ارتبطت انطلاقة قطر الخيرية بالأيتام اسماً ونشاطاً. حيث بدأت كمبادرة تطوعية مجتمعية عام 1987 باسم لجنة قطر لمشروع كافل اليتيم، ثم تحول اسمها إلى قطر الخيرية لتعمل في كافة مجالات العمل الإغاثي والتنموي كمنظمة إنسانية غير حكومية اعتبارا من 1992. وقد وصل إجمالي من كلفتهم قطر الخيرية منذ عام 2006 وحتى الآن أكثر من نصف مليون (532,220) يتيماً مكفولاً.
وبالتزامن مع مرور 9 سنوات على إطلاق المبادرة، بالتزامن مع اليوم العالمي للطفل الذي صادف 20 من نوفمبر؛ تواصل قطر الخيرية، بدعم أهل الخير في قطر، جهودها في مجال الرعاية الاجتماعية وكفالة الأيتام عبر العالم من خلال هذه المبادرة، حيث وصل عدد المكفولين من خلالها أكثر من 190 ألف طفل مكفول.
التأسيس
في 2014 أطلقت قطر الخيرية مبادرتها الرائدة “رفقاء” مصداقا للهدي النبوي في قوله عليه الصلاة والسلام: (أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين، وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى)، ورغبة منها في الوصول إلى الريادة في تحقيق التكافل الاجتماعي، وتطوير برامج رعاية متكاملة تسهم في تحقيق تنمية اجتماعية مستدامة.
وقد تضاعف عدد المكفولين في ظل المبادرة إلى ست أضعاف ونصف (190,243 يتيم) مقارنة بعددهم قبل التأسيس عام 2013 (28,500 يتيم).
تمكين اقتصادي
ويستفيد الأيتام من الأنشطة التدريبية التي تقام لهم كالورش والمحاضرات والفعاليات الترفيهية كالرحلات والمخيمات والمباريات الرياضية التي تنظم لهم.
كما يستفيدون مع الأسر المكفولة من المشاريع والحملات الموسمية مثل كسوة العيد وزكاة الفطر والأضاحي ومساعدات حملات مواجهة الشتاء والحقيبة المدرسية. حيث وصل عدد المستفيدين في الفترة من (2019-2022) نحو 8,297,218 شخصا. فضلا عن المشاريع المدرة للدخل التي تم تخصيصها لهم بواقع 45,336 مشروعا. كما تم العمل على تحقيق أمنية 245,902 طفل يتيم وفقير عبر مبادرة ” أمنيتي” اعتبارا من عام 2015.
الكفالات داخل قطر
تولي قطر الخيرية أهمية كبرى للأيتام وأبناء العائلات محدودة الدخل داخل قطر حيث تكفل حاليا 870 يتيما عبر برنامج “قادة وقائدات المستقبل” و11 طالبا، و28 أسرة واثنين من ذوي الاحتياجات الخاصة أيضا. كما تحرص على تقديم المساعدات الغذائية ضمن المشاريع الموسمية والمساعدات التعليمية الدورية لهم. وتقدم لـ “قادة وقائدات المستقبل” أنشطة تدريبية وترفيهية.
مدن ومراكز نموذجية
واستكمالا لجهودها النوعية في الرعاية الاجتماعية التي تندرج في إطار مبادرتها “رفقاء”، حرصت قطر الخيرية على إقامة مدن نموذجية، ومراكز متعددة الخدمات للأطفال الأيتام والمجتمعات المحيطة بهم. تتضمن كل منها مرافق متعددة كالمنازل والمدارس الأساسية والمهنية والمستوصفات والأقسام الداخلية لسكن الطلبة والمساجد والمشاغل، وآبار المياه، والملاعب، وغيرها.
وقد بلغ عدد المشاريع النموذجية التي نفذتها المبادرة 71 مشروعا نوعيا لبناء وتسيير ودعم مراكز الأيتام، إضافة إلى 232 مركزاً متعدد الخدمات يضم مرافق متعددة تستهدف أسر الأيتام بمناشط متعددة.
كما أقامت قطر الخيرية مدنا نموذجية للأيتام والطلبة الفقراء منهما مدينتان في السودان، الأولى مدينة الشيخة عائشة بنت حمد بن عبد الله العطية النموذجية، التي تعد مدينة متكاملة لرعاية الأيتام وأسرهم. حيث تتكون من 200 منزل لأسر الأيتام ومدرستين ثانويتين وروضة للأطفال ومسجد ومركز تدريب مهني وآبار ارتوازية. ومدينة طيبة التعليمية التي تم بناؤها على مساحة 9 آلاف متر مربع وتشتمل على عدد من المرافق، أهمها مدرستين للتعليم الأساسي والثانوي، ومركزا صحيا مجهزا لخدمة الطلبة وأسرهم والمناطق المحيطة بالمدينة. إلى جانب المرافق الإدارية المختلفة وقاعات الطعام والأنشطة ومرافق الأنشطة الرياضية، فضلا عن سكن داخلي للأيتام يتسع لـ 500 يتيم.
جوائز
وبفضل هذا النجاح في رعاية الأطفال داخل قطر وخارجها، حصلت قطر الخيرية على 4 جوائز إقليمية للتميز في الرعاية الاجتماعية ما بين 2014 ـ 2022. كما تزخر تجربتها بالكثير من قصص النجاح التي تحققت عبر مظلة مبادرة رفقاء. وأصبح العديد من مكفوليها شخصيات فاعلة ومرموقة في مجتمعاتهم. وبعضهم تحولوا من مكفولين إلى كفلاء للأيتام وطلبة العلم.