الزكاة ركن أساسي من أركان الإسلام. فهي حق الله في ماله الذي وهبه لعباده الذين أغناهم لترد على الفقراء من خلقه، فقال: ﴿وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ﴾ (المعارج: 24). فهي برهان ودليل على إحسان مخرجها ومؤديها وإيمانه بالله تبارك وتعالى، واعترافه بفضله وإحسانه. فهي تطهر النفس من الشح والبخل، وتحميها من التعلق الشديد بالدنيا، وولوعها بالمال. كما أن منع الزكاة دليل نفاق وعنوان شقاق والعياذ بالله.
وفي هذا المقال سنحاول إيجاز الأسئلة الشائعة والمتداولة بين المسلمين، بالاعتماد على أكثر المصادر والمراجع الإسلامية ثقة.
إجابات أسئلة الزكاة التالية:
- ما هي الزكاة المفروضة؟
- لماذا فُرضت الزكاة؟
- ما الفرق بين الزكاة والصدقة؟
- كيف اعرف إذا حال الحول على المال؟
- كيف يتم حساب مقدار الزكاة؟
- هل تجب الزكاة على من عليه ديون؟
- هل تعطى الزكاة لشخص واحد أم توزع لعدة أشخاص؟
- هل يجوز إخراج زكاة المال في شعبان قبل رمضان؟
- ما هو المال الذي تجب عليه الزكاة؟
- كم هو النصاب في زكاة المال؟
- هل يجوز إخراج زكاة المال على دفعات؟
- كيف يتم حساب زكاة الراتب الشهري؟
- هل تجب الزكاة على المال المدخر كل عام؟
- لمن تعطى زكاة المال من الأقارب؟
- هل يجوز إعطاء الزكاة لمن له راتب؟
ما هي الزكاة المفروضة؟
الزكاة فريضة تتمتع بأعلى درجات الإلزام الخلقي والشرعي. جعلها الإسلام حقاً للفقراء في أموال الأغنياء. وليس فيها أي معنى للتفضل والامتنان ممن يخرجها على من يعطيها له.
فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذا إلى اليمن قال: [إِنَّكَ تَأْتِى قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ. فَادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنِّى رَسُولُ اللَّهِ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ فِى فُقَرَائِهِمْ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ، وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ].
لماذا فُرضت الزكاة؟
الزكاة فرضها الله على أغنياء المسلمين لترد على فقرائهم، طاعة ممن أغناهم الله واستجابة لأوامره. وفيها فوائد كثيرة ومنافع كبيرة ومصالح وفيرة:
- هي دليل إيمان صاحبها: واعترافه بفضل الله وإحسانه وإنعامه عليه. فهو يؤدي حق الله شكرا لنعمته وتسليماً لأمر.
- تطهير وتزكية للنفس من الشح والبخل، وتحميها من التعلق الشديد بالدنيا. وتخفف من ولوعها بالمال، وارتباط القلب به فتحررها من عبودية الدرهم والدينار.
- تطهير المال ومباركته. فما سُميت بالزكاة إلا لأنها تزكي المال، أي تطهره وتنميه وتنزل البركة فيه.
- إشاعة التكاتف والمحبة بين أبناء المجتمع، فيشعر الأغنياء بعضويتهم الكاملة في الجماعة المسلمة. والفقراء فيسحون أنهم ليسوا ضائعين ولا متروكين للفقر والعوز. بل أن المتجمع يحفظ لهم كرامتهم ويضمن لهم حقوقهم.
- إغناء الفقراء: إذ إن من مقاصد الزكاة إغناء الفقراء، وليس مجرد معونة وقتية، فيعطى الفقراء من مال الزكاة ما يستأصل شأفة العوز من حياتهم، ويمكنهم من أن ينهضوا وحدهم بعبء المعيشة، أو يقيموا مشروعا صغيرا يدر عليهم ربحا يكفيهم ويغنيهم ويحفظهم عن ذل المسألة ومد اليد.
