تأليف :سارة الباكر
القصة الفائزة بالمركز الثاني
المرحلة الابتدائية/ بنات
النسخة الرابعة لبرنامج كتّاب المستقبل
في أحدِ الأزمانِ البعيدةِ، كانت هناك حديقةٌ خلابةُ المنظرِ يملؤها السِّحرُ والجمالُ والخيالُ، وكانَ كلُّ من يرَى تلكَ الحديقةَ سرعانَ ما يُعجبُ بها وبجمالِها الفاتنِ، الذي يبهرُ العقولَ، وكانَتْ هذهِ الحديقةِ تقعُ في قصرِ ملكٍ يُدعى “خالد “، وكانَ لديهِ فتاةٌ صغيرةٌ مشاغبةٌ اسمُها (ديانا)، كانت تحبُّ الورودَ وحديقةِ القصرِ كثيرًا، حيث كانَتِ الحديقُة مليئةً بالأزهارِ ذاتَ الألوانِ الجذّابةِ والأشجارِ الخضراءَ الباسقةِ.
وفي يومٍ من أيامِ الرَّبيعِ الجميلةِ كانتِ الأميرةُ ديانَا تلعبُ وتمرحُ في الحديقةِ السِّحريةِ، وسطَ الأزهارِ التي كانَتْ تخشَى من الحديثِ مع الأميرة، بسببِ قَطفِها الدَّائمِ لها بلا رحمةٍ، علما أن الأميرة لم تكنْ تعرفُ بإحساسِ الزُّهورِ المسكينةِ لحبِّها الشَّديدِ لها، وعدم قدرتِها على مقاومةِ قَطفِها، على الرّغمِ من أنَّ أميرةَ الورودِ والزهورِ كانَتْ تسهمُ في الحفاظِ على صديقاتِها الزَّهراتِ وكذلكَ الحديقة؛ كيَلا يذهبُ السِّحرُ منها.
استجمعت أميرةُ الورودِ “ورّودة ” قِواها هذه المرّة ونادَتْ على الأميرةِ ديانا قائلةً لها: أيَّتُها الأميرةُ، استمعِي إليَّ أرجوكِ، تلفتَتِ الأميرةُ في كلِّ مكانٍ حولها ولمْ تجدْ أحدًا، فمضَت في طريقِها، ولكنَّ الصَّوت سُرعانَ ما عادَ من جديدٍ، فقالت: نَعمْ، من يُنادي؟ فردَّتْ عليها” ورّودة”: انظري إلى الأسفلِ، وأبعدي قدميكِ الكبيرتينِ عنِّي!!
ألوان الطيف
تعجبَتْ ديانا حينمَا رأَتْ وردةً من الورودِ فلقْد كانَتْ مليئةً بالسِّحرِ والجمالِ لأنهَّا كانت ملونةً كجمالِ ألوانِ الطَّيفِ، فقررتْ قَطفَها ووضعَها في غرفتِها، أو إهدائِها إلى أمِّها أو أبيها الملك “خالد”، فتكلَّمَتِ الوردة: لاااا أرجوكِ لا تقطفيني، دعيني حرَّةً ألعبُ وأمرحُ معَ أصدقائِي؛ أتريدينَ أنْ يأخذكِ عملاقٌ أو أنْ يحبسَكِ في مكانٍ لا تستطيعينَ العيشَ فيهِ؟ فأعُجبتِ الأميرة بالوردةِ ولكنَّها ظنَّتْ بأنَّها تحلمُ.
في اليومِ التَّالي تذكرَتْ ديانا الوردةَ السِّحريةَ الملوَّنةَ، وسرعانَ ما ذهبَتْ إلى الحديقةِ؛ لتتأكدَ من الوردةِ الملوَّنةِ “ورّودة” وبقيةِ الورودِ، وهي تبحثُ وتبحثُ رأتِ الورود تمشي وترقصُ وتمرحُ، ففركَتْ عينيها؛ لترَى ما إذا كانَ هذا حلمًا آخَرَ، ولكنَّها لمْ تكنْ تعلمُ بأنَّها الحقيقة!! فطلبتْ من الورودِ التوقُفَ قليلًا، فصُعِقت عندَ رؤيةِ الجذورِ بمكانِها وكأنَّ شيئًا لم يحصلْ!!
السحر الحقيقي
سألتِ ديانا الوردةَ الملوَّنةَ: كيفَ لكنّ أنْ تتكلَّمنَ وتتحرَّكنَ ولكن عندمَا تتوقّفن تعودُ جذوركنَّ إلى الأرضِ وكأنَّ شيئًا لم يحدثْ؟؟!!أجابَتِ الوردةُ الملوَّنةُ “ورّودة” قائلةً: ألمْ تسمعِي النَّاسَ ماذا يقولونَ عن هذِه الحديقةِ ولماذا يسمونَها بالحديقةِ السِّحرية؟! ردَتْ ديانا: لا، فأنَا لا أخرجُ من القصرِ، ردَّتْ عليها: أليسَ لديكِ صديقاتٌ يزورنَكِ؟ قالت: نعمْ لديَّ ولكنَّ صديقاتي يأتينَ إلى قصرنَا متى أردن زيارتي، ولديَّ مدينةُ ألعابٍ خاصةً بي، وأبي مهتمٌ بدراستي حيثُ يوفرُ لي أكفأَ المعلمينَ.
قالَتِ الوردةُ: إنَّ السِّحر الحقيقي للحديقةِ يأتِي من جمالِها؛ لأنَّ أبيكِ خصَّص لنا مزارعين يقومونَ بالعنايةِ بالحديقةِ؛ لتبدو جميلةً لكلِّ مَنْ يراهَا ويزورُها، ولكنَّكِ بفعلكِ هذا تشوِّهين منظرَ الحديقةِ، لأنكِ تقومينَ بقطفِ الورودِ من جذورِهَا، فكرَتْ ديانا قليلًا في كلامِ الوردةِ وشعرَتْ بأنَّها محقةٌ فيما قالت، وخجلت من تصرفِها، وعاهدَتَ نفسَها وعاهدت الوردة على عدمِ قطفِ الزُّهورِ مرةً أخرى، حِفاظًا على جمالِ الحديقةِ ورونَقِها، فأصبحتَا صديقتينِ معًا إلى الأبدِ.