مبادرة الرياضة من أجل التنمية والسلام: خطوة أخرى نحو الأمام

2023-04-06

يخطو قطار مبادرة الرياضة من أجل التنمية والسلام (SPD) التي أطلقها صندوق قطر للتنمية وقطر الخيرية، بالتعاون مع المركز الدولي للأمن الرياضي من خلال مبادرة ” أنقذ الحلم”، خطوة أخرى نحو الأمام للوصول إلى المزيد من المجتمعات بهدف الاستثمار في القيم الإيجابيّة للرياضة ومساعدة الوصول للفئات المستهدفة من الشباب والشابات والأطفال لتعزيز مفهوم بناء المجتمعات المحلية في الدول المستفيدة، ودعم دور الرياضة لأهداف التنمية المُستدامة.

وجهة قطار المبادرة هذه المرة باتجاه الصومال لتنفيذ  مشروع “تمكين الشباب وإنقاذ أحلام الأطفال الصوماليين من خلال الرياضة” في مدينة غاروي الواقعة في ولاية بونتلاند شمال شرقي الصومال، بعد أن كان لها بالغ الأثر في تحويل الأرض المحروقة في دارفور بسبب الحرب إلى ميادين خضراء تبارى فيها شباب المخيمات الذين كانوا يتقاتلون بالأمس في تنافس رياضي نظيف أعلى من قيم التعايش التي عملت قطر الخيرية بالتعاون مع صندوق قطر للتنمية على إرساء دعائمه هناك، وهو الأمر الذي نال تقدير المجتمع المحلي و تقدير الأمم المتحدة حيث اعتبر مكتب الأمم المتحدة المعني بمكافحة الجريمة، مبادرة الرياضة من أجل التنمية والسلام في دارفور نموذجاً ملهماً لمحاربة العنف والتطرف.

دواعي الاختيار

جاء اختيار الصومال كبلد لتنفيذ المشروع لأسباب عديدة، منها أن الأطفال دون سن 18 عامًا يشكلون أكثر من نصف سكان الصومال التي تعد أحد أفقر الدول في العالم حيث يعاني فيها 7 من بين كل 10 أشخاص الفقر، كما أن الفرص التعليمية فيها ضئيلة جدا للسكان، خصوصا بالنسبة لأولئك الذين يعيشون في المناطق الريفية ومخيمات النزوح.

كما أن الرياضة في الصومال تعد من أكثر الأنشطة الترفيهية شعبية كما هو الحال في البلدان الأخرى، وعلى الرغم من ذلك، هناك فرص قليلة جدا للناس للمشاركة من خلال الاتحادات الرياضية، ويعتبر نقص الأنشطة الثقافية والرياضية من التحديات الكبيرة التي يواجهها الأطفال والشباب في حياتهم اليومية في الصومال، بالإضافة إلى أن منطقة غاروي التي يتم فيها تنفيذ المشروع تستضيف 8,535 أسرة نازحة أو 51,670 نازحا في 25 موقعا بالمنطقة. وبالتالي، هذا يعتبر فرصة فريدة وعاجلة للاستثمار في جهود السلام والتنمية في البلاد من خلال الرياضة، حيث سيقوم تطوير ودعم المساحات داخل المدارس وخارجها للتفاعل الاجتماعي والمشاركة في الأنشطة الرياضية بتوفير المزيد من الفرصة للأطفال والشباب للمشاركة البناءة في الحياة الاجتماعية والمدنية.

وسيركز المشروع على ولاية بونتلاند وسيتم تنفيذه في مدينة غاروي، حيث سيتم تدريب حوالي 50 مشاركًا ومشاركة من مناطق مختلفة بولاية بونتلاند، وسيتلقى المدربون تدريباً عالي المستوى على الأطر الدولية والأدوات المتاحة المتعلقة بالرياضة من أجل التنمية والسلام، واستخدام الرياضة لمنع التطرف العنيف، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

ويهدف المشروع إلى الوصول إلى أكثر من 10,000 طفل وشاب في مدينة غاروي من خلال الفعاليات والأنشطة المختلفة أثناء التنفيذ.

وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والجهات ذات الصلة في مدينة غاروي، سيقوم المركز الدولي للأمن الرياضي باختيار 10 مدارس ومرافق رياضية ستتلقى المعدات والمواد الرياضية وإشراك مزيد من الشباب بالمشاركة في الأنشطة الرياضية والتعليمية.

كما سيتم تنفيذ بعض الأنشطة في مخيمات النازحين في ضواحي مدينة غاروي من أجل تعزيز المشاركة المجتمعية في مجال الرياضة من أجل التنمية والسلام، بالإضافة إلى العروض الثقافية والمعارض والأنشطة الرياضية التقليدية التي سيقدمها مجتمع النازحين والمواهب المحلية.

وسيركز المشروع على استخدام الرياضة والقيم الرياضية لتعزيز السلام والمصالحة ومنع العنف ومكافحة التطرف، وتعليم وتمكين الشباب والنساء والفتيات، ودمج الأشخاص ذوي الإعاقة والفئات الضعيفة في المجتمع وتعزيز التماسك والوئام الاجتماعي.

حول مبادرة (SPD)

وتركز مبادرة الرياضة من أجل التنمية والسلام (SPD) على العمل في مناطق ما بعد الصراعات لاستثمار قوة الرياضة في توحيد الشعوب وتحقيق التقارب والتماسك الاجتماعي. ومن المنتظر أن تعمل المبادرة في عدة دول مثل أفغانستان وباكستان وعدد من دول أفريقيا ودول الشرق الأوسط.

ويسعى المشروع إلى تمكين مجموعة من الشباب من الجنسين ليصبحوا “وكلاء التغيير” ويدربوا غيرهم من الشباب على المساهمة في تطوير مناهج لتعزيز التنمية والسلام من خلال الرياضة.

ويُتوقع أن يساهم المشروع في تحقيق عدد من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة والتي تتمثل في الصحة الجيدة والرفاه (الهدف 3)، والتعليم الجيد (الهدف 4)، والمساواة بين الجنسين (الهدف 5)، والسلام والعدل والمؤسسات القوية (الهدف 16)، وعقد الشراكات لتحقيق الأهداف (الهدف 17).

المقال منشور في العدد 28 من مجلة غراس

يمكنك تحميل نسختك الآن أو الإطلاع على مقالات أخرى من المجلة

مواضيع ذات صلة

تعليقات

اترك أول تعليق