بمرور السنوات تتسع رقعة التحديات في العالم وتطفو على السطح أزمات جديدة لم يشهدها العالم من قبل، لتضيف ملايين البشر إلى قائمة المتضررين، بسبب الصراعات، أو تغيرات المناخ، أو الأوبئة، أو الجوع، أو النزوح. ومع ذلك، هناك دائماً أشخاص في ميدان العمل الإنساني لا يتخلون أبدًا عن تخفيف الألم عن المتضررين وجلب الأمل للمكروبين.
ستتعرف عبر هذا المقال على:
اليوم العالمي للعمل الإنساني 2022: لأن #يد_واحدة_لا_تصفق
ينتشر بين الكثير من المجتمعات العربية المثل القائل (يد واحدة لا تصفق). وقد استعارت الأمم المتحدة هذا المثل كشعار لليوم العالمي هذا العام للتأكيد على ضرورة تضافر الجهد الجماعي لمواجهة الأزمات الإنسانية، وارتفاع الاحتياجات الإنسانية بشكل قياسي في جميع أنحاء العالم.
ويعتمد اليوم العالمي للعمل الإنساني لهذا العام على هذه الاستعارة للتعبير عن الجهد الجماعي وتعزيز التحالف العالمي للعمل الإنساني.
تقرير اللمحة العامة للعمل الإنساني 2022
أشار تقرير “اللمحة العامة للعمل الإنساني 2022” إلى أن العمل الإنساني في العالم، دائماً ما يرقى إلى مستوى التحديات من خلال المساعدات الإنسانية التي يوفرها في الغذاء وخدمات الصحة. إذا ما تضافرت الجهود للتصدي للتحديات المستجدة كتغير المناخ . لأن تكلفة التقاعس عن العمل في مواجهة التحديات ستكون باهظة الثمن:
- قبل نهاية 2022، سيحتاج 274 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية والحماية.
- تأثير فيروس كورونا: فلا توجد دلائل لانحسار الوباء الذي أودى بحياة قرابة 2 مليون شخص في العالم. بالإضافة إلى تأثيراته على تراجع خدمات الصحة والتعليم في الكثير من الدول.
- أخطار المناخ التي قد تدفع بـ 250 مليون شخص إلى الانتقال داخل بلدانهم.
- استمرار تأثير النزاعات على السكان المدنيين.
- أكثر من 1 في المائة في العالم مشردون، و 42 بالمائة منهم أطفال.
- اتساع رقعة الفقر وتراجع الأمن الغذائي والتعليم والرعاية الصحية في الكثير من الدول.
قطر الخيرية: نموذج لريادة العمل الإنساني القطري على الصعيد الدولي
والعمل الإنساني والخيري القطري أضحى علامةً بارزةً إقليمياً وعالمياً. بفضل إنجازات المؤسسات الخيرية القطرية تحت إشراف هيئة تنظيم الأعمال الخيرية في قطر، من إنجازات عززت من نيل ثقة المجتمع الدولي والمنظمات الدولية.
وقطر الخيرية هي إحدى تلك المنظمات القطرية المتميزة إقليمياً ودولياً. إذ سعت منذ تأسيسها إلى تعزيز التعاون الدولي والتنمية الإنسانية والاستجابة للأزمات والكوارث الإنسانية. وذلك عبر تواجدها في أكثر من 50 دولة في العالم. وتنفذ مشاريعها الخيرية والتنموية عبر مكاتبها الميدانية في أكثر من 30 دولة. لتحقيق أهداف التنمية المستدامة المتمثلة بمكافحة الفقر والقضاء على الجوع ودعم قطاعي الصحة والتعليم في الدول الفقيرة والدول التي تعاني من الأزمات:
1* الإسهام في التصدي للجفاف والمجاعة في الصومال
- أطلقت قطر الخيرية نداء استجابة عاجل لتقديم مساعدات إغاثية عاجلة في المناطق الأكثر تضررا في الصومال. لا سيما توفير الاحتياجات الضرورية للتخفيف من تأثير الجفاف الحاد وإنقاذ حياة أكثر من نصف سكانها المعرضين للخطر.
- عملت على توفير المياه النقية لآلاف الأسر الصومالية
- توفير الغذاء لـ 10 الآلاف شخص من أسر النازحين في مدينة طوبلي في إقليم جوبا السفلى بولاية جوبالاند، ومدينة عيل بردي بإقليم بكول بولاية جنوب غرب الصومال.
ضمان تغطية المناطق المتضررة بالخدمات الصحية الضرورية. فقامت خلال سنة 2021 ببناء وتأثيث 6 مراكز صحية في الصومال تحتوي التجهيزات الصحية اللازمة وتوفر الخدمات الضرورية.
