ما بين شمال وجنوب قطاع غزة، ترتسم ملامح قاتمة السواد، لمصير مئات آلاف الذين يتهددهم خطر المجاعة، ويعصرهم الجوع وانعدام الإمدادات الغذائية في القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وفي ظل استمرار الحرب والقيود المفروضة على الوصول الإنساني حذر تقرير دولي من استمرار المخاطر العالية لحدوث مجاعة بأنحاء قطاع غزة. وقال إن نحو 96% من سكان غزة (2.1 مليون شخص) يواجهون مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، متوقعا استمرار هذا الوضع حتى أيلول/سبتمبر 2024.
تقرير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، الذي يشارك في إعداده عدد من الوكالات الإنسانية، ذكر أن كل قطاع غزة يُصنف بأنه في حالة طوارئ وهي المرحلة الرابعة من التصنيف التي تسبق المجاعة (المرحلة الخامسة).
وأفاد التقرير بأن أكثر من 495 ألف شخص (22% من السكان) يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد في المرحلة الخامسة، التي تواجه فيها الأسر نقصا شديدا في الغذاء والتضور جوعا واستنفاد القدرة على المواجهة.
وذكر التقرير أن الوصول الإنساني إلى المحافظات الجنوبية التي يوجد بها مليونا شخص، قد تقلص بشكل ملحوظ مع إغلاق معبر رفح الحدودي والعراقيل عند معبر كرم أبو سالم. وأشار إلى أن تركز السكان في مناطق تفتقر إلى حد كبير للمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية والرعاية الصحية وغيرها من البنية الأساسية، يزيد مخاطر تفشي الأمراض مما ستكون له آثار كارثية على التغذية والحالية الصحية لقطاعات كبيرة من السكان.
واضطرت أكثر من نصف الأسر – من أجل شراء الطعام- إلى استبدال ملابسها بالمال بحسب التقرير الدولي فيما لجأت ثلث الأسر إلى جمع النفايات لبيعها. و أكثر من نصف الأسر لا يتوفر لديها طعام في أغلب الأحيان، وتقضي أكثر من 20% من الأسر أياما وليالي كاملة دون تناول أي طعام.