تصورات مغلوطة تظلم المؤسسات الخيرية

أحمد يوسف فخرو
2023-08-13

عبارات نسمعها بين الفينة والأخرى من “بعض الناس” وتكثر للأسف في مواسم الخير مثل شهر رمضان المبارك شهر الصدقة والأجور المضاعفة.

يحزنني أن هؤلاء تقبلوا تطور المجتمع وتطور القطاع الحكومي والخاص ولكن مازالت لديهم هذه النظرة القاصرة والدونية للعمل الخيري؛ وكأنهم مجموعة أشخاص متدينين يوصلون الأموال بأيديهم وربما يأخذون بعضها لأنفسهم، هذه النظرة السطحية للعمل الخيري مستغربة؛ في واقع نرى فيه أن العمل الخيري تجاوز بعض القطاعات الكبرى في الدولة وأصبح من المؤسسات السباقة في التكنولوجيا والحوكمة والرقمنة، بل بعضها اقتحم مجال الذكاء الاصطناعي الذي يعتبر حديث الساعة في وقتنا الحالي.

وأظن أن المشكلة تكمن في أن هؤلاء لا يبذلون جهدا للبحث عن المعلومة وتحري صحتها قبل التحدث بها، فيسمع من مجلس أو يقرأ تغريدة ويبني تصورا معينا ثم يتحدث به، والمحزن أنه لا يدري أن بفعله هذا يمنع الخير عن الفقراء والمحتاجين بتشويهه لسمعة العمل الخيري فيقلّ الخير الذي يصل إليهم وقد يأثم على فعل ذلك.

الجميل أن معظم المؤسسات الخيرية منفتحة تجاه المجتمع عبر قنوات تواصل كثيرة فسهّلت الوصول إليها والإجابة على أي تساؤلات تردها.

العمل الخيري عريق في منطقتنا، اكتسب خبرات إدارية كبيرة وأداره إخوة أكفاء نحسبهم كذلك والله حسيبهم.

المؤسسات الخيرية أصبحت كيانات إدارية؛ لها مجالس إدارة وجمعيات عمومية وفيها تخصصات إدارية ولها شراكات واتفاقيات مع مؤسسات دولية ومحلية كبيرة، ينبغي علينا أن نستوعب هذا التطور الذي وصلت إليه، ونفخر بهذا العمل الذي يعتبر هو صمام الأمان لدولتنا الحبيبة وبها يحفظنا الله عز وجل من كل سوء ومكروه.

أخيراً

كلامي لا يعني أن المؤسسات الخيرية خالية من الأخطاء؛ حالها حال كل المؤسسات الموجودة، تخطأ وتصيب وتحتاج منا النصح والإرشاد والانتقاد البناء لا التخوين والتهجم والإساءة.

إن الجمعيات الخيرية تخضع لجهات وضوابط رقابية في الدولة تراقب وتتأكد من صرف الأـموال في أوجهها الصحيحة، ويتم التدقيق على ذلك من جهات رسمية معتمدة..

كل ذلك بهدف الوصول لأفضل الممارسات في العمل الخيري.

قال رسول الله ﷺ : ( العاملُ على الصدقةِ بالحقِّ : كالغازي في سبيلِ اللهِ حتى يرجعَ إلى بيتِه ) حديث حسن

اللهم اجعلنا منهم وتقبل أعمالنا يا رب العالمين.

المقال منشور في العدد 29 من مجلة غراس

يمكنك تحميل نسختك الآن أو الإطلاع على مقالات أخرى من المجلة

أحمد يوسف فخرو
مساعد الرئيس التنفيذي لقطاع الإعلام وتنمية الموارد بقطر الخيرية
يعبر المقال عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر قطر الخيرية.

مواضيع ذات صلة

تعليقات

اترك أول تعليق