قطر الخيرية: فعالية في مواجهة الكوارث

2023-10-12

يعدّ (اليوم الدولي للحد من الكوارث) ـ 13 أكتوبر من كل عام ـ فرصة للنظر في العلاقة القائمة بين الكوارث وعدم المساواة حيث يندرج تحت عنوان رئيسي وهو “مكافحة عدم المساواة من أجل مستقبل يتسم بالقدرة على الصمود” فالتفاوت في القدرة على الوصول إلى الخدمات يجعل الفئات الأكثر ضعفا عرضة لخطر الكوارث بشكل أكبر، كما تؤدي الكوارث إلى تفاقم أوجه التفاوت وتضاعف نسب الفقر.



وفي هذا الصدد تواصل قطر الخيرية جهودها لرفع فاعلية تدخلاتها لمواجهة أضرار الكوارث حيث تعمل وفق استراتيجية واضحة لمساعدة المتضررين منها حول العالم وذلك لمكافحة عدم المساواة.. وغالبا ما يطلع الناس على الحملات التي تطلقها قطر الخيرية لمساعدة المتضررين من الكوارث الطبيعية كالزلازل والفيضانات ويتابعون أخبار تقديم المساعدات لهم.. لكن نادرا ما يعرفون ما يجري وراء كواليس هذه التدخلات والعمل الجبار الذي يقوم به العاملون الإنسانيون في هذه المؤسسة حتى تصل المساعدات إلى مستحقيها في الوقت المناسب.

دور إدارة الطوارئ والإغاثة

وللتعرف على المطبخ الداخلي لقطر الخيرية التقينا بالمهندس خالد اليافعي مدير إدارة الطوارئ والإغاثة في قطر الخيرية لمعرفة كيف يتم الإشراف على عمليات الإغاثة ومتابعتها ميدانيا من قبل المكتب الرئيسي:

لنتحدث بداية عن الإجراءات التي تتم داخل إدارتكم فور وقوع كارثة طبيعية في إحدى الدول؟

السيد خالد اليافعي مدير إدارة الطوارئ والإغاثة بقطر الخيرية
السيد خالد اليافعي مدير إدارة الطوارئ والإغاثة بقطر الخيرية

منذ الساعات الأولى وفور وقوع كارثة طبيعية كالزلازل والفيضانات نتواصل فورا مع مكتبنا الميداني الموجود هناك ثم نفعل خلية الأزمة منذ الساعات الأولى من وقوع الكوارث. وبما أن إدارة  الطوارئ والإغاثة اختصاصها  الأساسي هي الرصد والتأهب للكوارث والاستجابة الإنسانية العاجلة المنقذة للحياة لذا فللإدارة قسمان هما قسم الرصد والتأهب وقسم المشاريع الإنسانية العاجلة، وعند وقوع الكوارث نفعل خلية إدارة الأزمة وتنعقد الاجتماعات على مدار الساعة، ونكون غرفة عمليات ونتحقق من سلامة فرقنا الميدانية وقدرة المكتب على تنفيذ الاستجابة المنقذة العاجلة، ومن ثم نقوم بدراسة واعتماد مشاريع الاستجابة العاجلة للمتضررين من الكارثة بناء على المعلومات التي نقوم بالحصول عليها من الجهات الرسمية والمواقع المعتمدة.. حيث أننا نبدأ في إصدار التقارير المنتظمة عن الكارثة وأثرها على السكان في النطاق الجغرافي لها وتقييم الاحتياجات الإنسانية العاجلة ثم بعد ذلك ننسق مع إدارة التسويق لإطلاق حملة التبرعات لجمهور المتبرعين لحشد الموارد المالية اللازمة لتنفيذ التدخلات الإغاثية الإنسانية العاجلة، والتي تتم بالتعاون مع الإدارات المعنية، حيث يمكن التبرع للحملات عبر طرق التبرع سواء التقليدية كالمحصلين في المجمعات التجارية وغيرها..أوعبر موقع وتطبيق قطر الخيرية الالكترونيين.

في الأثناء نعمل على تقديم الدعم للمكتب الميداني والجهات الشريكة وذلك عبر إرسال فرق ميدانية من المقر الرئيسي بالدوحة وكذلك التشبيك مع الجهات الحكومية والمنظمات الإنسانية لتنفيذ الاستجابة.

