18 مليون سوداني في مواجهة الجوع الحاد

2025-01-16

جعل الوضع الإنساني في السودان البلاد واحدة من أكبر حالات النزوح وانعدام الأمن الغذائي وأزمة الأطفال في العالم، حيث يواجه السودان كارثة مجاعة مدمرة لم يسبق لها مثيل منذ أزمة دارفور مطلع العقد الأول من القرن الحالي، وذلك بحسب تحذيرات أطلقها مديرو ثلاث وكالات تابعة للأمم المتحدة.



فقد حذرت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) وبرنامج الأغذية العالمي من التدهور السريع في أوضاع الشعب السوداني، وخصوصاً الأطفال، مع انهيار الأمن الغذائي جراء الحرب التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من عام.

ويعد الصراع وانعدام الأمن والنزوح والصدمات الاقتصادية من المسببات الرئيسية لانعدام الأمن الغذائي، فقد أدى تفشي الصراع وانعدام الأمن إلى ظهور أزمة غذائية معقدة لا تزال تؤثر على حياة ملايين الأشخاص بسبب القيود المفروضة على التحركات، وتعطيل الأسواق والخدمات الأساسية، وإعاقة الإنتاج الزراعي وسبل العيش، وتقليص إمكانية وصول المساعدات الإنسانية.

أوضاع كارثية متواصلة

ووفقاً لأحدث بيانات التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، المؤلفة من مجموعة من وكالات الأمم المتحدة والحكومات والمنظمات غير الحكومية، أسفر التدهور السريع في الأمن الغذائي في السودان عن وصول 755,000 شخص إلى أوضاع كارثية (المرحلة 5 في التصنيف) حيث يلوح خطر المجاعة في 14 منطقة. وتوجد أسوأ الظروف في المناطق الأشد تضرراً من القتال والتي يتجمع فيها النازحون جراء المعارك. ويكابد قرابة 25.6 مليون شخص مستويات عالية من الجوع الحاد (المرحلة 3+ من التصنيف). وهذا يعني بالنسبة لنصف سكان السودان المتضررين من الحرب، أن عليهم الكفاح كل يوم لإطعام أنفسهم وأسرهم.

وعلى عكس أزمة دارفور قبل عشرين سنة، فإن الأزمة الحالية تشمل السودان بأكمله، حيث وصلت مستويات الجوع الكارثية حتى إلى العاصمة الخرطوم وإلى ولاية الجزيرة التي كانت سلة غذاء السودان ذات يوم.

تُظهر هذه البيانات الجديدة أيضاً تدهوراً صارخاً لأوضاع سكان السودان مقارنة بآخر التوقعات (كانون الأول/ديسمبر 2023)، حيث بينت أن 17.7 مليون شخص يواجهون الجوع الحاد (المرحلة +3 من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي). وبين هؤلاء قرابة خمسة ملايين شخص وصلوا مستوى الطوارئ من الجوع.

أطفال في خطر

ومع نزوح ما يقرب من 4 ملايين طفل، يواجه السودان أكبر أزمة نزوح للأطفال في العالم، وحذرت منظمة اليونيسف من أن مستقبل أكثر من 24 مليون طفل سوداني في خطر بسبب الكارثة الإنسانية التي تعصف بالبلاد وأن 14 مليونا من هؤلاء الأطفال في حاجة ماسة إلى المساعدة المنقذة للحياة في مجالات الصحة والتغذية والتعلم في مجال المياه ودعم الحماية،

ويعاني 4.9 مليون طفل دون الخامسة ونساء حوامل ومرضعات في السودان من سوء التغذية الحاد، ونحو 4 ملايين طفل يعانون سوء التغذية، بينهم 750 ألفا يعانون سوء التغذية الحاد، فيما حرم 7.4 ملايين طفل من الحصول على مياه الشرب النظيفة، كما أن أكثر من 3.5 ملايين طفل معرضون للإصابة بأمراض مرتبطة بظروف النظافة الصحية؛ مثل: الكوليرا التي أدت بالفعل إلى وفاة العشرات خلال الشهور الأخيرة بحسب منظمة اليونسيف.

مواضيع ذات صلة

تعليقات

اترك أول تعليق