لأن الفرص لا تأتي كل مرة، ولأن الحياة دقائق وثوان، ولأن الوقت يمضي، والشباب يزول، والقوة تذبل، كان لابد من نظرة على مابيديك من موارد، والبحث عن أفضل إستثمار ممكن في الوقت المتاح، لتحقيق الراحة والسعادة المنشودة، قبل أن يفوت الأوان. نقدم لك دراسة جدوى لحياتك وكيف تستثمر بأمان في أفضل المشاريع وأكثرها ربحاً.
الهدف:
أفضل إستثمار ممكن للموارد المتاحة لتحقيق أعظم عائد ممكن.
رأس المال المستثمر:
في عالم التجارة، يعرف المستثمرون رأس المال المستثمر كما يلي:
رأس المال المستثمر = رأس المال الثابت + رأس المال العامل
فما هو رأس مالك الثابت؟
إنه: عمرك.. فالعمر أجل مسمى عند الله… وفي فسحة العمر فرصتك للعمل والتوفير، أو للكسل والتضييع.
وما هو رأس مالك العامل إذن؟
إنه التقوى. فهي الكفيلة بأن تجعل عمرك إما لك وإما عليك، ولأن العافية والهمة والمال لن يثمروا بلا توجيه. ولأن العاقبة للتقوى، وإنما يتقبل الله من المتقين، ولأن خير الزاد التقوى، ولأن الله يورث الجنة من عباده من كان تقياً.
إذن: رأس مالك المستثمر = العمر + التقوى
كلفة التشغيل
يعرف الاقتصاديون كلفة التشغيل بأنها مقدار ما تنفقه على مشروعك في السنة الواحدة للقيام بالمهام الأساسية، وتشمل حساب إستهلاك أصولك الثابتة، ولأن العمر هو رأس مالك الثابت:
إذن: الإهلاكات السنوية = 31.536.000 ثانية سنوياً
هذه الملايين تنقضي، وتستهلك من أصلك الثابت، من عمرك وصحتك وقوتك، وتسجل في صفحات أعمالك… وهي إن ذهبت، فلا سبيل لإستردادها.
تحليل المشروع (SWOT Analysis)
لكل مشروع إقتصادي تحليلات هامة تبين نقاط قوته وضعفه، والمخاطر المتوقعة، والفرص المتاحة، وهي تعد بمثابة المؤشرات الهامة للقيام بالمشروع وإنجاحه. فماذا عن مشروع حياتك؟
نقاط الضعف
- التأخر عن الصلوات أو تضييعها
- إهمال الفجر
- ضياع السنن الراتبة
- الإذعان لهوى النفس ووساوس الشيطان
- هجر أو ندرة تلاوة القرآن الكريم
- هجر أو ندرة الذكر
- هجر أو ندرة طلب العلم
- هجر أو ندرة صلاة الوتر
- هجر أو ندرة صلاة القيام
- هجر أو ندرة التصدق
- هجر أو ندرة حفظ القرآن الكريم
- هجر أو ندرة مراجعة الحفظ
- إهمال التربية الشخصية
- إهمال المسئوليات الأسرية
- هجر الرياضة وعدم إعطاء البدن حقه
- إطلاق النظر
- ضياع الوقت ولو في مباح
- تكرار الوقوع في الخطأ رغم التحذيرات والرسائل الربانية
نقاط القوة
- الدعاء
- الإستغفار
- إستشعار الذنب وأنه لا يغفره سوى الله
- حضور الجمع كفارة لما بينهما
- رمضان إلى رمضان كفارة لما بينهما
- من حج ولم يرفث رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه
- الصلاة في الجماعة/ أو في وقتها (للنساء)
- سماع وتلاوة القرآن ولو النزر اليسير
- صيام التطوع
- صدقة السر تطفىء غضب الرب
- القراءة الحرة ولو اليسيرة (إنترنت/ مطويات/ كتيبات/ كتب/ قصص هادف)
- دعوات الصالحين
- الأعمال الصالحة، والأجور الكبيرة على الأعمال الصغيرة: (تسبيح، ذكر، بر الوالدين، دعوة الغيرلك، الصدقة، زيارة في الله، أمر بمعروف ونهي عن منكر في حينه، إماطة الأذى عن الطريق، الإحسان للضعفاء وللجيران، كل معروف وبر…)
الفرص المتاحة
- باب التوبة مفتوح حتى تطلع الشمس من مغربها.
- سعة المغفرة والعفو مهما كانت الذنوب، ولو بلغت عنان السماء، ولو كانت كزبد البحر
- تبديل السيئات إلى حسنات
- دمعة ندم على معصية، دمعة خشية من الرقيب شديد العقاب، دمعة شوق وخجل من الحليم الكريم الرحيم
- الصحة.
- الفراغ.