ما الفرق بين الزكاة والصدقة؟
الزكاة والصدقة لفظان أحدهما أعم وأشمل من الآخر. والصدقة هي الأعم والزكاة أخص منها، فكل زكاة صدقة وليس كل صدقة زكاة.
والزكاة ركن من أركان الإسلام يجب أداؤها ويكفر من أنكر فرضيتها وهي إخراج قدر مخصوص من مال مخصوص بشروط مخصوصة.وأما الصدقة فلفظ أعم يُطلق على الصدقات الواجبة كالزكاة وعلى غير الواجبة.
كيف اعرف إذا حال الحول على المال؟
على المزكي أن ينظر في التاريخ الهجري الموافق ليوم بلوغ ماله النصاب. فتجب زكاة هذا المبلغ بعد عامٍ هجريٍ كاملٍ، ويكرّر ذلك كلما مر عامٌ هجريٌ آخر، ثم يفعل مثل ذلك في تاريخ بيع القطعة الثانية.
كيف يتم حساب مقدار الزكاة؟
نصاب الزكاة في الذهب عشرون ديناراً، وهو ما يقدر وزناً بخمسة وثمانين غراماً، فإذا ملك المسلم هذا المبلغ فما فوق وحال عليه الحول، وجب عليه أن يخرج عنه ربع عشره أي 2,5%.
وزكاة المال تابعة في حكمها لزكاة الذهب، فالنصاب من المال هو ما يساوي هذا القدر من الذهب. وطريق معرفة ذلك أن يسأل عن ثمن غرام الذهب يوم حلول الحول، ثم يضرب ذلك في خمسة وثمانين، فالحاصل هو النصاب، ثم يُخرج عنه ربع عشره.
والزكاة في الذهب والفضة والنقود وما ألحق بذلك يحسب فيها المبلغ إجمالاً برأس ماله وأرباحه، ولو لم يحل الحول على الأرباح.
كما أن المبلغ الذي يدخره تجب الزكاة فيما بلغ منه نصاباً وحال عليه حول.
هل تجب الزكاة على من عليه ديون؟
ذهب جمهور أهل العلم إلى أن الدَّين يمنع الزكاة في الأموال الباطنة. والمفتى به أنه إذا كان عند الشخص من المال ما يمكن جعله في مقابلة الدين، فإنه يزكي ما عنده ولا يُسقط الدين عنه -حينئذ- الزكاة
فإذا كان عنده أموال أخرى كعقار ونحوه، يمكنه أن يجعله في مقابلة الدين الذي عليه، ويجب عليه أن يزكي تلك النقود، ويخرج منها ربع العشر أي 2.5%.
أما إذا لم يكن عنده أموال أخرى، فإنه لا زكاة عليه؛ لكونه مستغرقا بالدين.
هل تعطى الزكاة لشخص واحد أم توزع لعدة أشخاص؟
إن كانت الزكاة كثيرة فالأفضل أن توزع على عدة أشخاص، لتكثر وتتعدد الفائدة المنشودة منها. وأما إن كانت قليلة بحيث لو وزعت على عدة أشخاص لا يصل إلى أحدهم ما يسد له حاجة، فإن الأفضل أن تعطى لشخص.
هل يجوز إخراج زكاة المال في شعبان قبل رمضان؟
يجوز تعجيل الزكاة لشهرين أو أكثر من ذلك إذا كانت الحاجة داعية لذلك،
ولا حرج في إخراج زكاة المال في شهر معين بشرط أن يكون هذا الشهر هو وقت اكتمال الحول أو قبله، لا بعده.
ما هو المال الذي تجب عليه الزكاة؟
فالزكاة لا تجب إلا بشرطين: بلوغ المال المزكى نصاباً، وتمام الملك، وبالنسبة لحولان الحول فلا يشترط في كل الأموال الزكوية:
- أن يبلغ نصابا، ما يعادل قيمة 85 جراما من الذهب أو ما يعادل خمسمائة وخمسة وتسعين جراما من الفضة.
