رمضان .. فرصة لكتابة سيرة ذاتية من نوع مختلف

2019-05-20

هل سبق وأن كتبت سيرتك الذاتية من قبل؟

هل حاولت حينها أن تتفنن في إظهار محاسنك وميزاتك؟

وهل تمنيت لو أنه كانت لك خبرة أكبر، ومعرفة أكثر، وشهادات أعلى؟

ما رأيك اليوم أن تراجع حساباتك، وتعاود النظر من جديد في سيرتك الذاتية…



ماذا لو عرفت بوجود فرص مجزية جداً وتفوق الوصف، وهي أفضل عرض يمكن أن تحصل عليه على الإطلاق.

وماذا لو أنها مفتوحة للجميع،

وأنه لا توجد واسطة ومحسوبية إطلاقاً،

والشواغر متاحة وكثيرة…

وأن قوة سيرتك الذاتية وحدها، ستحدد قبولك في سجل الناجحين…

والأجمل من هذا كله أن الفرصة مفتوحة باستمرار لتحسين مستقبلك وثروتك مادمت قادراً على العمل…

وكلما تميزت كانت الدرجة التي ستنالها أفضل، ومزاياها أعلى..

كما أن الفرصة متاحة للجميع ذكوراً وإناثاً… ومن جميع الأعمار، والشروط المطلوبة يمكن للإنسان العادي أن يحققها بشيء من الجد والعمل… ومهما كان العمر، ومهما كانت الخبرة!

هل تشوقت لمعرفة هذه الفرص؟

هل ترغب في البدء بكتابة سيرة ذاتية مشرفة تؤهلك للفوز بأحد هذه الفرص، بل لتنال درجة عالية بمزايا خاصة؟

هيا إذن…

وقبل كتابة السيرة الذاتية، لنتعرف على الفرص المتاحة وشروطها ومزاياها:


كالجسد الواحد

حملة الشتاء .. لأجل فلسطين


الفرصة:

الجنة… هي الفرصة المتاحة دائماً… وبرحمة الله، ندخلها إن حققنا المؤهلات.. استمع لهذه الفرصة بنفسك:

وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ [آل عمران : 133]

 المؤهلات المطلوبة:

ما هي المؤهلات؟ وهل هي صعبة؟.. لا أبدا… فاستمع إليها:

قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11) [المؤمنون: 1-11]

الوصف الوظيفي:

من أجل كتابة سيرة ذاتية بكل وظيفة، يتعين أولا وضع وصف دقيق يحدد المهام المناطة بالموظف… فقد استخلفنا الله في هذه الأرض، وشرع لنا عمارتها… ومهما كانت المهنة التي تقتات منها، فوظيفتك هي عبادة الرحمن في كل ما تفعله.. تأمل في الوصف الوظيفي لعباد الرحمن وهم في هذه الحياة:

وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً (65) إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً (66) وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً (67) وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً (69) إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً (70) وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً (71) وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً (72) وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً (73) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً (74) [الفرقان: 63-74]

 المزايا والفوائد:

فما هو جزاء من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن؟ وما هي مزايا من كانت وظيفتهم وحياتهم وعبادتهم ومماتهم لله رب العالمين؟

أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَاماً (75) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً (76)  [الفرقان: 75-76]

مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [النحل : 97]

هي اذن مزايا عاجلة، ومزايا آجلة..

 آخر موعد لتقديم الطلبات:

برغم كل هذه المزايا والتسهيلات، فهناك شرط:

وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55) أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58) بَلَى قَدْ جَاءتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (59) – [الزمر: 54-59]

والآن… هل أنت مستعد للتقديم؟ فالباب مفتوح…

هل تريد مساعدة في إعداد سيرتك الذاتية؟

هيا إذن:

 كتابة سيرة ذاتية

  1. معلومات شخصية:

 – الإسم: عبدالله بن آدم

 – العنوان: الحياة الدنيا

 – الجنسية: مسلم 

  1. الهدف:

لكل سيرة ذاتية يتم تقديمها لجهة ما، هناك عادة هدف… فما هدفك من سيرتك الذاتية للدار الآخرة؟

– الفوز بفرصة الدخول إلى جنة الخلد، والحصول على أعلى المراتب، في ظل عرش الرحمن، مع الأصفياء الأنقياء الأتقياء.