كما نقوم بالتنسيق مع هيئة تنظيم الأعمال الخيرية وصندوق قطر للتنمية ووزارة الخارجية وذلك للتأكد من تنسيق المساعدات الإنسانية القطرية بطريقة فعالة وذات جودة وكفاءة عالية.

تحديد الاحتياجات

كيف تحددون نوعية وكمية الاحتياجات التي تقدمونها كإغاثة عاجلة عبر مكاتبكم الميدانية؟

تقوم الفرق الميدانية بالنزول إلى منطقة الكارثة حيث يتم تقييم الاحتياجات الإنسانية العاجلة، ومن ثم يتم إعداد مقترحات مشاريع التدخلات الإنسانية العاجلة وفقا لنتائج التقييم الميداني ومن ثم يتم رفع الاحتياجات الميدانية بشكل مباشر أو بالتنسيق مع الجهات المعنية سواء حكومية أو غير حكومية لإدارة الطوارئ والإغاثة بالمقر الرئيسي وعلى هذا الأساس يتم تحديد كمية وحجم المساعدات وحجم التمويل المطلوب.

نعمل في الإدارة وفق لاستراتيجيتين الأولى: الاعتماد على المخزون الموجود بالمخازن في المكاتب الميدانية، أما الثانية فهي الاعتماد على الموردين المعتمدين في الدول لضمان سرعة الاستجابة للمتضررين من الكوارث والأزمات وغالبا ما يتم التنسيق مع اللجنة الدائمة لأعمال الإنقاذ والإغاثة والمساعدات الإنسانية في المناطق المنكوبة بالدول الشقيقة والصديقة، وكذلك مع صندوق قطر للتنمية في إيصال المساعدات التي تتم عبر الجسر الجوي القطري.


السيد خالد اليافعي مدير إدارة الطوارئ والإغاثة بقطر الخيرية

كيف تتم الاستجابة في حال عدم وجود مكتب ميداني لقطر الخيرية في المناطق المتضررة من الكوارث؟

نحرص دائما على التواجد وتقديم المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة للسكان المتضررين من الكوارث والأزمات حتى في الدول التي ليس لنا فيها مكاتب ميدانية وفي هذه الحالة نقوم بالتنسيق والعمل مباشرة مع الجهات الشريكة سواء الحكومية أو المنظمات الإنسانية لتقديم يد العون فور وقوع الكارثة.   

أخيرا ماهي التقارير التي تصدرونها عن الكوارث والأزمات لتوفير المعلومات؟

تقوم الإدارة ممثلة في قسم الرصد والتأهب بإصدار تقارير منتظمة عن كل كارثة تحدث وذلك من خلال متابعة المصادر الرسمية المعتمدة لهذه المعلومات ومنها موقع مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية وموقع مفوضية اللاجئين ومواقع منظمة الهجرة الدولية واليونيسف وبرنامج الغذاء العالمي وكذلك من تقارير الدول التي تحدث بها الكوارث والأزمات

ويحتوي التقرير الذى يتم تحديثه بشكل دوري على معلومات عامة عن الكارثة وعدد المتضررين والأضرار على البنية التحتية للخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم والمياه والأمن الغذائي كما يتضمن تقييما للاحتياجات الإنسانية العاجلة ويحتوى التقرير على قائمة بالمشاريع والتدخلات الإنسانية التي قامت بها إدارة الطوارئ والإغاثة.

تجارب من الميدان (باكستان انموذجا)

ميدانيا تعمل مكاتب قطر الخيرية في عدة دول معرضة للكوارث وفق خطة للاستجابة العاجلة والفورية وتعدّ باكستان إحدى الدول المعرضة دائما لخطر الفيضانات.. وقد التقينا السيد أمين عبد الرحمن مدير مكتب قطر الخيرية في باكستان ليحدثنا عما يتم لمواجهة كارثة الفيضانات

هل لك أن تحدثنا عن تجربتك كمسؤول مكتب ميداني فيما يخص كارثة الفيضانات؟

السيد أمين عبدالرحمن مدير مكتب قطر الخيرية في باكستان
السيد أمين عبدالرحمن مدير مكتب قطر الخيرية في باكستان

لقد كان الأمر صعبا خاصة في الدقائق والساعات الأولى التي تلت الفيضانات المدمرة عام 2022م كان الناس يواجهون ضغوطا كبيرة جراء الكارثة، ويعانون من الإصابات التي لحقت بهم أثناءها، ويشعرون بضغط عاطفي عميق ناجم عن فقدان الممتلكات وكيفية إعادة السيطرة على حياتهم، وفي بعض الحالات فقدان أحبائهم أو جيرانهم، كما كانوا يعانون من ضغوط نفسية بسبب آثار الكارثة التي ستبقى في ذاكرتهم فترة طويلة.

