حين تقابل طفلا بريئا في غزة تقرأ في عينيه النجدة، أو تقابل أما تبكي، لا هم لها سوى ما تسد به رمق أطفالها ليعيشوا حياة كريمة في شتاء قارس. في غزة، حيث تعيش الأسر ويلات أزمة ترفض أن تنتهي، آخذة أشكالا وأنماطا عدّة، أهلكت الحرث والنسل، وكادت أن توقف الحياة.
جدول المحتويات
نعم لقد أدرك العالم أنه أصبح لزاما عليه ابتكار أساليب واستراتيجيات لمواجهة هذه الأزمة والتخفيف من تأثيراتها والمحافظة على الناجين منها من أجل ضمان عيشهم بكرامة، وتعزيز القدرة على النهوض بهم مجددا وسط أصعب التحديات التي يواجهونها في غزة.
نازحو غزة في الميدان
قد يكون الشتاء بالنسبة للحالة الطبيعية، هو الفصل المفضل لدى الكثيرين ممن أتيحت لهم وسائل التدفئة، لما يحمله من أجواء السكينة والصفاء الذهني، بعيدا عن حرارة الصيف، لكن هل من سبيل لنازحي غزة الذين يمثل لهم الشتاء الفصل الكارثي والأسوأ مع غياب وسائل التدفئة إلى جانب غياب دفء البيوت.. ودفء الأمهات والآباء.
معاناة النازحين في البرد
فالنازحون في غزة هم من أكثر الفئات تأثرا بتغيرات الطقس القاسية، خلال فصل الشتاء، إذ يشكل بالنسبة لهم تحديات عديدة تؤثر على سلامتهم وصحتهم، فالتعرض للبرد القارس له مشاكله الصحية الخطيرة مثل انخفاض حرارة الجسم وأمراض الجهاز التنفسي، والمتضرر الأكبر فيه هم الأطفال ومن على شاكلتهم من كبار السن والعجزة، فتصبح الحاجة حينها ماسة لتوفير الاحتياجات الشتوية الأساسية، للحفاظ على سلامتهم وكرامتهم.
مستلزمات النازحين الفلسطينيين في الشتاء
ولا يخفى أن الحاجة للدعم الشتوي للنازحين الفلسطينيين تزداد كل عام بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية، مما يجعل القدرة على توفير المتطلبات الأساسية أمرا حاسما لتفادي الخسائر في الأرواح والموارد، ففي قطاع غزة وحده أحصى مركز رصد النزوح الداخلي في تقريره الصادر في منتصف 2024 ثلاثة ملايين وأربعمائة ألف حالة نزوح مسجلة في الربع الأخير من عام الماضي وهي الآن في حالة ازدياد.
وحسب العادة تتضمن الاحتياجات الضرورية مجموعة واسعة من الموارد، مثل المأوى الدافئ، والملابس الشتوية، ووسائل التدفئة، بالإضافة إلى المواد الغذائية التي توفر لهم الطاقة والدفء، كما يتطلب الدعم الشتوي تضافر الجهود بين المنظمات الإنسانية المحلية والدولية والحكومات، وهو ما يمكن فرق الإغاثة من تحسين سرعة توصيل المواد الأساسية لهم ومراقبة توزيعها لضمان وصولها للأسر النازحة في الوقت المناسب.
دعم قطر الخيرية للنازحين للنازحبن الفلسطينيين.
في هذا الوقت الحرج واستجابة لنداء النازحين كانت قطر الخيرية سباقة للميدان حاضرة في جميع مراحل الأزمة فأطلقت حملة الشتاء للعام 2025، لتمنح الدفء لمن قست عليهم الظروف، وأتاحت الفرصة لطلوع فجر جديد يضيء الأفق وسط ظلام دامس، وذلك بمساهمات الخيرين من أهل قطر، ومنحهم الطمأنينة والأمان وسط برد الشتاء القارس.
والحملة فوق ذلك تمثل دعوة للوقوف مع الذين فقدوا الأمل بسبب انعدام الأمان والدفء، لكي تصل لمن هم في أمسّ الحاجة للدعم، وعلى رأسهم النازحون في غزة.
إنها لفتة نوعية، في وقت حرج، تضاف لحملات قطر الخيرية التي كان من أبرزها حملة “لبية غزة”، المتمثلة في المبادرة الإنسانية الكبرى التي استهدفت 550,000 شخص تلبية للاحتياجات الحرجة لسكان قطاع غزة، بتكلفة إجمالية قدرت بـ 40 مليون ريال قطري، من خلال توفير الدعم الأساسي في مجالات الغذاء والمأوى والدواء، والصحة والإسكان والتعليم والتعاون، إضافة إلى الجهود الإنسانية المستمرة والخطط المستقبلية لقطر الخيرية.
الخاتمة الحاجة لخطة طويلة الأمد
ختاما يمكن القول إن هذه الجهود القيمة المبذولة من طرف الخيرين لتخفيف معاناة النازحين الفلسطينيين قد آتت أكلها، وتحققت أهدافها، لكن هل تقضي على تلك معاناة النازحين الفلسطينيين نهائيا مع تكرار هذا النوع من الأزمات؟، والجواب أنها إن خففت المعاناة فإنها بحاجة إلى حلول طويلة الأمد تساعد على تحسين الظروف، وتساهم في مواجهة تحديات الطقس القاسية للنازحين الفلسطينيين وأملنا أن يكون هذا المقال نواة للدعوة إلى خطوات لإيجاد تلك الحلول التي يتطلع لها الجميع.