تؤثر الأزمات والحروب بشكل كبير على ارتفاع معدلات المجاعة في العديد من المناطق حول العالم. وتتعطل الأنظمة الاقتصادية والزراعية، مما يؤدي إلى نقص في الغذاء وارتفاع في الأسعار. هذا النقص يمكن أن يؤدي إلى انعدام الأمن الغذائي، حيث لا يتمكن الناس من الحصول على الغذاء الكافي لتلبية احتياجاتهم اليومية.
ووفقًا لتقارير الأمم المتحدة، فإن النزاعات المسلحة والأزمات الاقتصادية هي من بين الأسباب الرئيسية لارتفاع معدلات الجوع في العالم. على سبيل المثال، في عام 2023، عانى حوالي 733 مليون شخص من الجوع، وهو ما يعادل واحدا من بين كل 11 شخصًا في العالم.
وفي خضم الأزمات المتعددة والمستمرة في المنطقة بما في ذلك غزة التي تعاني من وضع إنساني كارثي ، واستمرار الأزمة الأوكرانية، اندلع الصراع في السودان في ظل غياب الظروف اللازمة لاستجابة قوية واضطرار الأسر مرارا وتكرارا إلى الهروب ودفع الملايين إلى براثن الجوع.
وكالات الأمم المتحدة تحذر من أن مستويات خطيرة من الجوع الحاد أثرت على عدد كبير من الناس – بلغ 281.6 مليون شخص – العام الماضي، وهو العام الخامس على التوالي الذي يتفاقم فيه انعدام الأمن الغذائي، مما يزيد من المخاوف المتزايدة من المجاعة و”انتشار الموت على نطاق واسع” في غزة والسودان ومناطق أخرى.
ويعاني 4.7 مليون طفل دون الخامسة ونساء حوامل ومرضعات في السودان من سوء التغذية الحاد، فيما يتعرض أكثر من 3.5 ملايين طفل معرضون للإصابة بأمراض مرتبطة بظروف النظافة الصحية؛ مثل: الكوليرا التي أدت بالفعل إلى وفاة العشرات خلال الشهور الأخيرة بحسب منظمة اليونسيف.
وفي قطاع غزة ينتشر سوء التغذية والهزال والأمراض المعدية بين الأطفال بسرعة ويصل إلى مستويات مدمرة وغير مسبوقة بسبب الجوع، حيث يواجه 90% من الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 6 و23 شهرا والنساء الحوامل والمرضعات فقرا غذائيا حادا.