2* جهود تسريع أجندة توطين المساعدات الإنسانية
إذ تهتم قطر الخيرية بمسألة توطين العمل الخيري عند تصميم تدخلاتها في الدول التي تعمل بها. وتحرص على العمل مع المنظمات الإنسانية المحلية بشكل فعال من أجل تعزيز وبناء قدرات المنظمات المحلية. وتخصص قطر الخيرية 30 بالمائة من موازنتها للعمل مع الشركاء التنفيذيين المحليين سواء في الدول التي لا تتوفر فيها مكاتب ميدانية، أو في الدول التي تتوفر فيها مكاتب ميدانية.
3* توفير المياه النقية ومعالجة تلوث المياه في المناطق الفقيرة
وامتدادا لجهودها في المجال الصحي تعمل قطر الخيرية على معالجة تلوث المياه ومواجهة الشح في الماء الصالح للشرب بإقليم السند بباكستان حيث نفذت خلال العام 2021 أكثر من 200 مشروع في مجال المياه والاصحاح لتوفير المياه النقية وتنفيذ شبكات الصرف الصحي ورفع الوعي العام في الاهتمام بالنظافة الشخصية للحد من مخاطر الأمراض المرتبطة بالمياه والصرف
4* القضاء على الفقر
اعتمدت قطر الخيرية على مشاريع التمكين الاقتصادي لمواجهة الفقر وتحويل حياة الأسر الفقيرة نحو الأفضل للاعتماد على أنفسهم وقد تجاوز عدد المشاريع التي نفذت خلال عام 2020-2021 عشرة آلاف مشروع استفاد منها أكثر من 62 ألف شخص بتكلفة إجمالية قاربت 35 مليون ريال قطري.
5* نشر ثقافة العمل التطوعي
كما تولي قطر الخيرية اهتماما كبيرا بنشر ثقافة العمل التطوعي لتنمية المجتمع. وذلك من خلال البرامج التطوعية المختلفة التي تشجع المواطنين والمقيمين على الاندماج في العمل الخيري، من خلال سواعد المتطوعين وتنمية قدراتهم والاستثمار في جهودهم. عبر:
- دعم المبادرات الشبابية. فخلال جائحة كورونا مثلا استفادت قطر الخيرية من جهود الكثيرين من المتطوعين من جنسيات مختلفة من خلال مبادرة “متطوع من أجل قطر” للمساهمة في خدمة المجتمع داخل قطر.
- تشجيع المرأة على العمل التطوعي. إذ أن للمرأة دورا عظيما ووظيفة جليلة في ممارسة العمل الخيري التطوعي بمختلف صوره وأشكاله، وذلك لما تمتاز به من قدرات وإمكانات وسمات شخصية ونفسية وعاطفية تسهل عليها التعامل مع الحالات المختلفة وإيجاد حلول سريعة وفعالة تناسب الأسر والمواقف المختلفة.
- تشجيع المتطوعين على معايشة المشاريع الخيرية في الميدان ونقل معاناة النازحين بشكل ملموس.
- إشراك الأسر القطرية في العمل الإنساني، وكمثال على ذلك مبادرة “بيوت الخير” خلال شهر رمضان، التي تسعى إلى الى تقديم مشاريع متنوعة لتحقيق التفاعل المجتمعي مع العمل الإنساني وإقامة الأنشطة القيمية التي تعود بالفائدة على الأطفال والاسرة.
- مبادرة الأقربون لمساعدة الفئات المحتاجة داخل قطر، حيث تركز قطر الخيرية جهودها لتقديم المساعدات للأسر ذات الدخل المحدود والغارمين والحالات الإنسانية داخل قطر. وبدعم من أهل الخير تم الوصول خلال شهر رمضان 2022 لحوالي 10 آلاف شخص وبقيمة تصل لقرابة 86 مليون ريال قطري.
6* اغتنام المواسم لدعم مبدأ التآخي الإنساني
مثل مشاريع توزيع لحوم الأضاحي. حيث استفادة من حملة موسم 2022، قرابة مليون شخص في 36 دولة في العالم. خصوصا مناطق الأزمات والكوارث، بمن فيهم سكان المخيمات ومتضررو مجاعة الصومال.
7* مواصلة جهود التصدي لجائحة كورونا
إذ تواصل قطر الخيرية بذل قصارى جهدها للمساهمة في مكافحة الوباء العالمي من خلال توفير الأدوات والمواد الوقائية للفئات الضعيفة، خاصة النازحين داخليا واللاجئين، في جميع أنحاء العالم، ورفع مستوى الوعي للحد من انتشار فيروس كورونا.