تعيش باكستان كارثة بيئية وإنسانية لم تشهدها منذ عقود طويلة، بعد أن دمرت مياه الفيضانات والأنهار المنازل والبنى التحتية من جسور ومدارس ومرافق صحية. وغمرت قرى بأكملها وأتلفت مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية. حيث تضرر حوالي 33 مليون شخص، من بينهم قرابة 16 مليون طفل. وحذرت اليونيسف من أن أكثر من ثلاثة ملايين طفل بحاجة إلى مساعدات إنسانية ومعرضين لخطر متزايد للإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه والغرق وسوء التغذية بسبب الفيضانات.
ثلث البلاد تغمره المياه
وتسبت الأمطار الموسمية الغزيرة على غير العادة في ذوبان أنهار جليدية، نجمت عنها سيول مهولة غمرت ثلث مساحة باكستان. وتحوّلت مياه الأمطار إلى أنهار جارفة تخترق المدن والقرى، تحمل كل ما يعترض طريقها من أبنية وجسور وحقول وبشر.
أكثر من ثلاثة ملايين طفل تهدده الأخطار والأمراض
وقد أودت الفيضانات في باكستان بحياة 1256، من بينهم 441 طفلا، أي أن الأطفال يشكلون ثلث الضحايا. فيما يواصل عمال الإنقاذ بذل جهود كبيرة لإجلاء آلاف العالقين الذين تقطعت بهم السبل في المناطق المتضررة.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” أنه من بين 33 مليون شخص، بوجد بينهم حوالي 16 مليون طفل، من ضحايا الأمطار الموسمية والانهيارات الأرضية. وقالت إنه من المحتمل وفاة أطفال آخرين كثيرين بسبب الأمراض بعد حدوث الفيضانات.
وقد تم إجلاء الآلاف إلى مخيمات مؤقتة، بحسب الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث الباكستانية. فيما لا يزال آخرون في حاجة ماسة إلى المأوى والغذاء والمياه النظيفة. وسط مخاوف من حدوث فيضانات جديدة.
ما بعد فيضانات باكستان: مخاوف من انتشار الأمراض والأوبئة
وحذرت منظمة الصحة العالمية من تفشي الأمراض المتضررين من الفيضانات خاصة في مخيمات النازحين، بسبب تضرر مرافق المياه والصرف الصحي، مثل الإسهال المائي الحاد، وحمى الضنك، والملاريا، وكورونا وشلل الأطفال. حيث عطَّلت الأمطار والفيضانات حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في المناطق المتضرِّرة على مستوى البلاد بأسرها.