تجربة فريدة لتعاونية نسائية في موريتانيا

2025-04-20

لأكثر من سبب تعتبر قصة النجاح التي كتبت فصولها في أحد أطراف العاصمة الموريتانية (نواكشوط) نوعية ومميزة، فهي ليست مجرد مشروع مدرّ للدخل يسهم في تحسين الظروف المعيشية لشاب أو أسرة، ويجعلهم يعتمدون على أنفسهم في تدبير مصدر رزقهم.



وفرت فرصة لعمل الأمهات وتعلم الأطفال

ما يميز هذه القصة أنها مشروع تمكين اقتصادي لمجموعة وليس لشخص واحد أو أسرة واحدة، وبطلاتها سيدات يبلع عددهن 25 امرأة، لم يجمعهن البحث عن عيش كريم ورزق طيب لهن ولأفراد أسرهن فحسب، بل الحرص على أن يقترن ذلك بتوفير فرصة تعلم لأطفالهن في إطار نفس المشروع. فكيف بدأت القصة؟ وماهي أهم محطاتها التي تسترعي الانتباه؟

“سفاري الخير”

في العام الماضي 2024 تزامن سعي مجموعة من السيدات لتأسيس تعاونية نسوية لإنتاج وبيع الوجبة الغذائية المحلية الأكثر شيوعا في البلد والمعروفة مغارب باسم (الكسكسي)، متضمنة مقرا لـ (محظرة) يتم فيها تعليم أبنائهن القرآن والعلوم الشرعية، مع زيارة كريمة لسفراء قطر الخيرية ( في إطار برنامج سفاري الخير) إلى جمهورية موريتانيا الإسلامية، بهدف دعم الفئات الأقل دخلا والأكثر احتياجا وتوفير فرص عمل لهن، فكانت هذه التعاونية إحدى مبادرات عمل فريق قطر الخيرية، حيث قام بتمويل تأسيسها، وتأهيل عضواتها، وتجهيز “المحظرة القرآنية” في نفس مكان التعاونية، لمساعدتهن على تحسين ظروفهن المعيشية، ورعاية أطفالهم وتحفيظهم كتاب الله بأن واحد.

المحظرة القرآنية

“العالية الشيخ هيين” إحدى السيدات اللواتي شاركن بتأسيس التعاونية تستذكر الظروف الصعبة التي كنّ فيها، في ظل غياب أي دخل مادي سابقا، مشيرة إلى التحوّل الذي حصل في العام الماضي بقولها: ” عندما زار أهل الخير من قطر موريتانيا تم دعمنا لإنشاء التعاونية تتيح لنا العمل وتعليم أبنائنا الصغار تحت أنظارنا ” فأصبح لدينا” دخل ـ حتى وإن كان محدودا ـ يساعد في تحسين وضعنا المعيشي خصوصا مع اقترانه ببيئة يوجد فيها أطفالك قربك وهم يتعلمون القرآن في المحظرة”.

بدورها ثمّنت السيدة “فاطمة أعمر محمود” الجهود الكبيرة التي بذلتها قطر الخيرية مؤكدة أنها وزميلاتها في التعاونية ينتجن الآن نصف طن من مادة الكسكسي شهريا، ويبعنها في السوق ليتقاسمن الأرباح والآمال والتعب، ويعدن برأس المال للإنتاج من جديد، مضيفة أنهن بحاجة إلى دعم لتطوير المشروع وتوسيعه، لكثرة عددهن مقابل رأس المال الأصلي للتعاونية.

تجمع الأطفال الذي تصدح حناجرهم بتلاوة القرآن الكريم وحفظه بجوار ورشة صناعة الكسكسي في مقر التعاونية مشهد يشرح الصدر ويضفي عليها رونقا جميلا.



الطفل محمد عبد الله (10 أعوام) حفظ 5 أجزاء من كتاب الله منذ انطلاق هذا المشروع، ويرى أن وجوده بالقرب من والدته ومع أترابه، يمنحه الأمان والدافع لمواصلة حفظ القرآن، ويتيح له فرصة مساعدة والدته في الخدمات البسيطة أثناء راحته اليومية من الدراسة.

ليس محمد هو الثمرة الوحيدة لهذا المشروع المبارك، بل هناك حوالي 30 طفلا وطفلة يتعلمون القرآن ويحفظونه في توليفة فريدة، فما أجمل أن يلتقي معا العلم والعمل، والتربية وتحصيل الرزق، ودخل الوظيفة مع سكينة وطمأنينة العاملات.    

مواضيع ذات صلة

تعليقات

اترك أول تعليق