تأخذ قطر الخيرية مسالة توطين العمل الخيري بعين الاعتبار عند تصميم تدخلاتها في الدول التي تعمل بها، ويتسق ذلك مع التوجهات العالمية الشاملة والتي تؤثر على صناعة القرار الإنساني والتنموي ، وتأكيدا على الالتزامات الواردة في توصيات القمة العالمية للعمل الإنساني في مدينة إسطنبول التركية في العام 2016.
وتحرص قطر الخيرية على العمل مع المنظمات الإنسانية المحلية بشكل فعال، وتسعى إلى الإسهام في تعزيز وبناء قدراتها حيث تعمل جنبا إلى جنب على المستوى المحلي عبر مجالات مؤسسية منها تعزيز قدرات المنظمات المحلية والاستجابة لمتطلبات المانحين وتعزيز التمثيل المشترك في المحافل الدولية.
تخصيص الموازنات
كما تخصص قطر الخيرية 30 بالمائة من موازنتها للعمل مع الشركاء التنفيذيين المحليين من خلال المكاتب الميدانية في الدول التي تعمل بها لا سيما التي تتوفر فيها مكاتب ميدانية لها، كما ترافقهم في مراحل التخطيط والتنفيذ وتقييم الأثر، الأمر الذي وجد استحسانا من مسؤوليين دوليين، حيث أثنى السيد مارتن غريفث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية على جهود قطر الخيرية وتمويلها للجمعيات المحلية خصوصا “نموذجها التشغيلي” ، فيما قالت سعادة السفيرة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، في افتتاح أعمال ورشة بالأمم المتحدة حول “حماية الطفل في الأوضاع الإنسانية”، إن قطر الخيرية دائما في صدارة المنظمات التي تضطلع بجهود حثيثة لتسريع أجندة التوطين، كما أصبحت من أكبر المنظمات الإنسانية في العالم التي تعمل على سد الفجوة في العلاقة بين المساعدات الإنسانية والتنمية المستدامة.
وتؤكد قطر الخيرية على أهمية دور المنظمات المحلية في العمل الإنساني وقال السيد يوسف بن احمد الكواري الرئيس التنفيذي لقطر الخيرية في كلمته في حلقة نقاشية جانبية على هامش مشاركة قطر الخيرية في أعمال الدورة 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة بعنوان ” تسريع أجندة التوطين لحماية الطفل في الأوضاع الإنسانية: الفرص والتحديات: “إن دور المنظمات المحلية لا يقتصر على تنفيذ التدخلات الإنسانية بل يجب أن تتاح لها فرص متكافئة للقيام بأدوار قيادية وقرارات استراتيجية على المستوى الوطني والدولي”.
ويرى أن المنظمات المحلية لديها معرفة أفضل بالمكان وقادرة على التواصل بشكل فعال لتأسيس الثقة اللازمة للتفاوض بشأن الوصول إلى المناطق التي يصعب الوصول إليهاعند تقديم المساعدات الإنسانية خاصة الإمدادات الغذائية الطارئة في مناطق النزاع.
جهود رفع قدرات
ولقطر الخيرية سجل حافل في رفع قدرات العاملين في المنظمات المحلية التي تتعاون معها ومنها تدريب كوادر طبية في الشمال السوري من خلال دورات تدريبية قام بتنفيذها نخبة من الأطباء المختصين من دول مختلفة.
كما اسهمت قطر الخيرية أيضا في مشروعات التنمية عبر مشاريع مبادرة “قطر لإعادة إعمار دارفور ” بإشراف صندوق قطر للتنمية والتي شملت إقامة مشاريع متكاملة في قرى وتجمعات العودة الطوعية في ولايات دارفور الخمس بواقع مشروعين لكل ولاية وتتكون من مجمع نموذجي متعدد الخدمات وحشد قدرات السكان من خلال توفير فرص التعليم المهني وتنفيذ التدابير الداعمة لقدرات العاملين على جميع المستويات إضافة إلى برامج لدعم سبل كسب عيش العائدين طوعيا والمجتمعات المضيفة وتمكينهم اقتصاديا، وبناء السلام والوئام الاجتماعي.
المقال منشور في العدد 27 من مجلة غراس
يمكنك تحميل نسختك الآن أو الإطلاع على مقالات أخرى من المجلة