“رمضان محمود”.. طفل من غزّة له حضور مميّز وكبير على شبكات التواصل الاجتماعي، بشخصيته الآسرة ومحتواه العفوي الذي يسعى من خلاله أن يكون صوت أطفال فلسطين إلى العالم، يعرّف بمعاناتهم الإنسانية، ويدافع عن حقوقهم المسلوبة، خصوصا أطفال وأهل غزة، بحكم أنه ولد وترعرع هناك وشهد الأشهر الستة الأولى من الحرب المتواصلة عليها حتى الآن، قبل أن ينتقل لقطر.
جدول المحتويات
- كمؤثِّر على شبكات التواصل الاجتماعي، ما هي أهم الأمور التي ترى أنك تخدم أطفال بلادك بها، خصوصا في ظل الأزمة المؤلمة التي تعيشها غزة حاليا؟
- هل ترى أن خدمة أطفال فلسطين وغزة خصوصا في هذه الفترة تكون أكثر تأثيرا إذا قدمت من خلال الأطفال واليافعين؟
- من هو جمهورك المستهدف في المحتوى التي تقدّمه؟ هل تركِّز على شرائح معينة ..ما هي؟
- تُغلِّبُ الأمل على الألم في رسائلك..بالرغم من تواصل وتفاقم المعاناة الإنسانية، ما السرّ؟
- عشت وقتا في غزة في ظل الحرب التي ماتزال تدور فيها.. هل لك أن تذكر لنا موقفين مؤثِّرين لا تزال ذاكرتها تحتفظ بهما؟
- رسالتك لأطفال غزة وفلسطين؟
تطرّق حوار ” غراس” معه لأهم الرسائل التي يرّكز محتواه عليها، وسرّ تغليب الأمل في مفردات خطابه الإعلامي، والفئات التي يوجّه خطابه لها، وكلمته لأطفال فلسطين في مثل هذه الظروف:
كمؤثِّر على شبكات التواصل الاجتماعي، ما هي أهم الأمور التي ترى أنك تخدم أطفال بلادك بها، خصوصا في ظل الأزمة المؤلمة التي تعيشها غزة حاليا؟
كطفل فلسطيني عشت ستة شهور من الحرب على غزة بكل الظروف الصعبة التي رافقتها من الفقد والخوف والجوع والنزوح، والحزن والقصف والتعب.. أشعر أنني أحمل مسؤولية كبيرة تجاه أطفال فلسطين عموما والقطاع خصوصا، وتتلخص مسؤوليتي بنشر معاناتهم، وتسليط الضوء على انتهاك حقوقهم التي يتعرضون لها، من خلال نشر فيديوهات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والمشاركة في مؤتمرات عالمية ودولية أتكلم فيها عن أوضاعهم، وأنقل رسالتهم لكل العالم.
هل ترى أن خدمة أطفال فلسطين وغزة خصوصا في هذه الفترة تكون أكثر تأثيرا إذا قدمت من خلال الأطفال واليافعين؟
نعم هذا صحيح.. لأنه من المعتاد أن الكبار والصغار يتأثّرون وتصل لهم الرسالة أكثر وأفضل من خلال الأطفال الذين عاشوا معاناة الحروب، خصوصا أنهم يتكلّمون ببراءة ومشاعر صادقة، فلعلّ هذا يكون أكثر تأثيرا، ويصل من القلب إلى القلب، كما يقال.
من هو جمهورك المستهدف في المحتوى التي تقدّمه؟ هل تركِّز على شرائح معينة ..ما هي؟
المستهدف من المحتوى الذي أقدمه هو الجمهور عموما، ولكن أركّز على الصغار أكثر، لأنهم سيكونون قادة الغد، خدمة لدينهم وقضيتهم الفلسطينية.
تُغلِّبُ الأمل على الألم في رسائلك..بالرغم من تواصل وتفاقم المعاناة الإنسانية، ما السرّ؟
دائما أحبُّ نشر الأمل والتفاؤل، لأنّ ذلك يصبّرنا على المعاناة التي نعيشها ويقوّي عزائم شعبنا، ولأن الله عزّ وجل بشّرنا في القرآن بذلك في قوله سبحانه: “وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنّا إليه راجعون”. “سورة البقرة ـ الآية 155 ـ 156”
أنا على إيمان وثقة كبيرة أن الله سيتولانا ولن يضيّعنا، وسينصرنا على عدونا.
برأيك ما هي أهم حقوق الأطفال المنتهَكة في قطاع غزة وفلسطين، وكيف ينبغي لفت الانتباه لها؟
الأمان وحق الأطفال في العلاج والتعليم والترفيه، وذلك من خلال الاستمرار في النشر عن معاناتهم والتركيز على حقوقهم المنتهكة.
عشت وقتا في غزة في ظل الحرب التي ماتزال تدور فيها.. هل لك أن تذكر لنا موقفين مؤثِّرين لا تزال ذاكرتها تحتفظ بهما؟
كلّ المشاهد مؤلِمة وصعبة، ولا أستطيع نسيانها، ولكن من المواقف المؤثرة أنني
كنت أجلس في إحدى مراحل النزوح ببيت أحد أقاربنا، فجأة أضاءت الدنيا باللون الأحمر وتبع ذلك انفجار قويّ هزّ كياني، وأرعب جميع الأطفال من حولي، فقد نزلت بجانب قدمي قطعة ملتهبة من صاروخ “شظية”، شعرتُ بصدمة كبيرة حينها، وأسرعت بدون وعي بعيداً عن ذاك المكان، وأذكر أنني لم أستطع النوم ليلتها.
والموقف الثاني: هو فقد الأحبة الذين لا يتوقف رحيلهم منذ بداية الحرب المتواصلة على غزة وحتى الآن، أولهم خبر فقد عمتي الصغيرة التي أحبها “آلاء”، وأتذكّر كيف أنّها عاشت معنا معظم أيام الحرب، ثم انتقلت لبيت آخر باحثة عن الأمان، ولكن قصفا طالها رحمها الله، وخبر آخر وهو الأصعب، ألا وهو استشهاد أبناء عمتي الثانية، وهم في مثل سنّي، كنت ألتقي بهم كل خميس نلعب ونستمتع بطفولتنا، ولكن جاء خميس مؤلم بدون أحمد ومحمد رحمها الله.
رسالتك لأطفال غزة وفلسطين؟
رسالتي بلهجتنا الغزّاوية الدارجة:
خليكوا أقوياء لا تستلموا.
خليكوا متمسكين بأحلامكم.
حيجي اليوم اللي نعيش فيه حياة كريمة مثل باقي أطفال العالم.
حيجي اليوم اللي نحقق فيه كل أمانينا الطيبة، وتنتهي معاناتنا وتتحرّر أرضنا من المحتل الغاصب، ونعيش فيها معزّزين مكرّمين.. ونحيا أحلى حياة، وننال كلّ حقوقنا.