تسببت أحداث الجفاف الكبرى في وفاة أكثر من 10 ملايين شخص خلال القرن الماضي. بالإضافة إلى وقوع خسائر اقتصادية بمئات المليارات. وتظل إفريقيا أكثر القارات تضرراً بـ 44٪ من الإجمالي العالمي. وفي السنوات الأخيرة، شهدت منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى كوارث مناخية مأساوية أكثر حدة.
ستتعرف عبر هذا المقال على:
ومن المتوقع أن يؤدي تغير المناخ إلى زيادة مخاطر الجفاف في 129 دولة، خاصة تلك التي تشهد نموًا سكانيًا سريعًا وتحديات في الأمن الغذائي والمائي.
حذر تقرير أصدرته الأمم المتحدة تقول الأمم المتحدة من المسار التصاعدي لمدة الجفاف حول العالم وشدة تأثير ذلك ليس فقط على المجتمعات البشرية، ولكن أيضًا على النظم البيئية التي يعتمد عليها بقاء كل أشكال الحياة، بما فيها جنسنا البشري.
بينما أشار السكرتير التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD)، إلى إن الإنسانية “تقف عند مفترق طرق” في إدارتها للظاهرة التي تزداد سوء. حيث عرفت ارتفاعا بنسبة 29 % منذ مطلع الألفية. الأمر الذي يستوجب التخفيف من آثاره “بشكل عاجل.
تقرير الجفاف 2022 بالأرقام
تقرير (الجفاف بالأرقام) الذي أصدرته شهر مايو الماضي اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD) وهو خلاصة موثوقة للمعلومات والبيانات المتعلقة به لسنوات ماضية وسنوات مقبلة إذا لم تتخذ الدول والمؤسسات الدولية الخطوات الصحيحة للتعامل مع الظاهرة، مثلا:
- من عام 1970 إلى عام 2019، تسببت مخاطر الطقس والمناخ والمياه في حوالي 50٪ من الكوارث حول العالم و45٪ من الوفيات المرتبطة بها، خاصة في الدول النامية.
- يمثل حالات الجفاف 15٪ من الكوارث الطبيعية، ولكنه بتسبب في أكبر عدد من الخسائر البشرية، (قرابة 650 ألف حالة وفاة بين عامي 1970-2019).
- منذ عام 2000، ارتفع عدد حالات الجفاف ومدتها بنسبة 29٪.
- خلال 10 سنوات (من عام 1998 إلى عام 2017)، تسبب الجفاف في خسائر اقتصادية عالمية بلغت حوالي 124 مليار دولار.
- في عام 2022، يواجه أكثر من 2.3 مليار شخص الإجهاد المائي، بينما يتعرض ما يقرب من 160 مليون طفل لموجات جفاف شديدة وطويلة الأمد
- بحلول عام 2030، يقدر التقرير أن ما يقدر بنحو 700 مليون شخص سيواجه خطر النزوح بسبب الجفاف.
- بحلول عام 2040، قد يعيش طفل واحد من كل أربعة في مناطق تعاني من نقص حاد في المياه.
- بحلول عام 2050، قد يؤثر الجفاف على أكثر من ثلاثة أرباع سكان العالم، وقد يضطر حوالي 216 مليون شخص إلى الهجرة بحلول عام 2050 إلى حد كبير بسببه، إلى جانب عوامل أخرى مثل ندرة المياه، وانخفاض إنتاجية المحاصيل، وارتفاع مستوى سطح البحر، والاكتظاظ السكاني.
الاستثمار في صحة التربة
من خلال إشراك وحشد المزارعين، والمجتمعات المحلية، ومختلف المؤسسات والهيات العامة والخاصة في المجتمع.
وقال إبراهيم ثياو، السكرتير التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD)، أن البشرية بحاجة إلى التوجه نحو الحلول، خاصة استصلاح الأراضي، الذي يعتبر”أحد أفضل الحلول وأكثرها شمولاً. والذي يعالج العديد من العوامل الأساسية للدورات الطبيعية للمياه وفقدان خصوبة التربة. مشيراً إلى ضرورة العودة إلى محاكاة الطبيعة حيثما قدر الإمكان وإنشاء أنظمة بيئية فعالة. كما يشمل أيضاً:
- اعتماد تقنيات الإدارة الزراعية المستدامة والفعالة التي تزرع المزيد من الغذاء في مساحة أقل وبمياه أقل.
- تغيير التعامل مع الغذاء والأعلاف والألياف، وتشجيع النظم الغذائية النباتية.
- دعم صغار المزارعين على اعتماد الري بالتنقيط. حيث تزيد من كفاءة استخدام المياه بنسبة تصل إلى 43٪ والإنتاجية بنسبة 8-15٪، خاصة في الأماكن المعرضة للجفاف.
الإدارة الاستباقية لظاهرة الجفاف بدل الاكتفاء بالتفاعل معها
أي عدم اكتفاء الدول بانتهاج إجراءات تقوم على التفاعل مع أزمات الجفاف. وتبني نهج التخطيط الاستباقي للتعامل مع الجفاف و القائم على المخاطر عبر التنسيق والتواصل للحد منها. من ذلك:
- تطوير وتنفيذ خطط عمل متكاملة للرصد والتقييم لمكافحة الجفاف.
- إعداد أنظمة إنذار مبكر فعالة تعمل عبر الحدود.
- نشر تقنيات جديدة مثل مراقبة الأقمار الصناعية والذكاء الاصطناعي لتوجيه القرارات بدقة أكبر
- المراقبة المنتظمة وإعداد التقارير لضمان التحسين المستمر.
- حشد التمويل المستدام لتحسين مقاومة الجفاف على المستوى المحلي.
زيادة التوعية حول مخاطر الجفاف
عبر مشاركة الحلول الدولية المجربة والمبتكرة للجفاف، وتزويد المجتمعات في جميع أنحاء العالم بأدوات تقييم مدى تعرضهم الحالي أو المحتمل في المستقبل لمخاطر الجفاف.
حيث ألحّ السيد ثياو على أهمية تعزيز الوعي العام بشأن التصحر والجفاف، عبر إعلام الناس بإمكانية معالجة المشاكل بفعالية والارتقاء بالمسؤولية من أجل ضمان صحة الأجيال الحالية والمقبلة.
وقد أطلقت اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر تطلق مبادرتها ” أرض الجفاف ” لدعم هدف توعية الجمهور.