تسود حالة من الإنهاك والحزن بين الأسر المتضررة من الفيضانات، بسبب ما عاشته من رعب. كيف لا وقد نجت من الموت غرقا داخل بيوتها، أو فقدت قريباً أو عزيزاً جرفته المياه. كما يخيفها مستقبل مجهول بسبب تأخر المساعدات في الغذاء والإيواء، خاصة وهي مقبلة على فصل شتاءٍ طويل وصعب صار على الأبواب.
ستتعرف عبر هذا المقال على:
خطر التشرد يلاحق الملايين
كشفت السلطات في باكستان أن الفيضانات أضرّت بأكثر من 33 مليون شخص، ودمّرت نحو مليون منزل. فيما يُتوقع أن يصل عدد المتضررين من الفيضانات في السودان لأكثر من 460.000 شخص. حيث دمرت سيول الفيضانات حوالي 13200 منزلا كليا على الأقل وألحقت أضرارًا جزئية بـحوالي 34200 منزل آخر في 15 ولاية من أصل 18 ولاية بالسودان.
أزمة إنسانية بسبب نقص الغذاء وفساد محاصيل الزراعة
ففي باكستان توشك الكثير من المناطق على الدخول في أزمة إنسانية واقتصادية. ما دفع بالسلطات الباكستانية إلى طلب مساعدات عاجلة تكفي لـ 6 أشهر قادمة، من أجل توفير المستلزمات المعيشية للمتضررين. ناهيك عن الدمار الذي حلّ بالبنية التحتية ما أدى إلى تراجع الأمن الغذائي وسط الأسر الفقيرة والمتضررة.
إذ تشتكي الكثير من النسوة من ندرة الحليب والطعام المخصص لأطفالهن الذين هزلت أجسادهم وشحبت وجوههم. فلا يكاد يوجد مكان لا تسمع فيه صوت بكائهم. فيما تقتصر أغلب وجبات الأسر على قطع الخبز فقط.
وقد جرفت فيضانات باكستان أكثر من 80 ألف هكتار من الأراضي الزراعية، وتسببت في نفوق أكثر من 800 ألف رأس ماشية.
بينما فقد الناس في السودان أكثر من 740 رأس ماشية وتأثرت أكثر من 5000 هكتار من الأراضي الزراعية بالفيضانات. مما قد يتسبب مستويات مقلقة من انعدام الأمن الغذائي.
تأخر وصول المساعدات بسبب دمار البني التحية
ومما زاد من تدهور أوضاع الأسر الباكستانية المتضررة هو الدمار الكبير الذي حلّ بأكثر من 6 آلاف كيلومتر من الطرق وأكثر من 200 جسر في جميع أنحاء باكستان. مما أدى إلى تأخر وصول المساعدات والإغاثة.
أزمة صحية على الأبواب تهدد متضرري الفيضانات
إلى جانب ذلك، زادت التحذيرات من خطر زيادة نسب انتشار الأمراض نتيجة الفيضانات وتدمير عدد كبير من المراكز الصحية.
وقال مسؤولون في باكستان أن الوضع الإنساني يمكن أن يتدهور أكثر. خاصة في منطقة السند وحدها التي شهدت تسجيل أكثر من 134 ألف حالة إسهال و44 ألف حالة إصابة بالملاريا خلال الشهرين الماضيين، فضلا عما يقرب من 100 لدغة ثعبان.
أما في السودان فقد غمرت المياه حاولي 500 مرفق صحي، وتعرض حوالي 1000 مصدر للمياه وأكثر من 2500 مرحاض للدمار.