رمضان موسم الخيرات والطاعات، والعبادة والسعادة، موسم تطيب فيه النفوس بالذكر والقرآن والصيام، وفرصة لرقة القلب وسمو النفس. فإن الجوع في النهار والقيام في الليل من قرآن وسجود يجعل لصاحب القلب القاسي فرصة لأن يرق ويلين، فإذا تزامن ذلك مع إخراج الزكاة والصدقات، فإن هذه الطاعات تعمل في النفس ما تعمل.
وإني أصدقك القول وأنا ناصح لك: احرص على ملازمة الذكر والتقليل من المباحات والعوالق، وانظر إلى قلبك كيف سيتأثر بالقرآن الكريم، وانظر إلى قدرتك العالية للبذل، وما ذاك إلا بسبب بركة الزمان الذي نزل فيه القرآن، والتلبس في الطاعة في أغلب أوقات رمضان، فإنها دورة إيمانية مكثفة عزّ نظيرها. لنجعل من رمضان فرصة لبلوغ منزلة الإحسان، ولنجعل عادات رمضان تدوم على مدار العام، اعزم وتوكل على الله، سَلهُ التوفيق والسداد وخطط وتأمل وتبصّر في الباب الذي فتحه الله لك، باب تجد فيه راحتك وقدرتك على الاستمرار وقدرتك على الجد والاجتهاد فيه، باب ترى وكأن الله لم يخلقه إلا لك، فالزمه، لتوفق إلى كل خير.