كان لمشاركتي في “قوافل هل قطر” التي نظمتها قطر الخيرية في إطار حملة “دفئوني” لمساعدة إخواننا السوريين في مخيمات لبنان أثر كبير في نفسي التي كانت تواقة للمساهمة في العمل الإنساني الخيري. فقد غيرت هذه الرحلة الكثير من قناعاتي. فعندما وصلنا المخيمات ووقفنا على الحالات الإنسانية فيها حمدت الله أولا على ما أنا فيه من نعمة الاستقرار والأمان.
من المشاهدات المطبوعة في ذهني والتي هزت وجداني أن هناك عائلة من ستة أفراد أم وأربع بنات وولد، فقدت هذه الأسرة عائلها منذ سنوات ولم تعرف له طريقا، واثنان من البنات يعانين من أمراض في العظام والمفاصل، واحدة منهن تنام وهي مستندة على الحائط والأخرى لا تستطيع الحركة. أما البنت الكبرى فتعاني من حالة نفسية وتجلس في الظلام لتعزل نفسها عن العالم.
وحالة أخرى وقفت عندها متألما وهي رضيعة أُجريت لها عملية في العمود الفقري وأصبحت شبه مشلولة وتحتاج إلى علاج خاص، وأسرتها تشكو الفقر وما بيدها حيلة، تنظر إلى فلذة كبدها بقلب تأكله الحسرة.
كما رأيت أطفالاً أحجامهم أقل من أعمارهم بسبب سوء التغذية. وآخرون يعانون من الإعاقات بسبب نقص الاكسجين في الجسم، والكثير الكثير الذي يفجع القلب ويحتاج لمساعدات عاجلة.