يصاب آلاف الأطفال سنويا في المجتمعات الفقيرة التي تعاني من أزمات غذائية، بتشوه الشفة الأرنبية، وهي شقوق في الفم والوجه (تُعرف أيضاً بالحنك المشقوق أو الشق الحلقي). إذ يولد به سنوياً ما بين 150.000 و250.000 طفل. وهؤلاء هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بسوء التغذية مقارنة بالآخرين. وتشير دراسات إلى أنه يمكن منع ما يقرب من نصف الوفيات المرتبطة بسوء التغذية لدى الأفراد المصابين بشقوق في الفم والوجه من خلال الحصول على العلاج والدعم المناسبين.
ستتعرف عبر هذا المقال على
إفريقيا: أعلى معدلات الوفيات بسبب الشفة الأرنبية
تنتشر الشفة الأرنبية بين الأطفال دون خمس سنوات في جنوب آسيا وأفريقيا. وتعرف البلدان الأفريقية التي تمتد من مالي إلى الصومال أعلى معدلات الوفيات من سوء التغذية المرتبط بالشفة الأرنبية. كما أن الدول التي تعاني من أزمات غذائية لديها معدلات أعلى للمصابين بالشقوق في الفم والوجه، مثل أفغانستان، والكونغو، وإثيوبيا، ونيجيريا، وباكستان.
الشفة الأرنبية وسوء التغذية
تحدث الإصابة بالشفة الأرنبية وشق سقف الحلق عندما لا تتشكل شفة الطفل أو سقف الفم بشكل صحيح في الرحم. وتزيد هذه الحالات بعد الولادة من خطر إصابة الأطفال بمشاكل صحية، بسبب معاناتهم من أجل الحصول على التغذية الكافية، مما يضعف استجابتهم المناعية لاحقًا.
معاناة الأطفال الرُضع
تجعل حالات الشفاه المشقوقة من تناول الطعام صعبًا على الأطفال المصابين بها، فيصبحون عرضة لتقزم النمو ونقص الوزن. إذ تستغرق الرضاعة الطبيعية والتغذية بالزجاجة وقتًا أطول للأطفال الذين يعانون من الشقوق. ومن الشائع أن يقوموا بإخراج الطعام من خلال أنفهم وفمهم عند الرضاعة.
الشفة الأرنبية والأمراض المعدية
كما يعتبر الأطفال الذين يعانون من الشفة الأرنبية هم الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية من غير المصابين بها. إذ يُضعف تشوه الشفة من وظيفة التجويف الأنفي، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالتهابات الأذن.
كم أن الأطفال الذين يعانون من هذه الشقوق هم أيضًا أكثر عرضة للإصابة بالإلتهاب الرئوي التنفسي، الذي يمكن أن يحدث عندما يعلق الطعام أو السائل في الرئتين.
جراحة شق الشفة والحنك
يمتنع الأطباء عن إجراء عملية إصلاح الشفة فور الولادة، إلى حين بلوغ الطفل بين سن ثلاثة أشهر وسنتين.
ويحتاج الأطفال إلى أن يكونوا أقوياء جسدياً بما يكفي لإجراء الجراحة. فإذا كان الطفل يعاني من سوء التغذية أو العدوى، يصبح من الخطورة إجراء العملية له في ظل ظروف صحية متدهورة، بسبب احتمال فشل عملية الإصلاح وظهور مضاعفات ما بعد الجراحة.
أضف إلى ذلك أن التأخر في التشخيص والتدخل المبكرين، غالبًا ما يؤدي إلى تراجع منحنى النمو لدى الأطفال المصابين.
لذلك، يعد توفير الدعم والتوعية للوالدين أمرًا حيويًا لضمان حصول الأطفال الذين يعانون من شقوق في الفم على التغذية الكافية، والعلاج الفوري لأي عدوى قد تظهر، والجراحة لإصلاح الشق في أقرب وقت ممكن.