تُبرز قطر الخيرية ريادتها في تعزيز العمل الإنساني عبر برنامج “الشريك الإنساني”، الذي يربطها بالمؤسسات التجارية والمالية لدعم المشاريع التنموية والإغاثية محليًا ودوليًا، في تجسيد عملي لمفهوم المسؤولية المجتمعية.
جدول المحتويات
قطر الخيرية وتبرعات الشركات التجارية
يعود تعاون قطر الخيرية مع المؤسسات والشركات التجارية والبيوتات المالية القطرية إلى بداية تأسيس الجمعية بحكم أن العديد من هذه المؤسسات كانت ـ وما تزال ـ تدعم من خلال الزكاة الواجبة عليها شرعا المشاريع التنموية داخل قطر وخارجها عبر الجمعيات الخيرية، أو تساهم في الحملات الإغاثية العاجلة إبان الأزمات والحروب والكوارث، أو مشاريع الحملات الموسمية وأهمها حملة شهر رمضان المبارك، نظرا لأنها ترتبط بقيم العطاء والبذل المتجذرة في المجتمع القطري، والتي تستند إلى دوافع دينية وعادات وشيم أصيلة، ولكن قطر الخيرية رأت استثمار مفهوم “المسؤولية المجتمعية” وذلك بعد أن شاع هذا المصطلح عقب عام 2000، وحظي باهتمام مؤسسات القطاع الخاص ، التي أنشأت أقساما خاصة به فيها، ثم اكتسب بعدا دوليا عقب صدور الميثاق العالمي للأمم المتحدة عام 2000، وجسّدته بصورة أوسع وأكثر تأثيرا ليعود بالنفع على جميع أطراف العلاقة من خلال برنامج الشريك الإنساني (CP).
“الشريك الإنساني”..الريادة والتميّز
يعتبر برنامج الشريك الإنساني (CP) الذي أطلقته قطر الخيرية في بداية عام 2021 رائدا في مجاله، لأنه وفّر صيغة تشبيك قوية بينها وبين الجهات المهتمة بالمسؤولية المجتمعية (CSR)، ومنح أول علامة “وسم” تعنى بهذا الجانب للشركات التجارية ومنظمات ريادة الأعمال والمؤسسات المالية في قطر، مقابل دعمها ومساندتها للأنشطة التنموية والإنسانية وخدمة المجتمع، ضمن أطر قانونية ومسجلة وفق الأحكام الدولية، وهو علاوة على ذلك يمنح الشعور بأن الجميع شركاء في العمل الإنساني والتنموي.
العمل الخيري و”المسؤولية المجتمعية”.. علاقة تكامل
ثمة علاقة كبيرة تربط العمل الخيري بالمسؤولية المجتمعية وتطبيقاتها، فكل منهما يحقق فائدة مهمة للآخر، وكلاهما يسهم في تحقيق الأهداف المشتركة للطرفين بصورة فعالة، ووفقا لتعريف البنك الدولي فإن “المسؤولية المجتمعية” تعني: التزام أصحاب النشاطات التجارية بالمساهمة في التنمية المستدامة من خلال العمل مع موظفيهم وعائلاتهم ومجتمعهم المحلي لتحسين مستوى معيشة الناس بأسلوب يخدم المؤسسات التجارية ويخدم التنمية في آن واحد. وبنفس الوقت فإن أحد مجالات عمل المؤسسات الخيرية الرئيسة ـ ومنها قطر الخيرية ـ تنفيذ مشاريع تنموية مستدامة تغطي الرعاية الاجتماعية، والمياه والصرف الصحي، والتعليم، والتغذية، والإسكان الاجتماعي، والأمن الغذائي، والتمكين الاقتصادي، والمشاركة في مسلسل التضامن الدولي بفعالية وكفاءة في التصدي لأهم التحديات الإنسانية والإنمائية التي تواجهها الشعوب المحتاجة عبر العالم.
دوافع التعاون المشترك في إطار “المسؤولية المجتمعية”
ثمة دوافع كبيرة تجعل كلا من القطاع الخاص ومؤسسات العمل الخيري يبديان حرصا على التعاون المشترك في مجال المسؤولية والاجتماعية والتكامل في هذا المجال:
- بالنسبة للمؤسسات التجارية فإنّ الالتزام بهذه المسؤولية يعزز سمعتها الإيجابية ويزيد من ولاء العملاء لها من خلال الإسهام في تنمية المجتمع الذي يعملون فيه، إذ يعتبر نوعا من ردّ الجميل له، وغالبا ما يزيد ولاء الجمهور للعلامة التجارية للشركات ذات المسؤولية المجتمعية، بل ويجذب عملاء جدد لها، وقد كشفت دراسة أجراها Cone Communications أن 87 ٪ من المستهلكين سيشترون منتجاً لأن شركة دعت إلى مشكلة يهتمون بها.
- وتوضح مزايا المشاركة في برنامج الشريك الإنساني لقطر الخيرية فوائد أخرى تستفيد منها الشركات أهمها: إعطاء الشريك الإنساني الأولوية في عملية الشراء، وتقديم دورات تدريبية مجانية للشريك من خلال الخبرات الموجودة في قطر الخيرية أو الشركاء المتعاونين معها، كما يوفر موارد بشرية للشريك من خلال المتطوعين وساعات التطوع، وتقديم مساعدات اجتماعية لعمال الشريك.
وبالنسبة للمؤسسات الخيرية فإن تفعيل برامج المسؤولية الاجتماعية ـ ومنها برنامج الشريك الإنساني في قطر الخيرية ـ يساعدها على ما يلي:
- إيجاد موارد إضافية لدعم أنشطتها وتعزيز فاعليتها كالتمويل المالي والعيني وتبادل الخبرات.
- زيادة تنفيذ المشاريع التي تلبي احتياجات المجتمع المحلي، وتعزيز فرص التكافل فيه، ودعم الحملات الإنسانية العاجلة.
- توسيع رقعة التطوع مع كافة الجهات ودمجهم في العمل الخيري وخدمة مشاريع التنمية.
“الشريك الإنساني” ..حصاد 4 سنوات
يشير حصاد أربع سنوات من عمر “الشريك الإنساني” (CP) إلى نجاح البرنامج في استقطاب المزيد من الشركاء الإنسانيين، من خلال توقيع عشرات الاتفاقيات مع الجهات التجارية في قطر التي دعمت إقامة مشاريع تنموية متعددة لخدمة المجتمع المحلي وتقديم المساعدات للأسر ذات الدخل المحدود، وساهمت بفعالية في الحملات والمساعدات الإنسانية عبر العالم.
وقد كانت قطر الخيرية وقعت أولى اتفاقيات هذا البرنامج مع “شركة يونيليفر” القطرية، وعادة ما تمنح علامة “الشريك الإنساني” للشركات التجارية في قطر وفق فئات الدعم التي تقدّمها ( الماسية: مليون ريال قطري، الذهبية: 500 ألف ريال قطري، الفضية: 250 ألف ريال قطري، البرونزية : 100 ألف ريال قطري).