حساب زكاة المدخر والمال المودع في دفتر التوفير يتطلب الأمر معرفة النصاب والحول الهجري(من دون فوائد لأنها ربا محرمة)، ومن ثم حساب الزكاة المستحقة على الأموال المدخرة لمدة معينة.
جدول المحتويات
حساب زكاة المال المدخر والمال المودع في دفتر توفير
تجب الزكاة على رأس المال والأرباح الشرعية إذا كانت موجودة (إذا كان الدفتر ليس ربويًا). ولكن لا زكاة على الفوائد الربوية.
لأنه يُحرم شرعاً إيداع الأموال في دفتر التوفير الربوي. ويجب على الشخص سحب أمواله منه على الفور، ويُفضل توجيه الفوائد الربوية التي تم تحصيلها نحو الأعمال الخيرية ومساعدة المحتاجين.
إنفاق الفوائد الناتجة من حساب التوفير البريدي
ما نطلق عليها وصف الفوائد الناتجة عن حساب التوفير البريدي تعتبر رباً محرمًا. لأنه يتضمن ضمان رأس المال مع فوائد محددة مسبقًا، وهذا ربا يجب في المقام الأول القيام بالتوبة إلى الله تعالى منها ووقفها فوراً. مع التوبة والشعور بالندم الصادق، والعزم على عدم العودة إليها.
ويجب التخلص من الفوائد الربوية المكتسبة من خلال إنفاقها في المصالح العامة ومساعدة الفقراء والمحتاجين.
كيفية حساب زكاة المبلغ المدخر من الراتب شهريا
الموظف الذي يتقاضى راتبًا ويوفر جزءًا منه شهرياً لديه خياران فيما يتعلق بزكاة راتبه:
- له أن يخصص نصابًا من الراتب ويعتبره منفصلاً عن الباقي، ثم يزكي هذا النصاب عند حلول الحول الزكوي، ومن ثم يقوم بزكاة ما يكتسبه من الراتب في الفترة بين الأحول.
- الأسهل هو أن ينظر الموظف إلى المبلغ الذي يتوفر في يده من الراتب ويجمع ما يعادل نصاب الزكاة من هذا المبلغ. ثم يزكيه بالاعتماد على تجميعه مع رواتب الأشهر السابقة، حتى لو لم يحل الحول الزكوي على هذه الرواتب. هذا الخيار يعتبر جائزًا ومفيدًا للفقراء ويتماشى مع رأي الفقهاء الراجح حول هذا المسألة.
حكم الزكاة من مال مدخر لاحتياجات أساسية
إذا وصل هذا المال إلى نصابه بمفرده أو بإضافته إلى ما يمتلكه من أموال، وتمر عليه الحول الهجري دون أن ينقص عن النصاب، فيجب دفع الزكاة عليه. ذلك سواء كان هذا المال مخصصًا لقضاء مصلحة ضرورية أو احتياجات أساسية، مثل بناء منزل أو لأي غرض آخر.
وقال تعالى: “وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ” (التوبة: 34).
زكاة المال المدخر
زكاة المال المدخر لأي غرض كان واجبة إذا حال عليه الحول بمجرد اكتماله النصاب. يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، أنه حتى إذا كان الشخص يوفِّر مالًا لأغراض معينة مثل الزواج أو شراء منزل، فإنه ملزم بدفع الزكاة على هذا المال. لأن الزكاة تجب على المال بصفة عامة، وإذا وُجد مال لدى أي شخص، يجب عليه دفع الزكاة عليه.
نصاب الزكاة الأدنى للأوراق النقدية يعادل حوالي خمسة وثمانين جرامًا من الذهب الخالص تقريبًا أو خمسمائة وخمسة وتسعين جرامًا من الفضة الخالصة. لأن ذلك هو أقل النصابين المعترف بهما، وهو مناسب لمساعدة الفقراء.
زكاة المال الذي لا ينمو
لا يُعتبر عدم نمو المال عذراً لعدم وجوب الزكاة، إذ أن الدراهم والدنانير قابلة للنمو بشكل طبيعي. وفقًا للقرافي في كتابه “الفروق”، فإن الزكاة تجب على الدراهم والدنانير سواء كان الشخص ينوي استخدامها في التجارة أم لا. وأما فيما يتعلق بالعروض الأخرى فإن وجوب الزكاة فيها يعتمد على النية بالاستخدام في التجارة.
كيفية حساب ودفع زكاة المال المودع في دفتر التوفير إذا لم يتم دفعها لسنوات عديدة
عندما يبلغ رأس المال نصاب الزكاة، فالواجب دفع الزكاة على الأموال التي مضت سنوات دون دفعها. إن الزكاة لا تسقط مهما مضت السنين، لأنها دين ملزم على الشخص ويجب عليه أداؤها. وينبغي معها التوبة بصدق إلى الله تعالى على التأخير الطويل في دفع الزكاة للمستحقين.
ولحساب الزكاة، الواجب تحديد الوقت الذي بلغ فيه رأس المال نصاب الزكاة، والذي يعادل حوالي خمسة وثمانين جرامًا من الذهب الخالص تقريبًا أو خمسمائة وخمسة وتسعين جرامًا من الفضة الخالصة تقريبًا.
ثم نقوم بحساب هذا المال لكل عام من الأعوام التي مرت منذ بلوغه النصاب، وإخراج ربع العشر (زكاة المال) عن كل عام. ويمكن الاعتماد على سجلات المصرف الذي تم إيداع المال فيه.
وإذا كان من الصعب الوصول إلى تفاصيل دقيقة عن الأموال، صار بالإمكان التحري ودفع مبلغ مقدر من الزكاة على أساس ما نتيقن منه. فالله لا يكلف نفسًا إلا وسعها.