هل يمكنك أن تتصور عالماً من دون براءة؟ عالماً خالٍ من عفوية الأطفال ومشاكساتهم؟ ومن ضجيج لعبهم وضحكاتهم؟ إذا أمكن لك تخيل ذلك فالأكيد أنه سيكون عالماً باهتاً من دون ألوان، ومن دون معنى للسعادة والفرح في هذه الحياة. فرغم كل السعادة التي يضفيها الأطفال على حياتنا، ورغم أنهم المستقبل بكل ما يحمله لنا من آمال وأحلام، لا يزال الملايين من الأطفال حول العالم تهددهم الأخطار. ويعانون على اختلاف ظروفهم. أرقام مفزعة لأطفال هم ضحايا العنف بسبب الحروب والصراعات أو الأمراض أو التعنيف داخل المنازل والمدارس.
في مقال “الأخطار الست التي تهدد أطفالنا” ستتعرف على:
لا أحد ينكر الجهود الضخمة التي تبذلها الهيئات الدولية الأممية أو غير الحكومية للحد من معاناة الأطفال حول العالم. إضافة إلى السياسات والقوانين التي تضعها الدول بغرض حماية الطفولة وزيادة الوعي، إلا أن البشرية لازال ينتظرها الكثير من العمل لحماية هذه الفئة.
هذا المقال عبارة عن وقفة لتسليط الضوء على سته أخطار تهدد أطفال العالم. لكنه أيضاً بقعة من ضوء الأمل لإمكانية كل شخص وكل هيئة تقديم يد العون للحد من معاناة الأطفال حول العالم، كلٌ من موقعه ومسؤوليته.
1-الأطفال ضحايا الحروب والصراعات
يعد الأطفال من بين أكثر الفئات التي تتعرض للعنف بشتى أنواعه أثناء النزاعات المسلحة. فبالإضافة عن الانتهاكات الجسدية التي تطالهم كالقتل أو تعرضهم للإصابة بالعاهات المستديمة، فإنهم يتعرضون كذلك لضغط نفسي كبير.
فخلال الأزمة السورية، فقد الأطفال أفراد عائلاتهم ومنازلهم ومدارسهم، في وأُجبروا على الفرار من منازلهم سواء نازحين داخل سوريا أو خارجها كلاجئين هربًا من العنف.
وقد تسبب ذلك في تعرض الآلاف منهم لصدمات نفسية جراء تعرضهم. وقد وصف العديد من الفتيان والفتيات كيف يعانون من اضطرابات خطيرة أثناء النوم، فضلاً عن الكثير من الأفكار السلبية التي باتت تنتابهم مثل الشعور بعدم الأمان، والإحباط، والخوف.
2- أخطار تهدد الأطفال: الفقر وسوء التغذية
قدرت منظمة الصحة العالمية أن 149 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من التقزم (أقصر من العمر) في عام 2020، و 45 مليونًا يعانون من الهزال (نحيف جدًا بالنسبة للطول) . بينما قالت الأمم المتحدة في أحدث تقرير لها أنه من المتوقع أن يعاني نصف الأطفال دون الخامسة في أفغانستان من سوء التغذية الحاد.
وترتبط حوالي 45٪ من وفيات الأطفال دون سن الخامسة بنقص التغذية التي تحدث هذه في الغالب في الدول الفقيرة.
وغالباً ما يؤدي عدم توفر الغذاء الصحي والبيئة النظيفة، بالإضافة إلى انتشار الأمية، إلى تعريض حياة الأطفال إلى المخاطر التي قد تودي بحياتهم أو في أحسن الأحوال الإصابة بعاهات ترافقهم بقية حياتهم، في المجتمعات الفقيرة في قارتي إفريقيا وآسيا على وجه الخصوص.
3-مغادرة الدراسة في سن مبكرة
توقفت مئات المدارس في مناطق كثيرة بسبب النزاعات. فخلال عام 2019 لوحده، تضررت قرابة 14000 مؤسسة تعليمية، مما جعل الوصول إليها في بعض الأحيان غير متاح للطلاب.
بسبب الأوضاع المتردية التي يعيشها اليمن منذ سنوات، أصبح تعليم ملايين الأطفال مهدداً بسبب المصاعب المالية وصعوبة ضمان استمرار دفع مرتبات المعلمين. أضف إلى ذلك الأضرار المادية التي حلت بالمؤسسات التعلمية. فخلال أشهر فقط تم تدمير 1600 مدرسة واستخدام 170 أخرى لأغراض عسكرية أو لإيواء النازحين.
4-تجنيد الأطفال في الحروب
هو واقعٌ آخر يعاني منه صغار السن في الكثير من مناطق النزاع. آلاف الأطفال يتم تجنيدهم بدون موافقة ذويهم وتهيئتهم للمشاركة في الحروب. فقد أشار تقرير صادر عن “اليونيسيف” سنة 2015 إلى أن عدد الأطفال المجندين في الحروب ارتفع إلى الضعف خلال سنة وحدة في مناطق النزاع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
حيث يتم الاعتماد على طرقٍ كثيرة في تجنيد الأطفال، منها الإغراء أثناء فترات المجاعة، أو التهديد بتعريض حياة الأطفال أو ذويهم للخطر.
5-عمالة الأطفال
تقارير دورية تنشرها مؤسسات إعلامية وهيئات إنسانية، تشير إلى استفحال ظاهرة عمال الأطفال حول العالم، خاصة في الدول الفقيرة. وتقول منظمة العمل الدولية أن هناك حوالي 215 مليون طفل دون سن 18 يعملون، والكثير منهم يعمل بدوام كامل.
6-العنف داخل المنازل والمدارس
تختلف نظرة المجمعات للتصرفات التربوية أو العقابية، التي تصدر عن المحيطين بالطفل، سواء في البيت أو المدرسة، التي قد تُصنف في خانة العُنف الممارس ضد الطفل. وأياً كان نوع المجتمع، هناك الكثير من الممارسات المرفوضة داخل المنازل والمدارس والتي تُصنف في خانة العنف الذي يطال الطفل.
إذ يعد العنف الذي يمارس داخل المنازل من طرف أقارب الطفل، من الظواهر التي يجب تسليط الضوء عليها وتوعية الناس حول مخاطرها، لأنها تتم في المكان الذي من المفترض أن يشكل مصدر الطمأنينة للطفل، من طرف أحد الوالدين أو المربية بدافع الغضب أو الإحباط. لكنه يترك آثاراً نفسية أو جسدية لدى الطفل.
دورنا كأفراد في ضمان عالمٍ آمن وجميل لأطفالنا
صحيح أن أغلب هذه التحديات التي تواجهها الطفولة في عالمنا، تتطلب جهود دول وهيئات إنسانية ودولية للحد من تفاقمها. لكن نحن كأفراد، يكفي أن نكون واعين بهذه الأخطار ونساهم، قدر الإمكان، في نشر هذا الوعي من مخاطرها في الوسط الذي ننتمي إليه.
مثال ذلك أن يبادر الأشخاص والهيئات إلى الاهتمام برعاية وكفالة الأطفال خاصة الأيتام وضحايا الأزمات. كما أن التطوع خلال الحملات الي تنظمها مختلف الهيئات الخيرية والانسانية التي تهدف حمايتهم ومنحهم الفرصة لمستقبل أفضل.