لماذا تحتل مشاريع “إفطار الصائم” في غزّة أهمية أكبر؟

علي الرشيد
2025-03-02

يشكّل توفير طعام الإفطار تحديا للكثير من المسلمين عبر العالم، وخصوصا ممن يرزحون تحت وطأة النزوح واللجوء والأوضاع الاستثنائية، ولعلّ أبلغ مثال على ذلك هم سكان غزة، الذين يحتاجون من إخوانهم اهتماما أكبر ودعما أكثر في شهر الصيام.



رمضان في ظل التأثيرات السلبية للأزمات

نستقبل شهر رمضان المبارك بينما لا تزال بلاد تعاني من وطأة الحروب والأزمات كما في السودان، ودول ومناطق تعاني من الآثار القاسية لهذه الحروب والأزمات التي امتدت لفترات طويلة كما في قطاع غزة وسوريا، وهو ما يستدعي من إخوانهم المسلمين التركيز عليهم ومدّ العون لهم خصوصا في شهر الخير والعطاء والتعاطف والتراحم.

غزّة ومعاناة انعدام الأمن الغذائي الحادّ

ووفقا لتقديرات أممية فإن 91 بالمئة من سكان قطاع غزة على شفا انعدام الأمن الغذائي الحاد، وقد حذر مسؤولون من وكالات الأمم المتحدة نهاية العام الماضي من احتمال حدوث مجاعة وشيكة في غزة، بسبب حرمان السكان من احتياجاتهم الأساسية وغلاء المواد الغذائية بنحو عشرة أضعاف، وذلك بسبب التدفق المحدود للإمدادات التجارية والإنسانية إلى القطاع.

أكثر من أجر في مشروع واحد

ونظرا للأوضاع الصعبة؛ المرتبطة بشحّ الموارد وضعف مصادر الدخل فإن توفير وجبات الإفطار يمثّل تحدّيا يوميا للكثير من الصائمين في غزة، وهو ما يحيل إلى ضرورة اهتمام المتبرعين الكرام والمؤسسات الخيرية بدعم وتنفيذ مشاريع “إفطار الصائم” في القطاع بأشكالها المختلفة وإيلائها أهمية أكبر، ولاشك أنّ المتبرع لهذا المشروع يجمع بين أكثر أجر في شهر الأجور الكبيرة …أجر تفطير الصائم وإطعام الطعام والإعانة على الصيام، وأجر إغاثة الملهوف وتخفيف معاناته، وأجر جبر الخواطر والتعاطف مع المحتاجين والنازحين والتوسعة عليهم خلال الشهر الكريم.

بؤرة اهتمام الحملات الرمضانية

ومما يبعث على الارتياح أن تعلن العديد من المؤسسات الخيرية الخليجيّة والعربيّة والإسلاميّة عن اهتمام أكبر بمشاريع الخير الرمضانية في غزّة خلال إطلاق حملاتها لهذا العام، وخصوصا “إفطار الصائم”، ومنها ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ جمعية قطر الخيرية التي أوضحت أن قطاع غزة سيحظى بتركيز أكبر ضمن مشاريع حملتها “خيرنا متوارث” للعام 1446هـ بسبب الأزمة الغذائية التي يواجهها، حيث يعاني أكثر من مليوني شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وذكرت أنها ستنفذ فيه أكبر مشروع إفطار للصائمين، كما ستسعى لتسيير قوافل إغاثية خلاله، وحرصت مؤسسات خيرية أخرى على تخصيص مطابخ خلال الشهر الكريم لتوفير وجبات الإفطار، وحرصت على إبراز مشروع “إفطار الصائم” ضمن منتجاتها التي يمكن التبرع لها.

وفضلا عن وجبات الإفطار الجاهزة، فإنّ الكثير من الجمعيات الخيرية تنفذ مشروع “إفطار الصائم” على شكل سلال غذائية تتضمن المواد التموينية الأساسية التي تكفي الأسر النازحة والمحتاجة مدة شهر، بحيث تقوم الأسر بإعداد مائدة إفطارها بنفسها.

نداء لأهل الخير

تأسيسا على ما سبق؛ فإن أهل الخير في قطر والعالم مدعون لمساندة مشاريع إفطار الصائم والتبرع لها بغزّة كواجب إنسانيّ وأخويّ وتكافليّ، بهدف التخفيف من نقص الغذاء وعجز الناس هناك عن توفير ما يلزمهم لإفطارهم وسحورهم في ظلّ ظروفهم الاستثنائية، ونظرا لما لهذه المشاريع من أثر إيجابي كبير ينعكس على المتبرِع والمتبرَع له والمجتمع بأسره، وليستحضروا أحاديث رسولهم الكريم محمد صلى الله عليه وسلم التي تحثّ على ذلك: “مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا”، و “أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا”، و “من كان في حاجة الناس كان الله في حاجته”، وذلك كي يقبلوا على الإنفاق والجود، خصوصا في هذا الشهر الكريم.

علي الرشيد
إعلامي وكاتب متخصص في الشأن الإنساني والثقافي
يعبر المقال عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر قطر الخيرية.

مواضيع ذات صلة

تعليقات

اترك أول تعليق