سلوك المتبرع من منظور إسلامي: موضوع رسالة دكتوراه

2022-07-27

هناك العديد من الدراسات حول سلوك الفرد المتبرع، لكن يوجد قليل من الدراسات تأخذ بعين الاعتبار المؤلفين أو الباحثين الإسلاميين أو المسلمين، ولم يتم أخذ أي منها في الاعتبار بدقة الجمع بين النهج الغربي السائد والمصادر الأولية المأخوذة من البعد الإسلامي. رغم أن عدد الأشخاص الذين يعيشون في هذا السياق (الإسلامي) يبلغ حوالي 1.9 مليار شخص، ويشكلون حوالي 25٪ من سكان العالم، ويقدر مستوى ما يقدمون من عطاء أو تبرعات بمئات المليارات من الدولارات.



الهدف العام

لذا جاءت رسالة الباحث جاسم سعدي النجماوي بعنوان” نحو نموذج لسلوك الفرد المتبرع من منظور إسلامي ..تحليل استكشافي “، التي نال بموجبها درجة الدكتوراه من جامعة لندن مؤخرا، رائدة في مجالها بهدف تحديد وفحص وقياس ونمذجة المحددات التي تؤثر على سلوك التبرع الفردي في سياق بلد مسلم مثل دولة قطر.

وبالتالي، فإن الهدف العام من البحث هو تطوير نموذج العطاء الفردي في سياق إسلامي، يعكس العوامل الأكثر تأثيرا التي تم تحديدها ووضع مقاييس صحيحة وموثوقة لقياس هذه العوامل.

أهمية البحث

ويكتسب هذا البحث أهمية خاصة لأنه قام بتقديم:

ـ فهم الدوافع الرئيسية وراء العطاء الفردي في سياق إسلامي أمر بالغ الأهمية لتطوير القطاع الخيري.

ـ سد الفجوة المحددة في الأدبيات؛ الحاجة إلى فهم أكثر دقة ثقافيا ودينيا لدوافع وممارسة سلوك العطاء الفردي من منظور إسلامي

الإضافة المتوقعة لنتائج هذا البحث في مجال المعرفة او مجال البحث العلمي:

  • المساهمة في أدبيات إدارة العمل الخيري من خلال التحقيق في تأثير القيم والتصورات الإسلامية على سلوك العطاء الفردي في سياق إسلامي.
  • المساهمة في نظرية سلوك العطاء الحالية من خلال تطوير نموذج جديد يعكس سلوك العطاء الفردي في سياق إسلامي.
  • تطوير مقاييس صالحة لقياس العوامل المؤثرة في سلوك الفرد المتبرع من منظور إسلامي.


المنهج المستخدم

تعدّ هذه دراسة استكشافية وتحليلية على الرغم من أنها نوعية بطبيعتها. ومع ذلك، فإن الطرق المتعددة المستخدمة في هذه الدراسة؛ المقاربات النوعية والكمية على حد سواء، مكّنت من الحصول على بيانات غنية لخدمة أهداف البحث.

النهج النوعي مفيد في فهم التصورات والمعاني والمبادئ الإسلامية وتأثيرها على سلوك العطاء للأفراد.

في حين أن النهج الكمي مفيد في التحقيق في الارتباطات بين المحددات أو الدوافع  المختلفة (Correlations)، والعلاقات المتبادلة (Intercorrelations) بين المقاييس الفرعية للمحدد ذي الصلة.

وتعد هذه الدراسة الأولى من نوعها التي :

  • تجمع بين الأدبيات الغربية الشاملة والأدبيات من المصادر الإسلامية الأولية ذات الصلة.
  • تقدم نموذجا جديدا ومتكاملا يعكس سلوك العطاء الفردي في سياق إسلامي
  • تقدّم مقاييس أو معايير جديدة متطورة ومصادق عليها ومحكمة لقياس دوافع العطاء الخيري من منظور إسلامي.
  • تتضمن عامل “النية” في النموذج كمتغير وسيط مهم جدا يؤثر على سلوك العطاء الإسلامي.


أهم التوصيات

من أهم التوصيات التي خلصت إليها الأطروحة، وكانت متعلقة بالعاملين والقائمين على العمل الخيري:

  1. توفير مزيد من الفهم فيما يتعلق بتأثير التصورات والتعاليم الإسلامية على سلوك الفرد المتبرع.
  2. مساعدة المنظمات الخيرية على وضع الخطوط العريضة لاستراتيجياتها وخططها التسويقية.
  3. بناء علاقة قائمة على الثقة مع فرادى مانحيها من خلال زيادة الكفاءة والفعالية والمساءلة والشفافية.
  4. كما أوصت الرسالة صانعي السياسات والسلطات الرقابية والتشريعية بضرورة:
  5. إعطاء الأولوية لتنفيذ السياسات والأنظمة الرامية إلى تعزيز شفافية المنظمات الخيرية ونزاهتها وكفاءتها وفعاليتها.
  6.  ضع مبادئ توجيهية، تساعد مسؤولي ومديري المنظمات الخيرية على إدارة منظماتهم الخيرية بفعالية وكفاءة.
  7. الإشراف على النسب المستقطعة المنفقة في حملات جمع التبرعات والنسب الإدارية للمنظمات الخيرية، للتأكد من الحفاظ عليها ضمن مستويات فعالة.
  8. إلزام المنظمات الخيرية بتقديم تقارير سنوية مفصلة عن الأنشطة والنفقات الخيرية ، وأن يسهل الوصول إليها من قبل الجمهور.

كما أوصت المعاهد الأكاديمية والمراكز البحثية إلى تطوير نموذج الدارسة لينطبق على دول مجلس التعاون الخليجي والدول الإسلامية بسبب تقارب وتشابه الثفافات السائدة فيها واختبار افتراضاته وتأكيدها في مزيد من الدراسات.

المقال منشور في العدد 27 من مجلة غراس

يمكنك تحميل نسختك الآن أو الإطلاع على مقالات أخرى من المجلة

مواضيع ذات صلة

تعليقات

اترك أول تعليق