” من ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً”……
تحمل هذه الآية فرصة عظيمة لمن كانت الجنة أسمى أهدافه. فمن ذا الذي يرفض عرضاً بهذا الأثر العظيم؟؟ ومن ذا الذي يرضى أن تفوته مثل هذه الفرصة؟؟
ونحن إذ نستبشر بنفحات من الرحمة بحلول شهر رمضان المبارك، فلنعلم أن أفضل الصدقات هي الصدقة في رمضان، ننفقها ونبذلها تأسياً بسيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم. فكما قال ابن عباس رضي الله عنه: “كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان …”.
ومن المعلوم أن الإسلام خصّ الصدقة بعناية خاصة، حيث توسع في مفهومها ليشمل العتق من النار، ومصدر الرزق، وسبيلاً لولوج الجنة، ووسيلة لإطفاء غضب الله، كما أنها سبب سعة الصدر والراحة النفسية بما تدخله على قلوبنا من سعادة من خلال شعورنا بالتخفيف من أوجاع الآخرين ومشاركتهم في رزق الله.
وقد ترك لك الإسلام باب الصدقة واسعاً، فتعددت صورها من إغاثة الملهوفين وحفر الآبار وسقاية الناس وإطعامهم، وبناء المساجد. إضافة إلى رعاية دور العلم والإنفاق على النشاطات الدعوية كنشر الدين الإسلامي وتحفيظ وقراءة القرآن الكريم، وبناء البيوت للأرامل والمساكين. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علماً علمه ونشره، أو ولداً صالحاً تركه، أو مصحفاً ورثه، أو مسجداً بناه، أو بيتاً لابن السبيل بناه، أو نهراً أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه بعد موته”.
أجر الصدقة في رمضان … “والله يضاعف لمن يشاء”
فهل نحن مستشعرون لأجر الصدقة في رمضان؟ ونفحات الرحمة والغفران والتصدق الإلهي بالحسنات تحل علينا؟ فهل من مُلبٍّ للنداء في شهر الخير والرحمة والعطاء.
ومن المعتاد أن يكون للمسلم ورد من صلاة أو ذكر أو شيء من عمل الخير في رمضان. فلم لا نجعل لأنفسنا ورداً من الصدقات في هذا الشهر العظيم، نكف بها البلاء عن أنفسنا، مثلما قال الصادق الأمين، عليه الصلام والسلام : باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطاها”. كتخصيص مبلغ من المال يومياً نقدمه لعائلة محتاجة، أو نتبنى به طفل يتيم، أو ندفعه لعابر سبيل، أو نتكفل بتعليم طفل مسكين.
أو نجعله فرصة للسفر لزيارة إحدى المجتمعات المسلمة الفقيرة في إفريقيا أو آسيا. فنجمع التبرعات لهم أو نساهم في حفر بئر أو إنشاء مطعم مجاني أو دار للعلم أو مسجد لإقامة الصلاة. أو نشارك في برامج حكومية أو مبادرات خاصة أو نقوم بدعم نشاطات الجمعيات والمؤسسات الخيرية والعاملة على جمع الصدقات وتوزيعها على من يستحق.
ومن أهم نتائج الصدقة كف البلاء ودفع المصائب فمن المأثور عن المصطفى الأمين صلى الله عليه وسلم أنه قال: “الصدقة تمنع سبعين نوعاً من أنواع البلاء أهونها الجذام والبرص”. فهل لمسلم عاقل فطن أن يعرف مصدر رفع البلاء فيتغاضى عنه؟؟
فلنجعل، أخي المسلم، صدقتك في رمضان، وفاء بعهدنا مع الله عز وجل، وإتماماً لصفقة عقدناها معه بأن لنا الجنة، فهل نشتري الجنة ونتقي النار ولو بشق تمرة ؟!!
علاء معصراني
ملاحظة: يعبر المقال عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر قطر الخيرية.