تغطي المياه 70٪ من كوكبنا. لكن 3٪ فقط منها هي مياه عذبة نستهلكها. وثلثاها مخبأ في الأنهار الجليدية المجمدة أو لا يمكن استخدامها. ومع ندرة المياه العذبة، كثيرا ما لا تستطيع المجتمعات تلبية احتياجاتها، إما بسبب نقص المياه النظيفة أو ضعف البنية التحتية. حيث يواجه مليارات البشر حول العالم مشكلة الإجهاد المائي. وتتسبب ندرة المياه النظيفة وتغير المناخ في تفاقم المشكلة، الأمر الذي يستلزم البحث عن طرق أكثر ابتكارًا لمعالجة الظاهرة.
ستتعرف عبر هذا المقال على:
ففي عام 2018، كان 2.3 مليار شخص يعيشون في بلدان تعاني من الإجهاد المائي، منهم 721 مليونًا يعيشون في بلدان ذات مستويات عالية أو حرجة. , بين عامي 2015 و 2018، زاد الإجهاد المائي في بعض المناطق دون الإقليمية ذات المستويات المرتفعة بالفعل أو المرتفعة للغاية ، مثل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا الوسطى وغرب آسيا.
ما هو الإجهاد المائي؟
يحدث الإجهاد المائي أو ندرة المياه عندما يتجاوز الطلب على المياه الصالحة للاستخدام في منطقة معينة ما هو متوفر. حيث يتم تحويل حوالي 70 في المائة من المياه العذبة في العالم إلى مجال الزراعة، بينما يتم تقسيم الباقي بين الاستخدامات الصناعية (19 في المائة) والاستخدامات المنزلية (11 في المائة)، بما في ذلك الشرب.
أما ما هو متوفر من المياه فيشمل المياه السطحية (مثل الأنهار والبحيرات والخزانات)، إلى جانب المياه الجوفية.
ما الذي يسبب ندرة المياه؟
غالبًا ما يتم تقسيم ندرة المياه إلى فئتين:
- الندرة المادية للمياه: عندما يحدث النقص بسبب الظروف البيئية.
- الندرة الاقتصادية للمياه: عندما تكون البنية التحتية للمياه غير كافية.
وكثيرًا ما يجتمع الاثنان معًا للتسبب في الإجهاد المائي. فقد تعاني منطقة ما من الإجهاد المائي بسبب نقص في هطول الأمطار وكذلك نقص في تخزين المياه الكافية ومرافق الصرف الصحي.
وبرأي الخبراء أنه حتى عندما تكون هناك أسباب طبيعية مهمة للإجهاد المائي في المنطقة، فإن العوامل البشرية غالبًا ما تكون مركزية للمشكلة، لا سيما فيما يتعلق بالحصول على المياه النظيفة والصرف الصحي الآمن.
بينما تمتلك بعض المناطق التي تعاني من ندرة المياه المادية إلا أنها تتوفر على البنى التحتية التي سمحت للحياة بالازدهار، كما هو الحال بالنسبة لسلطنة عمان وبعض المناطق في الولايات المتحدة.
كيف يؤثر تغير المناخ على الإجهاد المائي؟
لم يعد يخفى على أحد تأثير تغير المناخ على ارتفاع درجة الأرض. إذ من المتوقع يزيد ذلك من حدة الإجهاد المائي في المناطق المتأثرة بالفعل. إذ يتوقع خبراء أن ترتفع درجة الحرارة في المناطق التي تعاني من موجات جفاف أكثر تواترًا وأطول زمناً.
كما سيمتد تأثير ذلك إلى الغذاء. فقد تعاني الزراعة من عدم إمكانية التنبؤ بمعدلات هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة الذي يؤدي إلى تسريع تبخر المياه.
لماذا علينا أن نقلق؟ منطقتنا (الشرق الأوسط وشمال إفريقيا) هي الأكثر تضرراً من الإجهاد المائي
يصنف خبراء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من بين أكثر المناطق في العالم التي تعاني من الإجهاد المائي المادي.
حيث تعرف منطقتنا نسبة هطول أقل للأمطار مقارنة بمناطق الأخرى.
في المقابل تتوفر هذه المنطقة على مراكز حضرية سريعة النمو ومكتظة بالسكان تتطلب المزيد من المياه. وتعتمد الكثير من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بشكل كبير على تحلية مياه البحار والمحيطات بالرغم من تكلفتها الكبيرة والاستهلاك الضخم للطاقة.
ما هي الحلول للتصدي للإجهاد المائي وندرة المياه؟
1* توعية المجتمعات بضرورة تغيير أنماط استهلاك المياه
عبر فهم الناس للمشكلة بشكل أفضل، وتحفيزهم على تغيير سلوكياتهم، من الاستخدام الفردي داخل المنازل إلى سلاسل التوريد الخاصة بالشركات للشركات الكبرى.
2* ابتكار تقنيات جديدة للحفاظ على المياه
خاصة في المناطق التي يصعب فيها توقع هطول الأمطار. وهذا عبر تطوير تقنيات الحفظ.
3* إعادة تدوير مياه الصرف الصحي
وتعمل بعض الدول على إعادة التدوير لخفض واردات المياه وتحقيق الاكتفاء الذاتي، من خلال تطويرها تكنولوجيات متقدمة لتنظيف مياه الصرف وتوجيهها لاستخدامات أخرى.
4* تحسين ممارسات الري والزراعة
يمكن أن يساعد تحسين الري في سد الفجوة بين الحاجة إلى المياه وما هو متوفر.
5* تطوير محطات تحلية موفرة للطاقة
ورغم أن محطات تحلية مياه البحار والمحيطات من الحلول التي ساعدت الكثير من الدول على تفادي خطر ندرة المياه، إلا أنها تظل مستهلكة للطاقة ومكلفة بشكل كبير. لكن يمكن للدول أن تتبنى نوعًا جديدًا من تحلية المياه يقوم على استخدام محطات تعمل بالطاقة الشمسية.
6* تحسين تجميع المياه وحصادها
خاصة في المناطق التي تعاني من أسوأ آثار تغير المناخ. وذلك من خلال إصلاح أنظمة جمع مياه الأمطار.