مشاهدات من قلب الميدان .. بانتظار الأيدي الرحيمة  

2022-07-07

في الزيارة التي قام بها وفد من قطر الخيرية حاليا للصومال، لاحظ أعضاء الوفد عن قرب حجم تأثر الأطفال من الجفاف الذي تضرب موجه قوية منه الصومال، مما يجعلهم عرضة لخطر الموت وأمراض سوء التغذية.



الزيارة جاءت بهدف معاينة آثار الجفاف التي يتعرض لها الصومال عن قرب والاطلاع على الحالة الإنسانية للمتضررين منها ، وتقديم المساعدات الإغاثية لهم، وتفقد مشاريع قطر الخيرية الإغاثية. 

أطفال سلطانة

من الحالات الإنسانية قصة السيدة سلطانة حسين ابراهيم 26 عاماً، من قرية ولموي التي تبعد عن العاصمة مقديشو 45 كيلومترا، حيث كان كان لديها خمسة أطفال، اثنان منهم ماتوا في الطريق بسبب سوء التغدية، وعندما وصلت مخيم طيب مات طفلان آخران، وبقي لديها حاليا طفل واحد، ورغم الحالة النفسية التي كانت تشعر هي وزوجها، فقد عبرت عن شكرها لأهل الخير في قطر على دعمهم لها ولأسرتها بالمعونات الغذائية.


أطفال الصومال يواجهون الخطر .. مشاهدات من قلب الميدان بانتظار الأيدي الرحيمة
السيدة سلطانة مع وفد قطر الخيرية

وتقوم قطر الخيرية بتشغيل عيادة صحية متنقلة للمتضررين بالجفاف، توفر خدمات صحية مجانا، حيث تستقبل يوميا أكثر من 200 مريض، أغلبهم من الأطفال والنساء والعجزة.

سوء التغذية

وقال محمد علمي حسن 49 عاما من قرية ديماي بنمطقة سبلالي في اقليم شبيلي السفلي ” لدي 9 من الأطفال يعانون من سوء التغذية والملاريا، لم أقدر على توفير الدواء لهم، وبحمد الله تحسنت حالتهم بعد أن زرت عيادة قطر الخيرية في المخيم “

المخيمات وانتشار الأمراض

لقد دفع الجفاف الخطير الذي أصاب منطقة القرن الإفريقي وبخاصة الصومال مئات الآلاف من العائلات إلى مغادرة منازلها ، للعيش في مخيمات النزوح التي تشهد ازدحاما مع شح الخدمات الصحية والغذائية مما يعرضهم  وأطفالهم لخطر سوء التغذية بشكل أكبر، الأمر الذي يتطلب من الجميع الاستجابة الفورية لإنقاذ الطفولة التي تتعرض لخطر داهم جراء الجفاف والمجاعة.

ولأن المخيمات البدائية بيئة غير مهيأة  فهي مدعاة لانتشار الأمراض بسرعة لا سيما لدى الشرائح الضعيفة  والفئات الهشة ، فقد انتشرت في أوساط الأطفال الأمراض الناتجة عن سوء التغذية مثل توقف النمو البدني والعقلي ، والإصابة بفقر الدم ، والكساح ، والاكتئاب.


أطفال الصومال يواجهون الخطر .. مشاهدات من قلب الميدان بانتظار الأيدي الرحيمة

أرقام مؤلمة

وكانت وكالات الامم المتحدة في الصومال قد حذرت في وقت سابق، من تفاقم الجفاف الشديد في الصومال، ومواجهة البلاد مستويات كارثية جراء انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية والمجاعة، ، وأظهرت عدة تقييمات قامت بها الوكالات أن 7.1 ملايين شخص، أو ما يقرب من نصف سكان الصومال، سيواجهون بحلول سبتمبر المقبل “أزمة في انعدام الأمن الغذائي، أو أسوأ من ذلك، وذكرت في  بيان لها أن من بين هؤلاء 213 ألف شخص معرضون لخطر مباشر من “الجوع الكارثي والمجاعة”، في زيادة كبيرة عن التوقعات التي بلغت 81 ألف شخص في أبريل الماضي.

ووفقًا لأحدث تقرير لمنظمة “أنقذوا الاطفال” Save The children” وهي منظمة دولية غير حكومية ، يواجه ما يقدر بنحو 1.5 مليون طفل دون سن الخامسة سوء التغذية الحاد بحلول نهاية العام، بما في ذلك 386400 بالفعل  يعانون من سوء التغذية الحاد،ومن المتوقع أن تستمر تلك الأرقام في الارتفاع، وبنفس الوتيرة يرتفع معدل الوفيات بين الفئات الأشد ضعفًا، ولا سيما الأطفال الصغار.


أطفال الصومال يواجهون الخطر .. مشاهدات من قلب الميدان بانتظار الأيدي الرحيمة

كما أعلنت المنظمة أن عيادات الأطفال الذين يعانون سوء التغذية لم تعد قادرة على استيعاب عددهم الكبير خاصة في بيدواة، التي تعد واحدة من أكثر المناطق تضرراً في جنوب البلاد.

والوضع الحالي للصومال يعيد إلى الأذهان ذكرى المجاعة التي اجتاحته في 2011/2012؛ عندما أودى الجفاف بحياة 260 ألف شخص.

مواضيع ذات صلة

تعليقات

اترك أول تعليق