أدّت الزيارات الميدانية بغرض تقديم المساعدة للفقراء إلى تغيير نظرت المتطوع القطري فهد بن محمد البوعينين في الجهات التي تتولى تنفيذ المشاريع الخيرية، والتي انحصرت في ذهنه منذ سنوات عمره الأولى، بالجمعيات الخيرية والقائمين عليها من الموظفين، فيما كان دور أفراد المجتمع يقتصر على تقديم التبرعات المالية والعينية فقط. واتضح له بعد مشاركاته أن المتطوعين ونجوم المجتمع بإمكانهم أن يساهموا عمليا في تنفيذ المشاريع والتوعية بالكوارث ودعم التبرعات للمتضررين منها.
ويعتقد المتطوع أن ما ينقله المتطوعون و المؤثرون عن حجم الدور الذي تقوم به المؤسسات الخيرية في المجالين الإغاثي والتنموي تجاه المنكوبين والفقراء والمحتاجين، والمعاناة المرتبطة بالوصول إلى المتضررين عبر العالم، قد يكون أكثر تأثيرا بحكم أنهم أكثر حيادية في نقل ما يعاينونه في الميدان.
تأثير العمل التطوعي على شخصيتي
يقول المتطوع فهد البوعينين أنه “على المستوى الشخصي كان للاحتكاك المباشر لي بالفقراء ورؤية معاناتهم عن قرب الأثر الكبير على نفسي. وجعلتني أنظر للحياة بصورة مختلفة عن ذي قبل. لأنّ الكثير من الأساسيات المتوفرة في حياتنا والتي كنا لا نعير لها اهتماما كالماء والمأوى ووسائل النقل. وجدنا أن الكثير من الناس يفتقدونها. ولا يقدر قيمة الأشياء إلا من افتقدها. كما كان للزيارات أثر مجتمعي مهم حيث تصل معاناة ذوي الحاجة لأناس قد لا تصل الجهات الخيرية إليهم. وتسهم بالتالي في استقطاب الدعم للحملات الإنسانية والمشاريع الخيرية منهم .”
مواقف مؤثِّرة
1ـ يتذكر المتطوع الشاب أنه أثناء زيارته للأطفال اليمنيين الذين أجروا عمليات جراحية (ضيمن البرنامج القطري للقلب المفتوح)، تأثّر كثيرا حينما علم أن عدم إجراء عملية جراحية قد لا تكلف أكثر من 4000 ريال، قد تمنع طفلا من ممارسة طفولته بشكل طبيعي. وتحرمه من اللعب بسبب فقر أهله. لأنّ أيّ حركة إضافية عن المشي الطبيعي قد تؤدي إلى عدم وصول الأوكسجين إلى قلبه أو مخّه.
ويتذكر البوعينين ما قاله له طفلٌ يبلغ من العمر 14 عاما بعد إجرائه العملية وانتهاء فترة النقاهة، أنّه قضى عمره قبل العملية مكتفيا بالنظر إلى الأطفال وهم يلعبون بكرة القدم من وراء شباك بيته فقط.
2ـ كما لفت انتباه المتطوع في زيارته للنيجر عام 2012 أن مدارسهم مبنية من القش وأغصان الأشجار. وعادة يضطرون لإعادة بنائها مرة أو مرتين في السنة خصوصا بعد موسم الأمطار لأنها تقوم بجرفها. كما لاحظ أن كثيرا من أطفالهم يضطرون للمشي مدة ساعتين ليصلوا إلى مدارسهم التي لا تقيهم الحرّ أو البرد. مع عدم توفر طعام كاف لهم. ومع ذلك يكيّفون أنفسهم رغم الصعوبات.
3ـ حممل الشاب القطري بين يديه طفلاً يعاني من سوء التغذية في النيجر. ثم سأله أحدهم أن يقدّر عمر الطفل، فاعتقد البوعينين أن عمره 8 شهور فقط، لكنه صُدم عندم أدرك أن عمر الطفل 5 سنوات ! فأدركت حينها أن سوء التغذية قد لا يؤدي بالضرورة إلى الموت وإنما يتسبب في التأثير الكبير على نمو الطفل وحجمه.
نصيحة فهد البوعينين للشباب ولأهل الخير:
ـ للشباب : خدمة العمل الخيري ليست بالمال بالضرورة، وإنما يمكن أن تكون بالجهد والإمكانات، كلّ حسب تخصصه وقدراته ومواهبه.
ـ لأهل الخير :الحرص على الصدقات غير المشروطة واستشارة القائمين على الجمعيات الخيرية لمعرفة أولويات الاحتياجات في الميدان. فقد تكون المنطقة بحاجة لبئر ماء أكثر من حاجتها لمسجد أو غيره.
يمكنك الآن أن تنضم الآن إلى قوافل المتطوعين وتتعرف على الفرص التطوعية التي توفرها قطر الخيرية.