اعتاد الناس في قطر وفي عموم منطقة الخليج على إخراج نصاب زكاتهم في شهر رمضان المبارك. فالزائر لهذا البلد الطيب سيدرك بسرعة أن لدى أهل قطر حرصٌ عجيب على إخراج زكاتهم، بل وعلى الصدقة وعمل الخير بوجه عام. لكن أحياناً تجد من يلتبس عليه الأمر. فلا يدفع زكاة ماله عن غير قصد، كأن يجهل وجوب إخراج الزكاة ، أو اعتقاده أن زكاة الفطر هي نفسها زكاة المال. لكنه سرعان ما ما يكتشف أن من فضل إخراج الزكاة أنها قد أزاحت عنه جبلاً من الهم والغم.
وهي الواقعة التي حدثت لأحد الرجال الأفاضل، عندما زار مقر جمعية خيرية في قطر بغرض التصدق ببعض ماله. ومن لطف الله بهذا الرجل أن التقى بالمشرف على جمع أنصبة الزكاة داخل مقر الجمعية.
فقام هذا المتصدق يسأل: “لماذا يا شيخ لا يزال يعتريني همٌ أتعبني وأذهب عني النوم، رغم أني أتصدق من مالي لأساعد المحتاجين؟”.
فما كان من الشيخ إلا ن طرح عليه عدداً من الأسئلة والضيف في كل مرة يجيب، إلى أن كان آخر سؤال طرحه الشيخ “هل تخرج زكاة مالك؟”.
رد الرجل الفاضل: “نعم كل عام أنا أخرج زكاة الفطر عني وعن كل فرد من أسرتي”.
عندها كان رد الشيخ: “لا يا أخي … أنا أكلمك عن شيء آخر، نصاب زكاة ما تملك من مالٍ حالَ عليه الحول”.
ليكتشف هذا الرجل الفاضل أنه لم يخرج زكاة ماله منذ سنوات طويلة.
ولأن زكاة المال لا يسقط بالتقادم، اكتشف هذا الرجل الطيب أن على عاتقه مبلغاً ضخماً نصاب زكاة ما يملكه من مال.
فاتفق الرجل مع المشرف على دفع زكاته على فترات، عبر شيكات يحررها ويقدمها للجمعية.
فضل الزكاة : ” زال عني الهم عند آخر شيك كتبته”
بعد أيام، اتصل الرجل بالشيخ المشرف على الزكاة:
“أين أنت يا شيخ؟؟ … في أي مسجد تصلي؟؟ … أريد أن ألتقي بك !!”.
حاول الشيخ أن يستفسر عن سبب إلحاح المتصل على اللقاء به.
فأجابه: “أتعرف يا شيخ … والله لقد شعرتُ وكأن جبلاً أزحته عن كاهلي عند آخر شيك حررته …”.