- التذكرة الربانية (محن/ مصائب/ حوادث لك أو من حولك أو تسمع بها)
- تعدد أبواب الحسنات والمكفرات ورفع الدرجات
- تذكر الجنة ونعيمها وسعادتها التي لا تنتهي، وأجر من لجم نفسه عن شهوة عابرة لقاء أمن دائم في الدنيا والأخرة
مخاطر متوقعة ( في حال عدم إدارة المشروع بشكل ناجح، وإهدار رأس المال)
- غضب الرب
- موت القلب
- ضنك الحياة
- عدم التوفيق وتعسير الأمور
- السقوط لهاوية الدنيا قبل الآخرة
- عدم الإستخلاف أو الإستعمال في الطاعة
- عدم قبول الدعاء (لو كان المطعم حراما والمشرب حراما والملبس حراما وغذي بالحرام)
- التهاون في المعصية وعدم استشعار المراقبة
مستقبل المشروع
- بادر بالعمل قبل تغير الحال (الفقر أو المرض أو تقدم العمر أو زوال نعمة)
- الحساب (حاسب نفسك قبل أن تحاسب)
- الموت (يأتي فجأة)
إدارة المخاطر والأزمات
- التوبة
- أن يكون لي صديق يعينني ويذكرني (وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)
- لزوم أهل الطاعة وهجر أهل المعصية وأسبابها
المؤشرات
في أي مشروع، هناك معادلات مهمة تبين جدوى المشروع والعائد عليه، ومدى ربحه أو خسارته… فماذا عن مشروعك؟
-
مؤشرات إيجابية تبشر بتحقيق أرباح
- شكر نعم الله عليك، والتي أعطيتها دون سؤال وبالمجان، وعدم إستخدامها فيما يغضبه: (وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) – (نِعْمَةً مِّنْ عِندِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَن شَكَرَ)
- التوفيق لعمل الطاعات (ثمرة الحسنة، الحسنة بعدها… فسنيسره لليسرى)
- التوفيق للدعاء في أوقات الإجابة
- الرضا والسكينة (إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة)
- التفقه في الدين (من يرد الله به خيراً يفقه في الدين)
- المحبة بين الناس (القبول في الأرض)
- تعسير المعاصي
- تيسير الأمور وتذليل العقبات (إن الله تعالى قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلى مما افترضته عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه وإن استعاذني لأعيذنه وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته.)
مؤشرات سلبية تنذر بالخسارة
- جحود النعم: أن تستخدم النعم المجانية التي أنعم بها الله عليك – كالسمع والبصر والشكل الحسن والصوت الجميل- في معصية الله… فهذا جزء من مخطط إبليس لك: ( ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ )…
- الغفلة وعدم الإنتباه
- المعصية تلو المعصية
- الإستخفاف بخطر المعصية (لا تنظر إلى صغر المعصية، ولكن أنظر إلى من عصيت)
- عدم التوبة
- إقبال الدنيا مع العصيان (الإستدراج)
- عدم التعرض لفتن مكفرة ومصائب ماحية للذنوب (من يرد الله به خيراً يصب منه)
- الوقوع في معاص خطيرة والغفلة عن التوبة منها فوراً: (أربع حق على الله أن لا يدخلهم الجنة ولايذيقهم نعيمها: مدمن خمر وآكل الربا وآكل مال اليتيم بغير حق والعاق لوالديه)
-
نسبة العائد على رأس المال
يمثل هذا الرقم عاملاً مهما لدى المستثمرين ويشير إلى مدى جدوى الخوض في الاستثمار من عدمه… ولتعلم أن مشروع حياتك، إن استثمر وفق المعادلات الربانية المربحة فالعائد: مالا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر… والله يضاعف لمن يشاء.
-
الأرباح المتوقعة
- راحة النفس وسكينتها
- التوفيق في كافة أمورك وحوائجك
- القبول في الأرض والقبول في السماء
- جنات تجري من تحتها الأنهار أعدت للمتقين
-
نقطة التعادل
في حالة نادرة، وعند إستواء ميزان حسناتك وسيئاتك، فإن المصير هو نقطة التعادل، وهو حاجز “الأعراف” بين الجنة والنار، تنظر لأهل الجنة وهم يتنعمون، ولأهل النار وهم يعذبون.. وهنا ننتظر رحمة الله وفضله ومنه كي يمن علينا بالجنة.
كيف تصبح غنياً
– (اتق المحارم تكن أعبد الناس، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما، ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب).
– (ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس).
– (أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة؟ يسبح الله مائة تسبيحة فيكتب الله له بها ألف حسنة ويحط عنه بها ألف خطيئة).
أخطار تهدد ثروتك الثمينة
بعد النجاح في تحقيق أرباح… إحترس… عليك أن تجتهد في حماية إستثماراتك وأرباحك جيداً… فالمخاطر لا تزال قائمة، والغلفة والتساهل، قد يعيدانك إلى حافة الإفلاس:
– (أتدرون ما المفلس؟ إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار).
– (لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء فيجعلها الله هباء منثورا أما إنهم إخوانكم و من جلدتكم و يأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم قوم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها).
خاتمة:
وبعد، فهذه دراسة جدوى حياتية مجانية، لكل راغب في إستثمار رأس ماله، وتحقيق أفضل ربح ممكن، وضمان حياة آمنة سعيدة، وتجنب الإفلاس وضياع المستقبل…
نأمل أن تكون الدراسة قد أعجبتك، وأن الأرباح المتوقعة قد حفزتك للبدء بهذا المشروع…
وهذه دعوة للبدء في الإستثمار منذ هذه اللحظة، فكل ما يلزمك للبداية في هذا المشروع هو أنت فقط، أن تعود إلى الله، أن تدعوه وترجوه، وتتوب إليه، وتقرر أن تتغير…
وتذكر… كل ثانية تستهلك من رأس مالك بلا إستثمار، هي عليك وليست لك!.
للمزيد من المعلومات، يرجى الإتصال بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