- أن يمر عليه حول هجري من اكتمال النصاب، وهذا المال الذي ذكرت لا يتوفر فيه هذان الشرطان وعليه فليس فيه زكاة.
كم هو النصاب في زكاة المال؟
نصاب الزكاة يساوي قيمة خمسة وثمانين جراما من الذهب، أو خمسمائة وخمسة وتسعين جراما من الفضة. أما إذا كان لا يبلغ النصاب أو لم يحل عليه الحول فإنه لا زكاة فيه.
هل يجوز إخراج زكاة المال على دفعات؟
لا يجوز تقسيم مبلغ الزكاة وإخراجه على دفعات، لأنها تجب لحاجة الفقراء وهي ناجزة، فيجب أن يكون الوجوب ناجزاً فوراً
كيف يتم حساب زكاة الراتب الشهري؟
لا تجب الزكاة في الراتب إلا إذا تجمع لدى المزكي نصاب المال من الراتب، وهو ما يعادل قيمة 85 جراما من الذهب الخالص أو خمسمائة وخمسة وتسعين جراما من الفضة الخالصة، وبقي عنده سنة هجرية كاملة لم ينقص خلالها عن النصاب، فتخرج حينئذ عنه ربع العشر 2.5 %
هل تجب الزكاة على المال المدخر كل عام؟
ما يدخره الشخص من نقود تبلغ النصاب، وبقيت عنده حولًا قمريًّا، فقد وجبت الزكاة في المال المدّخر، سواء أبقاه مدخرًا عنده، أم أرسله لشخص آخر، ما دام أنه لا يزال في ملكه، ولم ينقص عن النصاب؛ فإن الزكاة واجبة فيه، ومقدار الزكاة ربعُ العشر، أي: 2.5%.
لمن تعطى زكاة المال من الأقارب؟
لا مانع من دفع الزكاة للأقارب المحتاجين ما لم يكونوا أصولا أو فروعاً تجب نفقتهم على والدهم.
أما دفعك الزكاة للأب فالأصل أنه لا يجوز. ولكن يجوز دفع الزكاة للوالد في الحال التي لا تلزم فيها نفقته عند كثير من العلماء، فإذا كان الولد عاجزا عن النفقة على أبيه جاز له أن يصرف مال الزكاة إليه لأن نفقته في هذه الحال لا تلزمه، وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وكثير من المحققين، وكذا يجوز للولد أن يدفع زكاته في قضاء دين والده لأن قضاء دين والده لا يلزمه،
أما الإخوة والأخوات وغيرهم من الأقارب فإن الصدقة عليهم صدقة وصلة. قال النبي صلى الله عليه وسلم لـأبي طلحة رضي الله عنه في صدقته: (أرى أن تجعلها في الأقربين). رواه البخاري.
فلا مانع شرعاً من دفع زكاة مالك الواجبة وصدقاتك التطوعية لإخوة والأخوات إذا كانوا محتاجين، أما إذا لم تكن والدة لك فلا مانع من دفع الزكاة لها إلا إذا كان أبوك حياً وتلزمك نفقته فإنه لا يحل لك في هذه الحالة صرف الزكاة إليها لأن نفقتها تلزمك تبعاً لزوم نفقة أبيك.
هل يجوز إعطاء الزكاة لمن له راتب؟
من كان له راتب لا يكفيه لسد حاجاتها وحاجة عياله، صار من مصارف الزكاة. أما إذا كان الراتب فيه كفاية له ولعياله فلا يُجزئ صرف الزكاة له، لكن يجوز أن تُعطى له صدقة التطوع.
ناصر بلال
كيف تكون الزكاة للمرتب الشهري ببلوغ النصاب والحول وفرضا أنا كل شهر بعد دوران الحول يزداد مبلغ النصاب هل تكون الزكاة كل شهر
جزاكم الله كل خير