تؤدي وسائل الإعلام دورا رئيسيا في تحقيق أهداف العمل التطوعي. فالإعلام اليوم لم يعد خبرا معزولا عن الحراك الاجتماعي، وإنما أصبح جزءا رئيسيا من حياة المجتمعات والأفراد. وبفضل الطفرة الإعلامية الحديثة من تطور المحطات الفضائية والإذاعية والصحافة المكتوبة ووسائل التواصل الإجتماعي فإن العمل الخيري والتطوعي قد تمكن من التعريف بمعاناة كثير من المنكوبين والمحتاجين للعون في أماكن مختلفة من العالم، وأسهم في إدماج الشباب في مختلف أنشطة العمل الخيري والتطوعي، وكان لها دور في تخفيف معاناة شعوب منكوبة بالكوارث الطبيعية والحروب والنزاعات والفقر وصعوبة العيش بسبب الجفاف وارتفاع درجات الحرارة أو تراكم الثلوج.
ويمثل العمل التطوعي مؤشرا على الجانب الإنساني بالمجتمع، ويعمق روح التكامل بين الناس، ويشجع على التعاون وتنمية روح الجماعة.
وتكمن أهمية العمل التطوعي بأنه تعبير مهم عن حيوية وديناميكية الجماهير ومدى إيجابيتها. وأصبح العمل التطوعي مسبارا لتقدم المجتمعات، ويقاس المجتمع الإنساني بحجم المنظمات التطوعية وإعداد المتطوعين به.
مفهوم جديد للعمل التطوعي تبنته المنظمات الخيرية
ومن تجربتي الشخصية أقول أن قطر الخيرية وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني في قطر قدمت مفهوما جديدا للعمل الخيري والتطوعي. إذ تمكنت بفضل أفكار جديدة من استثمار جهود الشباب من الجنسين ودمجهم في الحشد والمناصرة لدعم العمل الخيري والإنساني. وتمكن الشباب بجهود تطوعية من الوصول إلى أماكن بعيدة والاطلاع بشكل مباشر على الأوضاع الصعبة التي تعيشها شعوب منكوبة.
بل وتمكنوا عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي من جمع تبرعات كبيرة لعمل مشروعات تنموية، وتقديم الغوث الإنساني للمحتاجين. مما أسهم في رسم البسمة على وجوه الأيتام والأرامل والفقراء في كثير من الأمكان في العالم.
وللعمل التطوعى مزايا عديدة منها إكساب المتطوعين خبرات ميدانية وإدارية فى العمل الخيرى والتنظيمي، وتوجيه الطاقات البشرية لصالح المجتمع من خلال بناء فريق العمل، وتطوير الذات فى جوانب متعددة تعود بالخير والنفع له ولمجتمعه المحيط من حوله.
مبادرات قطر الخيرية ودورها في دمج الشباب في العمل الخيري
وتمثل المبادرات التي تطلقها قطر الخيرية أو تدعمها عنوانا مهما لنمو ثقافة العمل الخيري في المجتمع، وتعزز المبادرات الشراكة التي تربط بين الأنشطة المختلفة سواء الرياضية أو الاقتصادية أو الثقافية الرسمية والقطاع الخاص مع العمل الخيري والتطوعي، وتروج للمشاريع والمبادرات الإنسانية، وتشكل الشراكات الاستراتيجية بين مؤسسات المجتمع المدني والجهات الوطنية جانبا مهما في نشر ثقافة العمل التطوعي، والاستفادة من جميع القدرات والإمكانات لخدمة العمل الخيري ودعم البرامج والمشاريع الإنسانية، وتكمن أهمية المبادرات في إشراك المجتمع بكافة فئاته في الأعمال التطوعية، ودمجه في دعم المشاريع الإنسانية والتنموية، كما تؤكد في الوقت نفسه أن مختلف فئات المجتمع القطري تتمتع بحس إنساني عال، وقدرة متميزة على البذل والعطاء بغية تخفيف معاناة المتضررين في مختلف أنحاء العالم.
انخراط المؤسسات في العمل الإنساني دليل تجذر هذه الثقافة في المجتمع
إن مشاركة ممثلي المؤسسات الوطنية في الرحلات الإنسانية المحلية والدولية التي تنظمها مبادرات وبرامج قطر الخيرية وتنفيذ مشاريع باسم هذه المؤسسات ليتم تمويلها من تبرعاته، يشكل عنوانا رئيسيا معبرا عن سمة هذا المجتمع الذي أصبح معروفا بعمله الخيري في كل أنحاء العالم، ولعل من الجميل أن نذكر الفعاليات والدورات، وورش العمل، والمحاضرات التوعوية التي تعقد لتعزيز روح العمل الخيري والتطوعي لدى أعضاء ومنتسبي المؤسسات الوطنية في القطاعات المختلفة.
عقيل الجناحي
ملاحظة: يعبر المقال عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر قطر الخيرية.