كان مكتب قطر الخيرية في باكستان وبالتنسيق المستمر مع السلطات الحكومية المختصة (إدارة هيئة الكوارث الوطنية) تتابع الوضع مسبقًا وتتابع نسبة هطول الأمطار في الأقاليم الباكستانية المختلفة، وتقدم الدعم الفوري من خلال فرق الاستجابة للطوارئ في الميدان فيما يتعلق بإجلاء السكان المتضررين وتوفير المواد المنقذة للحياة مثل الغذاء ومياه الشرب والخيام ومواد النظافة الشخصية ومستلزمات المطبخ وغيرها من الاحتياجات المختلفة. وكان الهدف من الاستجابة لحالات الطوارئ هو تقديم المساعدة العاجلة للحفاظ على الحياة وتحسين مستوى الصحة ودعم الروح المعنوية والنفسية للسكان المتضررين. ويتم في المرحلة الثانية من الإغاثة البدء في مرحلة إعادة الإعمار من خلال بناء المنازل للمتضررين من الفيضانات.

نقاط القوة

ما هي نقاط قوة قطر الخيرية في مواجهة أخطار الكوارث في باكستان؟

أولا: تكمن قوة قطر الخيرية في التنسيق المستمر والدائم وبمستوى عال مع الإدارات الحكومية المختصة والمنظمات الدولية غير الحكومية ومنظمات الأمم المتحدة من أجل الوصول للمعلومات المناسبة في الوقت المناسب، والذي من خلاله تم إعلامنا بالكارثة في الوقت المناسب، وكان لذلك أثر كبير في تنفيذ مشاريعنا الإنسانية والاستجابة الطارئة للكارثة في الوقت المناسب وبشكل أفضل.

ثانياً: تواجد قطر الخيرية في الميدان من خلال أكثر من 20 مكتبا فرعيا في أنحاء باكستان.. إن تواجد قطر الخيرية في المجتمعات المتأثرة من الكوارث على المستوى الشعبي أدى إلى تحسين مستوى التواصل والتنسيق والاستجابة للمناطق المتضررة من الكارثة. علاوة على ذلك فإن موظفينا المؤهلين وذوي الخبرة في الميدان لهم دور كبير في إنجاح تدخلات قطر الخيرية الطارئة والذين تمكنا من خلالهم من تقديم الاستجابة السريعة للمجتمعات في الوقت المناسب وبشكل فعال.


من المقر الرئيسي إلى الميدان: كيف تتدخّل قطر الخيرية بفاعلية لمواجهة الكوارث؟

ثالثا: دعم المكتب الرئيسي المستمر لنا بتوفير الدعم الفني والمالي في الوقت المناسب والذي بفضله تمكنا من تقديم المساعدات العاجلة والاستجابة الطارئة للمجتمعات المتضررة من الكوارث.

أبرز التحديات

ما هي أبرز التحديات والصعوبات التي تواجهكم في هذا المجال؟

يواجه مكتب قطر الخيرية في باكستان العديد من التحديات والصعوبات في الاستجابة الطارئة للكوارث، بما في ذلك التنوع الجغرافي والمساحة الشاسعة للبلد، والكثافة السكانية، والعوامل الاجتماعية، والاقتصادية. إضافة إلى عوامل أخرى قد تعيق أو تؤثر على نجاح الاستجابة العاجلة للكوارث مثل الافتقار إلى خطة وطنية للاستجابة الأولية للكوارث.


من المقر الرئيسي إلى الميدان: كيف تتدخّل قطر الخيرية بفاعلية لمواجهة الكوارث؟

مواضيع ذات صلة

تعليقات

اترك أول تعليق