  1. المؤهلات العلمية:

هذه أهم خانة في أية سيرة ذاتية… فماذا عن سيرتك للدار الأخرة؟

يقول جل وعلا: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ [محمد : 19]… فلا عبادة بلا علم… والعمل بلا علم خطأ وزلل وجهل…

فما هي مراحل العلم الذي عليك به؟

المرحلة الأولى:

– كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ [صـ : 29]

المرحلة الثانية:

– كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ [البقرة : 151] 

  1. التخصص:

ماهو تخصصك؟! أنت تعلم أني لا أسألك في هذا المقام عن تخصصك العلمي.. فماذا إذن؟ ما نريده هنا هو أن تكون لك خصلة خاصة من خصال الخير الكثيرة التي لا تحصر، تعمل بها، رجاء ثوابها و تصديق موعودها، كي يدخلك الله الجنة… فكن مثلاً ممن يواظب على صدقة السر، أو السعي على الأرملة والمسكين، أو كثرة صيام التطوع، والقيام، والدعوة إلى الله، وهكذا… أبواب الخير كثيرة، والحاذق من ينتبه لما يغفل عنه الكثير من الناس ليتخصص فيه! 

  1. الخبرات والمهارات:

ماهي قائمة خبراتك التي ستقدمها في الدار الآخرة؟… هل لديك مهارات خاصة؟ ما رأيك أن تبني قائمة مهاراتك الخاصة؟

  • أجيد تلاوة القرآن وتجويده بإتقان، طلباً لدرجة الكرام البررة لقوله صلى الله عليه وسلم: الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة.
  • تعلمت أسماء الله الحسنى وجعلتها واقعاً في حياتي طلباً للجنة تحقيقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: إن لله تعالى تسعة و تسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة.
  • تخرجت من امتحان الضراء في مدرسة الإبتلاء بالصبر والصلاة.
  • تحرجت من امتحان السرّاء في مدرسة العافية بالحمد والشكر.
  • أنا ممن يتفكرون في خلق الله وعجائب قدرته، وواظبت على وظيفة الذكر في الصباح والمساء وعند النوم والإستيقاظ تحقيقاً لقوله تعالى: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)
  • أواظب على استحضار نية صالحة قبل كل عمل ولو كان عادة، لتحويله إلى عبادة، كتربية الأبناء وتعليمهم، والزيارة العائلية، والطهي، والرياضة…
  • أوظف ما حباني الله به من مواهب فيما ينفع الناس وفيما يخدم الدعوة إلى الله ابتغاء الأجر. 
  1. أهم الإنجازات:

هل تتذكر هدفك من كتابة هذه السيرة الذاتية؟ فماهي إنجازاتك التي تؤهلك لبلوغ هذا الهدف؟ عد إلى المؤهلات المطلوبة ووصف الوظيفة لتتعرف أكثر على ما يجب أن يكون مسجلاً في صحيفة إنجازاتك.. أقدم لك قائمة سريعة تستأنس بها، وأنت تعد عملياً سيرتك العامرة للدار الآخرة:

  1. الإيمان بالله عز وجل، وتوحيده تبارك وتعالى وإخلاص العبادة له وحده.
  2. القيام بما افترضه الله عليك من واجبات. ‌
  3. الإنتهاء عما نهاك الله عنه.
  4. حفظ القرآن الكريم… أو أكثر ما تستطيع منه، فإن منزلتك يوم القيامة عند آخر آية تقرؤها.
  5. الاشتغال بذكر الله في كل حين وآن.
  6. تفوقت في علم من علوم الدنيا النافعة للناس، وعملت فيه ابتغاء الأجر من الله، وكنت قدوة للآخرين طلباً لأجر من سيخطو خطاي من بعدي: من سن سنة حسنة عمل بها بعده كان له أجره و مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء.
  7. لا أفتر عن تقديم النصيحة والأمر بالمعروف، بلطف ورفق، والنهي عن المنكر، في غير استكبار أو تجبر أو منكر: “كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ”.
  8. شفاعة وتزكية:

في كل سيرة ذاتية يوجد عادة خانة تحوي عناوين من يمكن الإتصال بهم كمرجع حول صاحب السيرة… فمن يمكن أن يشفع لك يوم تعرض على رب السموات والأرض؟!

إسمع هذه الأحاديث:

  • «اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ»
  • «الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ شَفِيعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، يَقُولُ الصِّيَامُ : رَبِّ إِنّي مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ : رَبِّ مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ فَيُشَفَّعَانِ»
  • «مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، وَالصَّلاةِ الْقَائِمَةِ، آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ، وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ؛ حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
  • ما من مسلم يشهد له ثلاثة إلا وجبت له الجنة قيل واثنان؟  قال:  واثنان‌
  • ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه.‌ 

خاتمة

وبعد، ففي خضم هذه الحياة المتسارعة، والجري وراء جمع الشهادات والدورات والخبرات، هذه دعوة للتسابق نحو أعالي الدرجات، وبناء سيرة ذاتية مشرفة تنافس فيها أهل الفضل والثناء… وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.

وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين،

وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

مواضيع ذات صلة

تعليقات

اترك أول تعليق