إلى المرحلة التالية، كأن يصم يوماً كاملاً ثم يفطر أياماً ليستريح. ثم نزيد في عدد الأيام بعد ذلك بالتدريج.
مع الحرص على الثناء على الطفل وتشجيعه ومكافأته عند اجتيازه فترة الصوم المحددة بنجاح، بزيادة مصروفه مثلاً، أو الثناء عليه، أو منحه الألقاب الحسنة.
ومن أهم ما ينبغي الاهتمام به والحرص عليه تعويد الأبناء على أداء فرائض دينهم، وتربيتهم عليها منذ وقت مبكر؛ كيلا يَشق الأمر عليهم حين البلوغ؛ ولهذا وجدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يَحُثُّ أولياء الأمور على تربية الأبناء على تعاليم دينهم منذ وقت مبكر من أعمارهم، فيقول: ( مُروا أولادكم بالصلاة لسبع سنين، واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم في المضاجع ) رواه أبو داود ، وتدريب الأبناء وتعويدهم على صيام شهر رمضان يندرج تحت هذا الأمر النبوي.
غرس معاني العطاء والتكافل في نفس الطفل الصغير
يُعتبر شهر رمضان من أحسن المناسبات التي يتعلم فيها الطفل معاني التكافل والشعور بالمسؤولية نحو الفقراء والمساكين. ولنكن نحن القدوة في ذلك، فعندما يرى الأطفال آباءهم وهم يُخرِجون صدقاتهم وزكاة فطرهم ويشاركونهم هذا العمل؛ فسيتعلمون منهم حب الصدقة، والرحمة بالفقراء، ويدركون معنى التكافل وبُغض الأثرة والأنانية. فقد ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه جاءه سائل يريد صدقة، فقال لابنه: أعطه ديناراً، واجعله في يده!» تدريباً له على ذلك.
تعظيم شعائر الله
قال تعالى: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32]. والشعائر هي المعالم الظاهرة من دينه التي جعل الله تبارك وتعالى بعضها مكانياً، وجعل بعضها زمانياً، ومن ذلك شهر رمضان الذي شرّفه الله تعالى بنزول القرآن وفرض الصيام فيه. ويكون ذلك عبر :
- الإقبال على الطاعات والاستزادة منها وتجنب ما حرم الله تعالى من المعاصي.
- تربية الأبناء على المراقبة لله تعالى، وتذكيرهم بالآيات والأحاديث التي تدعم هذا الجانب، مثل قول الله تعالى: {إنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْـئُـولاً} [الإسراء: 36]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «احفظ الله يحفظك»، وقوله النبي صلى الله عليه وسلم: «اتق الله حيثما كنت».
- لا يشاهد ولا يتابع عبر البرامج الإعلامية إلا ما يرضي ربه ويزيد في حسناته.
المصدر: كيف نربي أبنائنا في رمضان – موقع إسلام ويب (بتصرف).