تداعيات إنسانية غير مسبوقة نشأت عن أزمة الغذاء العالمية، أفرزت مستويات كارثية من سوء التغذية، الأطفال أكبر الضحايا في جميع أنحاء العالم، خصوصا وسط المجتمعات الفقيرة.
وأدت عدة عوامل إلى تفاقم أزمة سوء التغذية أبرزها:
- ارتفاع معدلات الفقر، وانعدام الأمن الغذائي.
- عدم توفر برامج الرعاية الصحية الأولية لكل من الأمهات والأطفال الرضع.
- انعدام المياه الصالحة للشرب، وقصور أنظمة الصرف الصحي.
- الحروب والصراعات.
- كما يتوقع أن تؤدي تداعيات ظاهرة الاحتباس الحراري إلى خفض الإنتاج الغذائي بنسبة 5.5% بحلول عام 2050.
وغالبًا ما يفتقر الأشخاص الذين يعيشون في المجتمعات الفقيرة إلى الحصول على الطعام المغذي وفي بيئات غير آمنة مع مياه ملوثة، وسوء صرف صحي. مع عدم تمكنهم من الوصول إلى الخدمات الصحية والتعليمية وهذا يساهم في الجوع وسوء التغذية.
كما أن العديد من المجتمعات التي تعيش في فقر فإن الأطفال دون سن الخامسة فيها هم الأكثر عرضة للجوع وآثاره المميتة.
كما تكون النساء في هذه المجتمعات أكثر عرضة للمعاناة من الجوع وانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية. وكشفت البيانات الحديثة أن 150 مليون امرأة كن يعانين من الجوع في عام 2021، إضافة لذلك فإن النازحين واللاجئين والمشردين يواجهون مخاطر أكبر من الجوع.
منحنى خطير للأطفال ضحايا سوء التغذية
وشكلت أزمة الغذاء، التي أعقبت موجة الجفاف في دول القرن الإفريقي منحنى خطيرا في حياة تلك المجتمعات التي تعتمد على مياه الأمطار كعنصر مهم في الحياة. حيث أدّت خمسة مواسم مطرية شحيحة إلى نفوق ملايين رؤوس الماشية وتدمير المحاصيل.
ووفقاً للأمم المتحدة، يوجد 22 مليون شخص مهدّدون بالجوع في إثيوبيا وكينيا والصومال. كما يموت شخص كل 36 ثانية في هذه الدول.
في الوقت الذي يعاني 18.6 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الشديد في الساحل.
وفي الصومال ارتفعت معدلات سوء التغذية إلى أعلى مستوياتها بين الأطفال إلى أكثر من نصف مليون طفل. وهو مستوى يتجاوز ذلك الذي شهدته البلاد في مجاعة عام 2011، عندما توفي عشرات الآلاف من الأطفال.
وبحسب منظمة اليونيسف يتوقع أن يعاني أكثر من 513 ألف طفل دون الخامسة من سوء التغذية الحاد. مما يعني أنهم أكثر عرضة بعدة مرات للوفاة بأمراض مثل الحصبة والملاريا والكوليرا التي تنتشر في البلاد.
وحذّرت وكالات تابعة للأمم المتحدة من أنّ 48 مليون شخص في غرب ووسط أفريقيا سوف يواجهون انعداماً حاداً في الأمن الغذائي في الفترة الممتدة ما بين يونيو من عام 2023 وأغسطس من ذات العام. وهو أعلى مستوى في عشرة أعوام. وأشارت إلى أنّ النقص المتوقّع في الغذاء يعني مواجهة نحو 16.5 مليون طفل دون الخامسة سوء تغذية حاد هذا العام.
وتعدّ إثيوبيا من أكثر البلدان تضرراً في العالم حيث تشهد زيادة حادة في حالات سوء التغذية نتيجة الجفاف والأزمات المتعددة. وعبر المناطق الأربع المتأثرة بالجفاف؛ سيحتاج ما يقدر بنحو 600 ألف طفل إلى العلاج من مرض سوء التغذية الحاد والوخيم.
ويواجه اليمن كارثة حقيقية فيما يتعلق بموضوع الأمن الغذائي. إذ نصف سكانها تقريبا يعانون من الجوع وبسبب ذلك تزداد معدلات سوء التغذية المرتفعة تعقيداً بين الأطفال دون سن الخامسة والحوامل والمرضعات.
كل ذلك بسبب نقص الغذاء والأداء دون المستوى لأنظمة الصحة والمياه والصرف الصحي، وتفشي الأمراض. ووفقا لمنظمة يونيسف فإن 2.2 مليون طفل في اليمن يعانون من سوء التغذية الحاد. من بينهم أكثر من 450 ألفاً يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم.
المقال منشور في العدد 29 من مجلة غراس
يمكنك تحميل نسختك الآن أو الإطلاع على مقالات أخرى من المجلة